أحدث الأخبارشؤون آسيويةفلسطينمحور المقاومة

هل اسرائيل تعارض الانتخابات الفلسطينية حقا

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

يعلم الجميع أن ما تروجه وسائل الاعلام حول قضية ما في معظم الأحيان يكون غير حقيقياً، إن لم يكن موجه من جهات استخبارية أو سياسية لتحقيق أهداف يحرصون على اخفاؤها.
فما نراه من ترويج وسائل الاعلام هذه الأيام عن رفض صهيوني لإجراء الانتخابات الفلسطينية خوفا من فوز حماس في ظل انقسام وتشظي حركة فتح، يقع في خانة الترويج للوهم.
فهل العدو الصهيوني لا يريد أن يرى حماس في السلطة حقا؟
أليس العدو الصهيوني هو الذي وافق وسهل دخول حماس للسلطة عبر انتخابات 2006 في اطار خطة الاحتواء والتدجين، وهو يعلم عبر أجهزته الاستخبارية أن فوز حماس كان حتميا.
وحتى لو فازت حماس في الانتخابات المرتقبة 2021 في ظل نظام الانتخابات النسبي الكامل الذي لا يتيح فوز أحد، فان العدو الصهيوني يعلم حتما أن حماس لن تستطيع الحكم في الضفة المحتلة, وبالتالي ما يروج له اعلام العدو من تخوفه من سيطرة على الضفة الغربية مثلما تسيطر على غزة، له أهداف أخرى ليس من بينها هذا التخوف أساساً.
فالأسباب الجغرافية والأمنية والعسكرية والسياسية، التي تحول دون نقل حماس تجربتها إلى الضفة الغربية، معلومة للقريب والبعيد، وبالتالي يأتي التظاهر الصهيوني برفض الانتخابات، في محاولة لهندسة نتائج الانتخابات حتى قبل اجرائها.
ولتبقى حماس وسلاحها- حتى لو فازت في الانتخابات- محصورا في الدفاع عن غزة وغزة فقط دون غيرها من الأراضي الفلسطينية كالضفة والقدس، مع استمرار محاولات العدو تقليم أظافر هذا السلاح واحتوائه ليظهر وكأنه للدفاع عن الحكم وليس الوطن، واظهار أن وجود هذا السلاح في غزة هو الضمانة لاستمرار حكم حماس لغزة، ومنع فتح من حكم غزة حتى لو فازت في الانتخابات.
ولتبقى فتح رغم ضعفها أو خسارتها للانتخابات تحافظ على نسق حكمها الذي يتجه بصمت صاخب نحو ضياع وابتلاع الضفة المحتلة، تحت يافطة الدفاع عن حكم فتح في اطار المنافسة على الحكم مع حماس.
وهكذا يمضي المخطط الصهيوني لاحتواء حماس ومقاومتها، وزجها في أتون الصراع على الحكم، لتظهر كمنافس على السلطة، وسلاحها للدفاع عن حكمها ومصالحها، وليس الدفاع عن الوطن ومصالحه العليا.
فاذا كانت غزة كالخليل ورفح كجنين وخانيونس كرام الله، فكان يجب أن تتصدى صواريخ المقاومة لأي استهداف لمدن وقرى الضفة تماما كما تتصدى لأي مساس أو استهداف لمدن ومخيمات غزة.
لكننا فلسطينيا ننفذ الخطة الصهيونية من حيث ندري أو لا ندري، الخطة الصهيونية التي تستهدف هندسة تفاصيل وتوزيع الحكم والنفوذ بما يخدم مصالحها، فتتعاظم حماس في غزة, وتنكمش في الضفة حد التلاشي، مقابل تفرد فتح في الضفة في الوقت الذي تضعف فيه فتح وتتفتت بالصراع الداخلي، بحيث لا تقوى على الحفاظ على الضفة التي باتت في حكم السقوط الكامل تحت الاحتلال والابتلاع والتهويد.
في الوقت الذي يخطط لغزة فيه أن تبقى دويلة تحت سيطرة المخابرات المصرية , وتحت رحمة المال القطري الذي لا يصرف قرش منه إلا بإذن من تل أبيب، تنفيذا للمخطط الصهيوني الذي يستهدف القضاء على المشروع الوطني التحرري.
وهكذا يلعب التضليل والتمويه الإعلامي، الذي نحن مع الأسف نحن جزء منه، دوراً محورياً في المخطط الصهيوني، عبر الترويج لقلق العدو الصهيوني من فوز حماس في الانتخابات.
يا لعقولكم أيها القادة والمفكرون والمنظرون، كيف يتم تدجينها ليصبح سلوككم السياسي وردات فعلكم جزءٌ من هذه الخطة دون أن تعوا ذلك.
فقضية المقاومة ليس الدفاع غزة وإن كانت جزءً عزيزاً من الوطن، وما حشر حماس في غزة إلا لصرفها عن الدفاع عن القضية الأساسية وهي القدس محور الصراع وقبلة الثوار.
والضفة الغربية هي الجبهة التي يجب أن تجسد الوحدة الوطنية السياسي والميداني بين فتح وحماس, لإفشال المخطط الصهيوني بإدامة الفرقة والانقسام.
لذلك ما يقع علينا كفلسطينيين:
– أولا: تحويل اجراء الانتخابات في القدس إلى جبهة صراع سياسي واعلامي يستهدف اجراء الانتخابات في القدس رغماً عن ارادة العدو.
– ثانيا: تجاوز المناكفات الصغيرة بين الفصيلين، وتقديم الكليات على الجزئيات، والاستراتيجيات على التكتيكات، لتجاوز عار الانقسام الذي تغذيه الدعاية الصهيونية.
– ثالثا: اعادة النظر في وظيفة وحدود استخدام سلاح المقاومة في غزة، لجهة جعله قلعة للدفاع عن كل بقعة من الوطن، تماماً كما قال الشهيد الرنتيسي رحمه الله “يافا” كغزة، ورفح كــ”تل الربيع”، والخليل “كالجليل” لا نفرق بين جزءٍ وجزءٍ من الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى