أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

هـل السـيـد ابـراهـيـم رئـيـسـي فـي دائــرة الـخـطــر ؟ ( اسـرائـيـل ومـشـروع اغـتـيـال رئـيـس)

مجلة تحليلات العصر الدولية - صالح الصيرفي

قال الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله يوم 2020/01/05 في كلمته التأبينية بعد فاجعة اغتيال الجنرال الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني ( أنا حذرت الحاج قاسم من الاغتيال وكنت قلقا عليه وقبل مدة كان عندي في بيروت وقلت له ياحاج هناك تركيز كثير كثير في امريكا وفي الصحف والمجلات الامريكية عليك ويضعون صورك في الصفحات الاولى ، وبدأ الحديث في امريكا بالقول الجنرال الذي لابديل له ! وهذا تمهيد اعلامي وسياسي لأغتيالك ) .

واليوم نستطيع القول ان هناك إشارات عديدة وإثارات مريبة ظهرت في الاعلام الغربي والامريكي والاسرائيلي والعربي المعادي لإيران تدفعنا للاسف ان نقول نعم ! ان السيد ابراهيم رئيسي دخل دائرة الخطر ، ومشروع اغتياله وارد وغير مستبعد !
بدأ التحريض والشيطنة ضد السيد ابراهيم رئيسي في تقارير الصحافة والاعلام الغربي ( صحف ومجلات) ، ومواقع الدراسات الغربية والمواقع الاعلامية والخبرية العربية التي تحظى بدعم وتمويل واشراف من دوائر المخابرات الامريكية والاسرائيلية وشبكات التواصل الاجتماعي منذ اليوم الاول لقيام مجلس صيانة الدستور استبعاد بعض اسماء الاصلاحيين والمعتدلين ، من الترشح للانتخابات الرئاسية الايرانية ، حينها بدا كل شيء في الهجمة الاعلامية المفاجئة ضد السيد رئيسي مخطط ومدروس بشكل منظم من حيث التوقيت والتطابق في التوصيف والاتهام وكأن كاتب النصوص واحد ولكن بلغات متعددة !؟ .
كبريات الصحف ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي واكبت الحملة الانتخابية وركزت على السيد ابراهيم رئيسي باتجاهين متوازيين ، الاول : تخويف الدوائر السياسية الغربية من المستقبل القاتم لايران في ظل سيطرة السيد رئيسي وصقور المحافظين على السلطات في ايران ، والخط الثاني : العمل على تسخين الساحة الايرانية وتوظيف الانتقادات التي صدرت من بعض السياسيين والشخصيات الدينية امثال الشيخ صادق لاريجاني وحسين الخميني واحمدي نجاد ضد المجلس وتضخيمها وتوجيهها باتجاه النيل من المرشد الاعلى وتحميله مسؤولية قرار المجلس ، ثم بدأت بعد ذلك سيناريوهات نسج قصص الاتهام والسرديات التلفيقية تتوالى عن شخصية السيد ابراهيم رئيسي وخطط المرشد الاعلى بتهيئة السيد رئيسي لخلافته ، وعلى أثر ذلك بدأت تنتشر اثناء الحملة الانتخابية في ايران على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع من فيلم (The Dictator) ، ، وهو ( فيلم يلعب فيه ساشا بارون كوهين دور طاغية شرق أوسطي. في أحد المشاهد ، يشارك الديكتاتور في سباق يبدأ بإطلاق مسدسه في الهواء – ثم إطلاق النار على المتسابقين الآخرين. بالنسبة للمراقبين الإيرانيين ، كان هذا بمثابة إشارة واضحة إلى السيد ابراهيم رئيسي ) ، ثم بدأ التحريض ضد الانتخابات وتشجيع الايرانيين على مقاطعتها وللاسف اثبتت نتائج المشاركة في الانتخابات انهم نجحوا وبنسبة عالية جدا .
وبعد فرز النتائج وفوز السيد ابراهيم رئيسي في الانتخابات إنطلقت وبتوقيت واحد وعلى الفور حملة اعلامية شرسة في وسائل الاعلام والصحف الاسرائيلية والاوربية والغربية الكبرى ( متطابقة في النصوص والتوصيف ومتزامنة في التوقيت ) ضد شخص السيد رئيسي وشيطنته وإظهاره امام الجمهور الغربي بانه” دكتاتور ايران الجديد” ، والذي “اشتهر بتورطه كمدع عام في إعدام آلاف السجناء السياسيين في أواخر الثمانينيات” ، وعن انتمائه الى الخط المتشدد الذي يبغض الغرب ، وبالتالي بدأوا بالتساؤل كيف يتسنى للدول الديمقراطية الغربية المدافعة عن حقوق الانسان ، التعامل مع هذا الرئيس ” المتهم بقتل شعبه” ، والمحرض على محو اسرائيل من الوجود والداعم الاساسي ” للمنظمات الارهابية ” وفقا لتصنيفهم في لبنان واليمن والعراق وافغانستان .
ولكن اللافت في الامر هو ان الحملة الاعلامية ضد السيد رئيسي بدأت وتركزت في الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية التي تخوض الآن في فيينا مفاوضات مباشرة مع ايران حول الملف النووي والتي تدعي ( اي اوربا) انها تبذل جهودا مضنية وغير عادية مع ايران من جهة ، لتذليل العقبات وازالة العوائق لعودة الولايات المتحدة الامريكية لطاولة المفاوضات النووية من جهة ثانية !؟ ،.
ولعل أكثر ما يثير الشك والريبة هو ان بعض كبريات الصحف الاوربية مثل الغارديان البريطانية تبحث في السوشيال ميديا عن المقالات المعادية لايران والمشككة في شرعيتها ونزاهتها وتنقلها بالنص وتنشرها على صفحاتها الرئيسية !؟ حيث نقلت عن منصة << امواج ميديا>> مقال بقلم رئيس تحرير المنصة محمد علي شعبان ، الذي قال ( أن المخاوف بشأن الشرعية تلاحق الرئيس الجديد ابراهيم رئيسي بعد أن فاق عدد من لم يدلوا بأصواتهم عدد من صوتوا ، وان الانتخابات لم تسفر عن نجاح أحد في واقع الامر ، وانها انتخابات مدبرة قصد منها الانتقال السلس لمن سيفوز بمنصب الرئيس الى موقع المرشد الاعلى للثورة الايرانية ) .
والامر اللافت الاخر المثير للشك والريبة هو مانشره موقع مجلس العلاقات الدولية التابع الى وزارة الخارجية الامريكية في 2021/06/16 بقلم علي فائز … وهو مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية في المجلس آنف الذكر ، تحت عنوان (الانتخابات الايرانية المزورة ) ، والذي أورد مقالا أقرب مايكون من السرديات المطولة والملفقة والخيالية تتداخل فيها العوامل الشخصية والخلافات العائلية مع العوامل السياسية والدستورية !؟ وتحدث عن تزوير الانتخابات وسيناريوهات خلافة المرشد الاعلى وتغيير الدستور والتلاعب في هيكلية نظام ولاية الفقيه !؟ .
اما اسرائيل المأزومة سياسيا ، والمنهزمة عسكريا ونفسيا ، والمهزوزة امنيا واجتماعيا ، فلقد فقدت صوابها واستنفرت بكافة قواها ودوائرها ومؤسساتها السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية ، وبدات تتحدث بهستيريا غير مسبوقة عن فوز السيد رئيسي واعتبرته بمثابة انبعاث جديد “للثورة الخمينية ” و”لخميني جديد” ، وأظهرت السيد ابراهيم رئيسي على انه الشخص الاخطر في العالم وعلى السلم العالمي وعلى وجود اسرائيل وعلى الدول العربية والافريقية المطبعة معها خصوصا الخليجية منها ، واخذت تحرض وتناشد العالم أجمع بالوقوف الى جانبها في مواجهة هذا الخطر المتجدد حسب وصفها
ولكن الأخطر ما في الموضوع الاسرائيلي انهم بدأوا يتحدثون في أوساطهم الاعلامية والسياسية والامنية عن ضرورة عمل ما لتخريب المفاوضات النووية ؛
إما من خلال الضغط على ادارة بايدن والاتحاد الاوربي بعدم التراجع عن اشتراط رفع العقوبات والعودة الى طاولة المفاوضات مقابل تدمير أو ايقاف البرنامج الصاروخي والتفاوض على الامن الاقليمي ، بمعنى البحث عن ضمانات ايرانية لأمن اسرائيل وتسويات سياسية في حربي اليمن وسوريا ، وأزمتي لبنان والعراق ، أو ربما من خلال القيام بعمل توريطي ضد المنشأت النووية الايرانية وإشعال حرب في المنطقة ، أو ربما من خلال دفع ايران لتمزيق الاتفاق النووي والخروج من المفاوضات بعد تدبير عملية إغتيال مبهمة للرئيس ابراهيم رئيسي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى