أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

نعم؛ جورج أخطأ وأصاب ترامب بوصف الأعراب

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

كنتُ قد كسرتُ القلم عن أوضاعنا المأساوية فقد يئستُ من الإصلاح لأن الإصلاح الآن يحتاج إلى ثورة بحجم الأمة العربية، والإسلامية لإعادتهما إلى مسرح الواقع الإنساني قبل أن يصيروا في خبر كان وأخواتها، ولكن ما يجري هذه الأيام فاق حدَّ التصور والتصديق، فطالما سألتُ نفسي هل يُعقل أن يصل بنا الموصول إلى هذا المستوى من التدني والتسافل والسقوط؟
فهذه الزوبعة الكبيرة والتي صارت إعصاراً هائلاً في فنجان لبنان المقاوم، من كلمات بسيطة من رجل إعلامي مشهود له بالأدب والنزاهة والأخلاق والمسؤولية قال كلمة ولم يخترعها من جيبه الشخصي بل قالها كبار رجال العالم ورؤساء هيئة الأمم المتحدة (الحرب العبثية على اليمن)، وطالب كما يُطالب كل عاقل، وإنسان بوقفها، لأنها أحرقت الأخضر واليابس في اليمن وأعداءه على حد سواء فإلى متى أيها الأعراب تصرون على غيِّكم، وباطلكم، وتغطرسكم، وجهلكم، فقد صرتم مضحكة في العالم أجمع، فكل رئيس أو حتى وزير يقع في ضائقة مادية أو معنوية يتكلم بكلمة على أعراب الخليج فيبادروا إليه ليدفعوا عنه ويُعطوه حتى يُرضوه لأن العالم صار يعرف أنهم بنك مال ولكن يديره أنصاف رجال بلا عقول، يبذرونه كما يريدون دون وازع أو رادع.
فكم كان منصفاً لهم، وعارفاً بهم الإمبراطور المخلوع قوةً الترامب حين شبَّههم بالبقرة الحلوب، وقال لهم صراحة عندما ينتهي حليبكم سنذبحكم، ويجب أن تدفعوا لنحميكم ولولا قواتنا تحميكم لا تبقون في مناصبكم لأسبوع أو عشرة أيام وأُ أكد لهذا المعتوه أنه لولاهم لا يبقون ليوم واحد لأنهم أذاقوا الأمة والشعب العربي والإسلامي الأمرَّين وباعوه بالرَّخيص لأعدى الأعداء، ولكن قاتلكم الله على حمايتكم لهم، وتسليحهم لقتلنا وسجننا وسرقتنا ليُرضوكم عنهم لا رضي الله عنكم جميعاً أيها اللصوص الخونة للأرض، والشعب، والعرض.
نعم؛ لقد أخطأ الأستاذ جورج قرداحي لأنه وصفكم بما وصفكم به الكثيرون من قبله فكان يجب أن يكون أكثر شجاعة وجرأة ليصفكم بالمجرمين القتلة لأن الحرب على اليمن البطل جريمة كُبرى بحق الإنسانية، وكان يجب أن يُطالب المجتمع الدولي الخائن بالصحوة لينهض فيوقف الحرب ويأخذكم إلى محكمة لاهاي بجريمة حرب ضد الإنسانية وأن تُحاكموا جميعاً على كل هذه الجرائم التي اقترفتموها في العقدين الأخيرين في المنطقة، ابتداء من العراق الجريح الذي دمرتموه، ثم تونس وليبيا، وبعدهما سورية ولبنان، وبعدهما البحرين واليمن المؤمن السعيد، فأنتم قادة الحروب هذه كلها والممولين لهذه القطعان التكفيرية ولدى العالم كل تصريحاتكم واعترافاتكم التي تكفي لتعليقكم على أعواد المشانق أيها المجرمون القتلة..
نعم؛ الأستاذ جورج قرداحي يعلم ذلك كله عنكم ويعرفكم أكثر من أنفسكم، ولكنه رجل مهذب ومؤدب ولا يستطيع أن يتكلم كابن تكساس أو نيويورك أو شيكاغو ورعاة البقر كالترامب، الذي وصفكم بأحسن الوصف، فأخافكم وأرعبكم وذهبتم إليه زحفاً تلحسون نعاله وتلعقون حذاءه ليرضى عنكم ولم يرضَ رغم كل ما أعطيتموه من ذهب وهدايا وأموال تفوق حد تصوره هو شخصياً لأنه عندما رجع إلى بلاده كان غير مصدق ومجرد أن نزل من الطائرة صار يقول: إنها المليارات، إنها المليارات.. رغم أنه مليونير ومن طغاة المال والسياسة ولكن استغرب من عطائكم أيها الأغبياء..
فلماذا أقمتم الدنيا ولم تقعدوها على هذا الرجل الشريف، فكان الجدير بكم أن تستنكروا على سيدكم الترامب، وتقاطعوا دولته وإمبراطورتيه وتشجعون أذنابكم من حولكم لنفس الفعل وليس أن تتقووا على هذا الرجل الشريف، وعلى لبنان الذي أجعتموه ودمرتموه فماذا تريدون منه؟
ليت كان برجل واحد منكم النخوة والرجولة أن يستنكر على ترامب ما قاله ووصفكم به، ولكن ليس فيكم رجال ولا حتى أنصاف رجال كما قال الدكتور السوري المقاوم، بل صرتم سُبَّة بين الرجال ومنقصة بين الأمم والشعوب، فاخجلوا على أنفسكم أيها الأعراب الأقزام فنحن صرنا نخجل منكم ألا تخجلون على أنفسكم؟
ونطمئن الأستاذ جورج قرداحي بعد أن نشكره ونشد على يديه بكل ما قاله بل ونتمنى منه أن يكون ويمثل وجه لبنان المقاوم حيث العزة والشرف والكرامة، ولا يلتفت إلى كل أولئك الذين صرحوا ليأخذوا الثمن ولو دفعوا من عزة لبنان وكرامته ومقاومته، أنتَ لم تُخطئ بل هم المجرمون القتلة وحربهم إجرامية بكل معاني الكلام وسيأتي اليوم الذي يُحاكمون عليها بإذن الله تعالى، وعندها الجميع سيشكرك على موقفك النبيل هذا، حتى جوقة المطبِّلين لهم عندكم.
وإعلم أيها الأستاذ العزيز أنه لا يصح إلا الصحيح، والمقصود ليس أنت وشخصك الكريم بل المقصود بلدك وشعبك الذي صرت ناطقاً باسمه، لبنان البطل المقاوم يُريدون إفشاله وتدميره بأي طريقة ممكنة، لا سيما في الحرب الأهلية لينالوا من المقاومة وشعبها الأبي، فاللعبة كبيرة بحجم الأوطان وليس بحجم الأشخاص، ولكن يحتاجون إلى شمَّاعة ليُعلقوا عليها فتنتهم ومخططاتهم الفتنوية التدميرية للبنان كما دمروا سوية والعراق وليبيا واليمن واحتلوا البحرين..
وصدق الله سبحانه حيث يقول: (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (التوبة: 98)، هؤلاء أعراب قرن الشيطان النجدي، وقد حان حينهم واقترب أجلهم، وإنتهاء دولتهم وحكمهم الإجرامي لأنهم رهنوا أنفسهم للشيطان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى