أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

هل تتجزء، أم تتلاشى؟!

مجلة تحليلات العصر - يوسف رزقة

لم تعد الجامعة العربية جامعة. الجامعة غدت مفرّقة. أوقل مفككة. لا دولة تطمح برئاستها. ست دول اعتذرت عن ترأس الجامعة بعد تخلي فلسطين عن رئاسة دورتها الحالية. فلسطين، وقطر، وجزر القمر، وليبيا ولبنان، ترفض رئاسة الجامعة، ولست أدري من هي الدولة التي ستقبل الرئاسة؟!
أنا أعلم أن الجامعة الآن تنقسم لجزئين أو لثلاثة أجزاء إن صحّت هذه التجزئة، الجزء الأول يضم الدول التي أيدت تطبيع الإمارات مع (إسرائيل)، وأسقطت مشروع القرار الفلسطيني بالإدانة. والجزء الذي يقبل بإدانة الإمارات ويؤيد القرار الفلسطيني، والجزء الثالث يضم الدول المحايدة، ولست في حاجة لتسمية مكونات كل جزء من هذه الأجزاء، فالأسماء ليست لنا غرضا، وغرضنا هو في توضيح عزوف الدول في الجامعة عن رئاستها، ودلالة هذا العزوف.
فلسطين تخلت عن الرئاسة، لأنه من العار عليها أن تقبل رئاسة دورة أيدت التطبيع وأسقطت مشروع القرار الفلسطيني. ومن ثمة فإن البقاء في منصب الرئاسة يدين فلسطين ويحملها مسئولية العجز ، ويجعله حجة عليها لاحقا.
والدول التي عزفت عن الرئاسة في هذه الدورة، تؤيد الموقف الفلسطيني، وترفض قرار الجامعة في السكوت عن التطبيع، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية هي على خصومة سياسية مع الإمارات بشكل أوبآخر، وبالذات قطر وليبيا. ونحن نتوقع أن تقبل احدى دول المطبعة، أو المؤيدة للتطبيع الرئاسة، عندما يأتي درورها بحسب الترتيب الهجائي، وبهذا يصبح للجامعة رئيسا قريبا من التطبيع مع (إسرائيل) وربما نشهد اعتذارا أيضا؟!.
بعد هذا العرض نقول: هل تشهد الجامعة مزيدا من التفكك والتجزئة لاحقا؟! وهل تذهب الدول الممولة للجامعة للتراجع عن التمويل حتى تفقد الجامعة قدرتها على البقاء كمؤسسة؟! وهل من مصلحة الدولة القطرية الآخذ بالنمو على حساب الدولة القومية، إلى استبدال تحالفات محورية بالجامعة، بعد أن ثبت أن التحالفات والمحاور إطار يقدم خدمة أفضل لمصالح دوله؟! أم هل تذهب الجامعة لإنقاذ نفسها من الترجع والتلاشي بإجراء تعديلات جوهرية على قوانينها الحاكمة لقراراتها؟! ومن هي القيادة العربية الحالية المؤهلة للقيام بدور المنقذ للجامعة؟!
الموضوع يحتاج لمزيد من النقاش، لمؤسسة صنعتها بريطانيا لأهداف قررتها بريطانيا في حينه، ونحن الآن نعيشها واقعا مرا؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى