أحدث الأخبارفلسطين

هرولة إسرائيلية نحو صراع ديني؟!

✏د. يوسق رزقة.

بينيت رئيس وزراء حكومة الاحتلال يعلن أنه لن يسمح بتدخل أجنبي في القدس. وبأن القرار في القدس والمسجد الآقصى، تحديدا، إسرائيلي فقط؟! هذا التصريح الخطير فيه إعلان حرب على الوصاية الهاشمية الأردنية، وهو أحد أكثر التصريحات عداء للأردن منذ توقيع اتفاقية وادي عربة ١٩٩٤م. كما ذكرت صحيفة عكاظ السعودية.
ما قاله بينيت بلغة صريحه، هو ما يقوله غيره ممن قادوا حكومات تل أبيب، وهو ما عملت له حكوماتهم المتعاقبة، وجماعتهم المتطرف، كجماعة الهيكل وغيرها. المهم الآن عندهم أن الوقت قد حان ليطبق بنيت رؤيته الدينية التلمودية للقدس وللمسجد الأقصى، وهي رؤية تتماهى مع رؤية جماعة الهيكل، وكل من يسعى لتقسيم المسجد؟!.
برتوكول الرعاية الأردنية للمسجد الأقصى ليس عملا دائما للأبد، إنه كان لحاجة اقتضها المرحلة التي وقع فيها الاتفاق، حيث كانت مصالح إسرائيل في هذا البرتوكول، اليوم لا يوجد مصالح لدولة الاحتلال في هذا البرتوكول، لذا يجب وقف العمل به بدون إعلان عن إلغائه؟!، ومن ثمة كان تصريح بينيت تلبية لهذه المتغيرات على مصالح دولتهم.
من المؤكد أن الأردن سيغضب من هذا التصريح، وقد يرى فيه إضرارا بالدور الأردني، ولكن هل يملك الأردن غير الغضب؟! الغضب ترجمة وجدانية لحالة مستفزة، والبقاء عندها يعني ذهاب حكومة الاحتلال بما أردته، وبما خططوا له، وعودة الأردن لقضم أصابعه ندما على ما كان، وعلى فرص ضاعت ولم يستفد منها شيئا؟!



نعلم، أن ردة الفعل الفلسطينية الشعبية هي الرفض المطلق لتصريحات بينيت، لا انتصار للرعاية الأردنية، بل انتصارا لدين الإسلام ومقدسات المسلمين. نعم هي تلتقي مع الغضب الأردني، ولكن غضبة السياسة والولاية شيء، وغضبة الدين وحرمة المقدسات شيء آخر، ومع ذلك لا يصعب الجمع بينهما، والتوحيد بين حملتهما، ولكن هذا يقتضي من الجهات الرسمية الأردنية البحث عن الشعب الفلسطيني في هذه المسألة، وإقامة برتوكول تعاون معه.
يبدو أن الصراع مع المحتل الإسرائيلي قد دخل بعمق في دائرة الصراع الديني، وهذا أمر نلمسه في كل خطوة يخطوها بينيت، الذي يذهب في هذا الاتجاه الضيق العنصري بعقيدة دينية، وليس بقرار سياسي. ومن المعلوم أن الصراع الديني غير الصراعات الأخرى، ومن ثمة يجدر بكل المؤمنين بإسلامية الأقصى أن يتحدوا في الدفاع عن الأقصى. الأقصى عادة عمل جمع وتوحيد بين المسلمين، وليس عامل تفريق، كان ذلك قديما وسيبقى كذلك في عصرنا، ولا راحة للمسلم ما لم يتحرر الأقصى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى