التسريبات من الرياض عبر وسائل اعلام المملكة ودول الخليج تشير إلى أنه من المحتمل دعوة أنصار الله الحوثيين إلى اجتماع في الرياض للبحث في حلول للازمة اليمنية
اذا صدق مثل هذا الخبر فانه يعني أن المملكة العربية السعودية قد خطت الخطوة الأولى نحو الاستسلام
قد يذهب البعض إلى القول إن ذلك يأتي في سبيل المناورة السياسية كي تظهر المملكة انها طرفا ساعيا للحل
وليست طرفا في الحرب والنزاع
نقول إن مثل هذا القول غير صحيح من عدة جوانب
اولا / ان المملكة العربية السعودية وحلفائها كانت وما زالت ترى أن جماعة الحوثي جماعة إرهابية وتسعى عبر كل الهيئات والمنظمات العالمية لتثبيت هذا التصنيف فكيف تاتي اليوم تطلب التحاور معه إن لم يكن ذلك منها تراجعا واستسلاما
ثانيا ان أنصار الله الحوثيين يطلبون مرارا من المملكة العربية السعودية الجلوس للحوار الندي معها لإنهاء الحرب التي قامت هي باشعالها فكانت تتجاهل مجرد الرد او الحديث عن تلك الطلبات فكيف اليوم تتنازل هي وتطلبهم إلى عاصمتها للحوار أن لم يكن استسلاما
ثالثا حتى لو صحت تلك الدعوة في سبيل الحوار بين أطراف الأزمة اليمنية ذلك يعد تنازلا يرقى الى اولى خطوات الاستسلام
رابعا أنصار الله من المؤكد انهم سوف يرفضون ذلك الطلب -كون المملكة هي زعيمة الأزمة والحرب – ان لم تكن في دولة محايدة وهذا من مؤشرات للضغط عليها للخضوع
خامسا صار مؤكدا لدى اليمنيين والعالم أن التحالف السعودي الإماراتي وبعد سبع سنوات حرب قد وصل إلى طريق مسدود ولم يحقق الا مزيد من العبث في كل شيئ وهذا يجعله قريبا من الاستسلام
ماهي الاسباب التي عجلت باستسلام التحالف السعودي الاماراتي
1/ ركز التحالف جهوده على تشكيل كيانات داخل المناطق المسمى محررة وتسليحها والانفاق الكبير عليها لأهداف استعمارية وليس لاهداف وطنيه او لتحقيق مكاسب على الارض واهمل حياة الشعب ومقومات بقائة وتماسكة وهذا قد يعجل في انهيار الاوضاع في تلك المناطق ويصعب على التحالف وكياناته السيطرة عليها
2/ ذهب التحالف للعمل كشرطي للغرب واسرائبل من خلال الاستيلاء على الجزر اليمنية والبحار ومضيق باب المندب وحولها الى قواعد عسكرية لامريكا وبريطانيا واسرائيل وهو ما قد يفتح عيون وشهية الدب الروسي الناهض ليعود الى اصدقائة القداما بالتحالف مع ايران وحلفائها ليشعلوها ثورة حقيقية ضد هذا التحالف وداعميه تؤدي الى انهيار ادواته وعدم قدرته على السيطرة على الاوضاع ذلك قد يؤدي الى زوال التحالف وركائزه
وانهيار وتفكك دوله على المدى المنظور
3/عجز التحالف خلال سبع سنوات عن تحقيق انتصار واضح في المعركة ضد الحوثي بل صار في انهيار وتفكك مريع في مناطق سيطرته قد تؤدي الى عواقب كارثية وانهيار اشد وعدم قدرته على السيطرة
4/ الكلفة الباهضة للحرب والاستنزاف الكبير والمتواصل خلالها دون نتائج والخوف من استمرار اطالتها جعل قيادة التحالف تحث الخطا لطلب الحل قبل حلول الانهيار المريع
5/ عدم يقين التحالف السعودي الإماراتي إلى الوصول إلى نهاية مؤكدة للحرب الا بالعودة لحلول جديه ترضي انصار الله وادواتها وهذا ما صارت تتمناه المملكة وهو بمثابة الخضوع
6/ الوضع العام في المناطق التي سيطر عليها التحالف السعودي الإماراتي المسمى مناطق محررة تحولت إلى مناطق منكوبة مفككة يتجرع الشعب فيها اصناف الذل والهوان من غلاء وجوع وفقر ومرض وحرمان وتمزق وتناحر وانعدام مقومات الحياة والاستقرار كل ذلك قد يؤدي الى ثورة عارمة وغضب شعبي لايستطيع التحالف وكياناته السيطرة عليه فتكون وبالا عليهم
إن كل ما ذكرناه بالاضافة الى استنفاذ كل السبل والوسائل من قبل المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده دون اية مؤشرات ايجابية جعلها تسارع في الدعوات للحوار لعلها تجد الشفق لانفراجة تؤدي الى بوادر للحلول
