أحدث الأخبارايرانشؤون آسيويةمحور المقاومة

هل الخلاف المسرب للإعلام بين تل أبيب وواشنطن حول النووي الايراني خلاف حقيقي أم تمثيلية لتغطية مخطط العدوان

مجلة تحليلات العصر الدولية / مرصد طه الإخباري - بسام ابو شريف

حملت الوفود كل الاوراق من فينا وعادت الى عواصمهم للتشاور كما اعلن من قبل هذه الوفود.

🔸التشاور مع حكوماتها؟ وهل هنالك ما يجب ان يتشاور حوله وفد مع حكومته؟

جوابي، كلا، لا يملك أي وفد من الوفود المشاركة في فينا أسئلة يطرحها على حكومته للبحث وايجاد الجواب.

الإجابات كلها واضحة، والمطالب، كلها واضحة، والسيناريوهات، كلها واضحة ، ولكن ، ما هو الذي يخفيه الامريكيين والاسرائيليين؟.

إيران قالت قبل فينا، واثناء فينا، وبعد فينا ، كلمتها بصراحة تامة: (ارفعوا عنا العقوبات نحيي نحن وانتم الاتفاق النووي الايراني كما كان).

والمحت ايران من خلال بعض أعضاء وفدها في فينا ، الى ان فينا منفتح الى مناقشة أي تعديلات أو اي أفكار شريطة أن تكون هذه التعديلات والافكار، مستندة للنص الأساسي للاتفاق النووي الإيراني ، أي للنص القانوني لهذا الاتفاق الذي وقع في أكثر من عاصمة بما فيها واشنطن ، وثبت في الأمم المتحدة كقرار تنفذه الأطراف التي وقعت عليه.

لكن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق احتجاجاً على الاتفاق نفسه، وكما قال ترامب حينها، هذا الاتفاق لا يضمن إطلاقاُ عدم انتاج ايران للقنبلة النووية ، وعلينا الضغط على إيران لنعدل الاتفاق بما يضمن عدم قدرة إيران على استخدام القوة النووية.

هذا هو المشكل الاساسي، أي موقف الولايات المتحدة من ايران ومن قدرتها على استخدام الطاقة النووية ، علماً بأن هذا لا يعني إنتاج القنبلة النووية.

✨. لقد أعلن الايرانيون أكثر من مرة ، ان هنالك اجتهاد ديني لا مهرب منه ، يحرم انتاج القنبلة النووية ، لأنها سلاح ضد الإنسان وضد البشرية ، وعليه فأن ايران لن تنتج ولا تسعى لانتاج قنبلة نووية أو لإستخدام الطاقة النووية عسكرياً.

🔸هذا الأمر مفهوم ومعروف لإسرائيل ومعروف لواشنطن ومعروف خاصة لضباط اسرائيل خاصة ذوي المنشأ الايراني .

▪️ستة جولات مضت ممحكتاً ومصارعة في محاولة من الأمريكيين لإضافة بنود للحوار والنقاش لا تتعلق بالقوة النووية بل تتعلق بالقوة الصاروخية الايرانية وتطويرها والمسيرات الايرانية وتطويرها و علاقات إيران مع فصائل محور المقاومة في أكثر من بلد عربي خاصة لبنان واليمن والعراق وفلسطين .

حتى سوريا لم تعد لها في جدول أعمال الادارة الاميركية نفس الاهمية السابقة بل راحت تسرب وتصرح علناً خاصة في الاونة الاخيرة وما صرحت به أمس تحديداً يشير الى هنالك رغبة لدى الولايات المتحدة لإفساح المجال لإنجاح اللجنة الدستورية التي اجتمعت أكثر من مرة وتعطلت أعمالها ولم تأتي بنتائج نتيجة الموقف الأمريكي المقرر لوفد المعارضة السوري الذي يرفض باستمرار حتى الامور المنطقية و المتماشية مع الديمقراطية والحس الديمقراطي والتوجه الديمقراطي ، نتيجة موقف الادارة الامريكية التي تريد أن تعرقل هذه اللجنة لتكسب مزيدا من الوقت لبناء تنظيمات معادية ومخربة وارهابية داخل سوريا لتستمر في نهب نفط شمال شرق سوريا ودعم الانفصاليين في قسد .

إذن لماذا تطلق اسرائيل كل هذه الزوبعات التي تهدف الى الايحاء بأن هنالك خلاف بينها وبين واشنطن ، حول مفاوضات فينا ، وحول الاتفاق النووي الايراني؟.

هل فعلاً تفكر إسرائيل بتوجيه ضربة او شن حرب على ايران ، الجواب كلا والف كلا ، فإسرائيل لا تفكر إطلاقاً في شن حرب على ايران ذلك لأنها تعلم عبر حسابات بسيطة ان الردود التي سوف تلي مثل هذه الحرب او هذه الضربات سوف تنال من اسرائيل نيلاً عميقاً وتدمير كثيراً مما بنته خلال العقود الماضية .

أغلبية جنرالات رئاسة الاركان الإسرائيلية تقف ضد شن حرب على ايران من قبل اسرائيل وحدها اما اذا قررت الولايات المتحدة أن تشن حرب على ايران فإن هؤلاء الجنرالات سيقفون مع الولايات المتحدة لأن مسؤوليتهم ستكون أقل مما لو هاجموا هم وحدهم المواقع النووية الايرانية .

إذا كان هذا صحيح فما هو الهدف ، لماذا تطلق إسرائيل مثل هذه التصريحات التي توحي بأن هنالك خلافاً بينها وبين الإدارة الأمريكية حول مجريات الأمور في فينا وحول الميل الأميركي للتوصل لاتفاق مع ايران وتفعيل الاتفاق النووي وان عدلت فيه بعض البنود.

الجواب يكمن في معرفة ماذا دار في اجتماع اللجنة المشتركة الامنية الاسرائيلية الامريكية.

في هذا الاجتماع جرى التداول بعمق وبالتفاصيل في المخاطر التي تتهد إسرائيل أمنياً وعسكريا وسياسياً وارتأت اللجنة أن الخطر الأكبر الذي يحيط بإسرائيل ليس ايران ومفاعلاتها النووية ، فهذا خطراً ليس مباشراً ، بل ادوات ايران كما سمتها اللجنة المشتركة التي تستلم سلاحاً يتطور تدريجاً يمكن أن يصيب إسرائيل بأضرار كبيرة جداً وقد تكون أضرار غير محسوبة حتى الان .

مثل هذه الحركات ، حركات المقاومة ، كحزب الله في لبنان ، وحزب الله في العراق ، وأنصار الله في اليمن ، والمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية يشكلون بمجموعهم خطراً على إسرائيل.

وهذا ما اقتنع به معظم جنرالات هيئة الأركان الاسرائيلية، وصرح أحدهم بالقول ، إن اسرائيل لا يمكنها ان تواجه جبهة بثلاثة فروع ، تستطيع أن تواجه جبهة أو جبهتين ، اما أن تهاجم من ثلاث جبهات ، فسيكون الأمر مكلفاً على إسرائيل.

إذن إسرائيل تخشى من تنامي قوة المقاومة ومحورها وتطوير العلاقة بين فصائل محور المقاومة الى ان تصبح فصائل تنفذ مخططاتها التحررية انسجاماً مع خطة واحدة تشرف على تنفيذها غرفة عمليات واحدة.

ولذلك انبرت كل القوى المعادية للأمة العربية المعادية للمقاومة و المؤيدة لإسرائيل وللوجد العسكري الأمريكي في المنطقة ، انبرت هذه القوى لتحقق تغيرات جذرية في المنطقة تستند الى نتائج إنتخابات مزورة هنا وهناك ، وتستند الى ما يسمى الرأي الشعبي العام او البرلماني العام ، من أجل محاصرة هذه الفصائل وعزلها كخطوة تمهيدية لتوجيه ضربات قاتلة لها .

وأول تلك المحاولات ، هي انتخابات العراق التي سبقتها تمثيلية محاولة اغتيال الكاظمي التي نفذتها قوى أمنية أمريكية إسرائيلية عراقية لتوحي بأن هنالك محاولة لاغتيال الكاظمي وأن هذا دفع الناس لإنزال الجيش للشوارع وان مقتدى الصدر سوف يكون هو الرجل الذي سيشكل الحكومة ويقود البلاد بعد أن أصبح في جيب السعودية الأيمن وجيبها الأيسر.

لكن هذا المخطط اٌفشل وفشل، فالمعلومات الدقيقة التي تعرفها قوى المقاومة وتعرفها إيران وجلب مسؤول الامن الايراني الى بغداد كل الوثائق التي تشير الى تمثيليه الاغتيال ، مما اضطر الكاظمي لسحب الدبابات من شوارع بغداد ولكن ما زال مقتدى الصدر يصول ويجول ، ويصر على تشكيل حكومة تكنوقراط ولا يريدها حكومة وحدة وطنية .

والأمر في العراق سجال، مباشرة أمرت الولايات المتحدة فصائلها الداعشية بتصعيد هجماتها في العراق ، فصعدت العمليات من كردستان الى وسط العراق والى بغداد ، لإشعار الناس بأن داعش تشكل خطراُ حقيقياً يستوجب الاستعانة بالقوات الامريكية وبقاءها في العراق.

وإذا نظرنا الى لبنان ، نرى كيف سارت الامور من خلدة الى الطيون الى تزوير التحقيق في مرفاً بيروت الى قرداحي والى هجوم السعودية وتجويع لبنان ، كل هذه محاولات لإجبار لبنان على عزل حزب الله وإضعافه ، لكن ما جرى هو إفشال كل هذه المخططات نتيجة الموقف الحكيم الذي اتخذه سماحة السيد نصر الله ، (الله ينصره).

▪️وعندها لجأت الولايات المتحدة الى البديل ، انها تحاول استمالة عدد من كبار ضباط الجيش اللبناني تحت عنوان مساعدة الجيش اللبناني ومدة بذخائر صدأه ، وسلاح قديم وموازنات كبيرة لتصرف على الضباط كنوع من الرشوة لهم ، لإتخاذ مواقف متناقضة مع المقاومة ، ولتخريب المعادلة الذهبية التي كرسها حزب الله وهي الجيش ، المقاومة ، الشعب .

وفي اليمن ، اٌعطيت السعودية القذائف المحرمة دولياً وانهالت الغارات على اليمن في محاولة لمنع تحرير مأرب تحريراً كاملاً وفي محاولة لفتح جبهات اخرى تتعب المناضلين اليمنيين الذين قاتلوا ويقاتلون بشجاعة وبطولة ضد قوات الاحتلال والمرتزقة المأجورين.

كل هذه، عمليات تهيئة لمعركة اتفق في لجنة الأمن المشتركة الاسرائيلية الاميركية على السير فيها ، وهي توجيه الضربات لفصائل محور المقاومة لكي تحلق الضرر والضعف بإيران وليس بقصف المفاعلات النووية قصفاً مباشراً.

اما بالنسبة لإيران فالامر سيكون مكرساً للقيام بعمليات خاصة تتضمن اغتيالات ونسف وتدمير وعمليات ارهاب داخل ايران دون ان تتبنى اسرائيل علناً هذه العمليات ، أي كتلك التي استشهد فيها فخري ابو التطور النووي الإيراني ، فخري زاده.

✨. إذن ، الخلاصة هي أنه لا خلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة ، بل هنالك حلف شرير يستهدف ضرب حركات المقاومة ومحور المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وذلك لإعطاء فرصة لتمدد إسرائيل في كل أنحاء الشرق الأوسط.

▪️ما يجري الان في العراق هو ترجمة لذلك ، وما يجري في سوريا هو ترجمة لذلك ، وما يجري في لبنان هو ترجمة لذلك ، وتأتي إستقالة قرداحي مقابل مخطط وضعه ماكرون ثمنه تزويد دول الخليج التي تعتدي على اليمن بالسلاح والذخيرة كثمن لإعادة العلاقات أو الوعد بإعادة العلاقات بين الصهيوسعودية والخليج من جهة ولبنان من جهة اخرى .

انهم يحاولون افساد لبنان من داخله ، جيشاً ورئاسةً ، مقابل محاصرة حزب الله ومحاربته في الانتخابات القادمة وإشعاره بأنه محاصر ومعزول ، تمهيداً للضربة الاسرائيلية.

🔸وفي اليمن نراها كل يوم في الغارات الوحشية التي تستهدف المدنيين في كل مكان في محاولة لإبعادهم عن أنصار الله عن الجيش اليمني واللجان الشعبية، وان هؤلاء هم الذين جلبوا لهم الدمار والخراب وأن عليهم أن يبتعدوا عن أنصار الله ، كل هذا هو المخطط المهيأ لضربات تساهم فيها إسرائيل بكل ما تسلمته من أسلحة دمار من الولايات المتحدة ، إذن هذا هو الاتفاق الأمريكي الاسرائيلي، كيف نواجهه؟

الهجوم الدفاعي.

🔸✨. لا داعي أن ننتظر ، فالعدو يشن هجماته بإستمرار والعدوان قائم الاحتلال والعدوان قائم بجرائمه اليومية وتهويد الأراضي الفلسطينية ، والاعتداء على سوريا ، و بالاعتداء على العراق والاعتداء على اليمن ، ماذا ننتظر ؟. سؤال موجه لغرفة عمليات المقاومة ، لابد من التخطيط الدقيق بعد المراقبة الدقيقة وتحديد الأهداف بدقة وتحديد الاسلحة اللازمة بدقة ، والخطة بدقة ، والهجوم الدفاعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى