أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

هل باتت نساء القدس في دفاعهنَّ عن الأقصى وأسواره أقوى من مدافع الدول العربيَّة .؟!

مجلة تجليلات العصر الدولية - أسامة القاضي

من جانب القدس أكتب للعرب هذا المقال وأقولها لهم لا نريد أن تبقى قضية فلسطين مجرد أسئلة وأجوبة، فنحن نسمع الكثير من الردح والجرح والقدح بالعدو الصهيوني، ولكنَّ الفارق الرئيسي أنَّ العدو يعمل لقضيته وإن كانت زوراً، والكثير من المسلمين ينظرون ويصيحون دون عمل كما قال الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله في ثلاثينيات القرن الماضي: “ما دام الصهيونيون يقبضون على ناصية القوة والمال ، والمسلمون يقبضون على ناصية الاحتجاج والأقوال، فيا ويل فلسطين من الذين يتكلمون ولا يعملون!!”.

إنَّنا لا نريد أن نبقى على حالتنا المعهودة عنَّا بالانفعال حينما نرى جلاوزة الإجرام الصهيوني يتقدَّمون نحو الأقصى فنبدأ نهتف ونستصرخ ونصيح، ثم نخمد إن ابتعدوا قليلاً عن أسوار الأقصى، إنَّ الاعتياد على ذلك يسبب مرضاً؛ لأنَّ النفس إذا اعتادت أن تهبَّ وقت المجزرة، أو أن تكون كبعض رجال المطافئ الذين يطفئون الحريق فحسب دون الاهتمام، بذكر أساليب الوقاية والحماية ودون أن تستخدم أساليب أخرى، فإنَّ هذا يكون أمراً مزعجاً.

من العيب والعار أن يشاهد العالم العربي والإسلامي في فلسطين وخارجها صوراً مضيئة ومشرقة من صور نصرة المرأة لقضية فلسطين، وما نشهده من صور المقدسيات للمحافظة على المسجد الأقصى والدفاع عنه بأجسادهنَّ ليس إلاَّ دليلاً على أنَّها قادرة على صناعة الحدث، وعن المواجهات التي دارت بين المقدسيين والصهاينة الذين يحاولون الدخول للأقصى قبل خمسة أعوام “ومن ضمن ما حدث خلال هذه المواجهات أن إحدى المسلمات تلقت ضربة قوية على رأسها أدت إلى موتها موتا سريراً استمر عشرة أيام، ثم أكرمها الله تعالى بالشهادة بعد ذلك، فهذا موقف نرى من خلاله موقف المرأة المسلمة في اتجاه نصرة المسجد الأقصى المبارك .

كذلك لا ننسى مشهداً آخر عشناه عندما كانت هناك مظاهرة كبيرة جدا لمؤسسة “مسلمات من أجل الأقصى” باشتراك مسلمات القدس عندما خرجن بعد صلاة الظهر مباشرة في مظاهرة كبيرة زادت عن ألف وخمسمائة وقمنا يرددن ذاك النداء الذي بات على لسان كل مسلم وعربي وفلسطيني في العالم “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، فقامت خيول عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي بمهاجمتهن من أجل تفريق المظاهرة، إلا أن المتظاهرات بقين في أماكنهن، أحطن بالخيول وأخذن يرددن في كل ثبات وكل صمود “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.

وفي النهاية فإني أحب أن أوجه قولاً من القلب ليدخل كل قلب صادق يغار على دين الله وحرماته وشعائره، فأقول: ماذا أنت فاعل للقدس؟، ولنصرة القدس؟، وللدفاع عن القدس؟، ولنشر الوعي بين من تعرفهم عن القدس وعمليات تهود القدس والحفريات التي تحت المسجد الأقصى؟، وبماذا ستجيب ربَّك يوم القيامة حينما تسأل عن التفريط بحقوق الأمَّة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى