أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةشؤون امريكية

هل تراجع بن سلمان عن حُضور قمّة العشرين فما أسباب غيابه وماذا عن فرصة نجاح تعهّداته المناخيّة؟.. بايدن ينتقد غياب بوتين ونظيره الصيني عن مؤتمر المناخ فحضر لينام وبلاده الأكثر بالانبعاثات الكربونيّة.. أردوغان حضر إلى روما ورفض الذهاب إلى غلاسكو فهل من تهديدات؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

رغم أهميّة قمّة المناخ المُنعقدة في مدينة غلاسكو شمال بريطانيا، ومُحاولات وقف التغيير المناخي، بدا أن الخلافات السياسيّة المُتراكمة بين الدول، والعُظمى منها الصناعيّة قد خيّم على تلك القمّة التي تعمل على دفع قادة الدول إلى تقديم تعهّدات جديدة طموحة لتفادي الآثار الأكثر سُوءًا لتغيّر المناخ.
الأمر اللافت في قمّة المناخ المُنعقدة في بريطانيا بحُضور 120 زعيماً، كان غياب ثلاث رؤساء دول، روسيا، الصين، تركيا، وغاب الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بدوره، لأسبابٍ أمنيّة، كانت قد طلبتها أنقرة من بريطانيا، ولم يجر تلبيتها قيل إنها تتعلّق بعدد سيارات المُرافقة لموكبه، أمّا رئيس روسيا ونظيره الصيني، فغابا عن الحُضور الشخصي، وغيابهما عرّضهما للانتقادات، فيما شاركا عن طريق الفيديو بقمّة مجموعة العشرين، وحضرها أردوغان شخصيّاً، والذي عاد لبلاده رافضاً حضور قمّة المناخ.
الرئيس الأمريكي جو بايدن، استغلّ غياب الرئيس الروسي فلادمير بوتين، ونظيره الصيني شي جينبينغ، وقال إن مُشكلة المناخ “ضخمة”، في حين تنسحب الصين، والأمر ذاته بالنسبة لروسيا، لكن موسكو وبكين أرسلا مع ذلك بعثتين للمُشاركة.
ويشعر الرئيس بايدن بمدى تعاظم قوّة الصين وحُضورها العالمي الاقتصادي والعسكري، حيث كان لافتاً استغلاله لغيابها وانسحابها من القمّة، وربطه ذلك بمُحاولة تقديم الصين نفسها بدور جديد كقائدة للعالم، وهو هُنا يُشير ناقدًا إلى عدم اهتمام دولة تُريد أن تقود العالم بالمناخ، والآثار السلبيّة المُترتّبة على انبعاثات الصين، وغياب الرئيس الصيني “المُنافس الشرس لبلاده” الذي اعتبره “خطأً كبيرًا”.
وبالرغم أن الرئيس بايدن رغب الظهور بمظهر الحريص على المناخ خلال القمّة، ووجّه انتقادات أيضاً للمُنافس الآخر لبلاده روسيا، بقوله إن الرئيس بوتين يبقى صامتاً حول احتراق غابات روسيا، تتقدّم الولايات المتحدة الأمريكيّة بقائمة الدول المُصدّرة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتسبقها الصين، وتأتي روسيا خامساً بعد الاتحاد الأوروبي والهند.
الرئيس الأمريكي الذي انتقد نظيريه الروسي والصيني لعدم الحُضور في غلاسكو، والحريص على المناخ وحُضور قمّته التي وصفها بالفرصة الرائعة، رصدته الكاميرات وهو نائم يغفو خلال الكلمات الافتتاحيّة، وهو موقف وصفه البعض بالمُحرج، فيما حاول البعض تبريره بكثرة المواعيد الضاغطة على الرئيس السبعيني، وإرهاقه، ولم يفهم المُنتقدون لبايدن سبب ارتفاع عدد سيّارات موكبه المُرافق إلى 85 سيّارة خلال مُشاركته في قمّة العشرين، وفي عالم يُواجه خطر الاحتباس الحراري.
وكان من المُفترض أن يترأس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وفد بلاده في قمّة المناخ، وذلك بعد حُضوره قمّة مجموعة العشرين في روما، وبالرغم أن اسم الأمير الشاب كان موجودًا ضمن الزعماء الحاضرين، تغيّب عن الحُضور عن القمّتين، وهو ما طرح تساؤلات حول أسباب ذلك الغياب المُتعلّق بمخاوف أمنيّة وتوجيه اتهامات غربيّة، بعد تأكيد تقرير الاستخبارات الأمريكيّة علاقته المُباشرة باغتيال الصحافي جمال خاشقجي، إلى جانب ما كشفه المُستشار سعد الجبري حول علاقة مُفترضة للأمير بمُحاولة اغتيال الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بخاتم مسموم خلال مُصافحته، وفتح المجال لوالده الملك سلمان الوصول للحُكم.
ولعلّ الفارق الأبرز، الذي يفترضه مُعلّقون بعدم حٌضور الأمير بن سلمان شخصيّاً للقمّتين، أن الرئيس الأمريكي المُشارك في قمّة العشرين الماضية (أوساكا اليابان) ما قبل جائحة كورونا كان الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما رئيس أمريكا المُشارك في قمّتي العشرين والمناخ، هو بايدن والذي لا يزال إلى الآن لم يُهاتف الأمير بن سلمان، فكيف هو الحال بلقائه في القمّة، وهو الذي أعلن “بايدن” حصر تعامله مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وكان الأمير بن سلمان، قد تعهّد بالوصول للحياد الكربوني العام 2060، وهو تعهّد قدّمه خلال كلمة مُسجّلة لدى افتتاح أعمال “مُبادرة السعوديّة الخضراء”، وقبل أيّام من انطلاق قمّة المناخ في غلاسكو، والتي كان من المُفتَرض أن يحضرها شخصيّاً، وفي ظل انتقادات تطال شركة أرامكو حول انبعاثات الطاقة.
لكن تعهّد الأمير بن سلمان الذي عدّه البعض مُحاولة لتحسين صورة المملكة في مجالات أخرى عالميّاً، شكّك به خبراء، وتوقّع الخبير الأمريكي سايمون هندرسون فشل أهداف السعوديّة في تحقيق بلوغ صفر انبعاثات كربونيّة بحلول العام 2060، وذلك بحسب سايمون لوجود تناقضات مُلفتة في الاستراتيجيّات المُعلَنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى