أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

هجوم صنعاء على أبو ظبي .. عرب يتصدون لظلم ذوي القربى

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. كاظم ناصر

شنت جماعة أنصار الله الحوثية يوم الإثنين 17/ 1/ 2022 هجوما على الامارات العربية المتحدة، وأعلن الناطق باسم الحوثيين ” ان هذه العملية التي أطلق عليها اسم إعصار اليمن نفذت بخمس صواريخ بالستية وعدد كبير من الطائرات المسيرة”، ونتج عنها كما أكدت السلطات الإماراتية اندلاع حريق في مطار أبو ظبي، وانفجار ثلاث صهاريج لنقل المحروقات، ومقتل ثلاثة أشخاص إلى جانب إصابة ستة اشخاص آخرين بجراح؛ وأدانت الخارجية الإماراتية الهجمات وقالت” ندين بشدة استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية اليوم وإن هذا الاستهداف الآثم لن يمر دون عقاب.” ودانت 14 دولة عربية والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي الهجوم واعتبرته تصعيدا خطير للحرب التي تشنها دول التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن.
أشعل التحالف الذي تقوده السعودية ويشار إليه باسم ” التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية ” فتيل الحرب اليمنية في 26 مارس 2015، وتوقع مهندسها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنها ستنتهي بانتصار ساحق خلال أسبوعين أو ثلاثة، لكن آمال الأمير بإنهائها سريعا خابت، واستمرت هذه الحرب الظالمة، ومضى عليها ما يقرب السبع سنوات، ويبدو أنها لن تتوقف قريبا، وكلفت الدول المشاركة فيها، خاصة السعودية والإمارات مئات المليارات من الدولارات، ونتج عنها قتل عشرات آلاف الأبرياء، وجرح مئات الآلاف، وتجويع الشعب اليمني، وتدمير اقتصاد بلاده وبنيتها التحتية،
وكانت الإمارات قد قررت الخروج من هذه الحرب، وقلصت وجودها العسكري في اليمن إلى حد كبير عام 2019، ثم تراجعت عن قرارها وعادت للساحة اليمنية بضغط سعودي أمريكي ودعم إسرائيلي، مما أدى إلى تصاعد الخلافات بين الطرفين الإماراتي واليمني في الآونة الأخيرة، خاصة بعد ان قامت قوات مؤيدة للتحالف تدعمها الإمارات بتوجيه ضربات موجعة للحوثيين في محافظتي شبوة ومأرب، وبعد أن احتجز الحوثيون سفينة ” روابي ” التي كانت ترفع علم الإمارات قبالة ميناء الحديدة اليمني.
الهجوم على أهداف في أبو ظبي تبعد 1600 كم عن اليمن بطائرات مسيرة وصواريخ اخترقت منظومة رادارات الإمارات والقواعد الأجنبية فيها، كشف ضعف وهشاشة دول التحالف، وكان بمثابة رسالة ذات أهمية استراتيجية من الحوثيين لأبو ظبي ودول الخليج تشير بوضوح إلى قدرة الحوثيين على نقل الصراع إلى بلدان خليجية أخرى وخلق حالة من الرعب فيها؛ والضغط على الإمارات للانسحاب من التحالف، أو تقديم تنازلات فيما يخص الملف السياسي وإيجاد تسوية سلمية للنزاع، وزعزعة الأمن والاستقرار في الإمارات وإلحاق ضرر باقتصادها الذي يعتمد بشكل كبير على عوائدها المالية من التجارة والاستثمار الأجنبي والسياحة.
إشعال السعودية لفتيل هذه الحرب في اليمن كان خطأ استراتيجيا فادحا؛ فهذه الحرب العبثية تسببت في قتل وجرح أعداد كبيرة من اليمنيين المسالمين ودمرت بلدهم، وكلفت دول التحالف مئات المليارات من الدولارات وازدتها ضعفا وهوانا، وفتحت الباب على مصراعيه للقواعد والتدخلات الأجنبية في المنطقة، والحقت ضررا بالغا بالأمن القومي الخليجي والعربي.
الشعب اليمني المعروف بإبائه وعناده وصموده، والشعوب العربية ومن ضمنها الشعوب الخليجية ترفض استمرار هذه العدوان وهذا الظلم للشعب اليمني. ولهذا يجب على الإمارات التي تورطت في هذه الحرب، وطبعت مع إسرائيل بلا ثمن، وتدخلت في الشؤون الداخلية في عدد من الأقطار العربية خدمة لمصالح أمريكا وإسرائيل أن تدرك أن ما تفعله في اليمن وفلسطين وليبيا وغيرها لا يخدم مصالحها، وسينعكس سلبا على استقرارها ومصداقيتها ومكانتها العربية والدولية.
الشعب اليمني سينتصر على عدوان دول التحالف العربي بقيادة السعودية، الدولة ” الشقيقة الجارة ” التي حاولت دائما منع اليمن من تطوير ودمقرطة نظامه السياسي، وبذلت جهودا مضنية لزعزعة استقراره وإعادة انفصال شماله عن جنوبه؛ وإنه، أي الشعب اليمني العربي الأصيل سيصمد ويدحر هذا العدوان، ويحرم السعودية من تحقيق النصر الذي توقعته، ويجعل نتائج هذه الحرب وبالا عليها وعلى الدول الخليجية والعربية المشاركة فيها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى