هل تملك قطر قرارها المستقل؟؟ هل يفاجئ أميرها تميم بن حمد المنطقة بالهبوط في دمشق؟؟

ملاحظة قبل قراءة المقال: يمكن فهم مقال بسام أبو شريف من باب التمني و الطرافة السياسية أو من نافذة ما ينبغي أن تقوم به دولة قطر لإصلاح ما خرَّبته في سوريا و تشريد شعبها..و أظن أن الكاتب يدرك أن فرضيات هذا الإستدراك غير متاحة لقطر لأنها محمية لأمريكا و تركيا و إسرائيل و لا تملك أدوات حريتها إلا بما يجود به من يقبض على تلابيبها, فقطر كغيرها من إمارات الخليج دولة وظيفية لها دورها الذي يجب أن تقوم به سواء حطت طائرة أميرها في دمشق أو في صنعاء.المفاجيء في الأمر هو تعليق المواطن القطري عبدالرحمن الجناحي على المقال المنشور في “رأي اليوم” إذ قال:  نتمنى نحن القطريين ذلك، سوريا لا تستحق كل هذا العداء ، الشعب السوري شعب أصيل ، اللهم فرج عنهم والجميع كل هم وضيق ، واحقن دماءهم وأنعم على سوريا و أهلها بالأمن والعافية ..اللهم آمين.. ولا يبدو ان الجناحي وحده بين القطرين من يتمنى ذلك وفهم الطبخة السوداء التي طُبحت لسوريا خاصة بعد انكشاف امر مخطط غزو السعودية لقطر والتي كانت تعمل مع القطريين كتفاً بكتف لتدمير سوريا الحبيبة. في نهاية الأمر فإن القرار عند ترامب او من يأتي بعده, فقطر كسواها من دول الخليج  لا تملك قرارها فيما يتعلق بالأمور المصيرية فما هي إلا اداة,, والأمر برمته متعلق بإتصال هاتفي من البيت الاسود ولا ننسى أن إقالة حمدين قطر كان بسبب استثمارات بقيمة 15مليار دولار في انكلترا بدون إذن اميركي فما بالكم بخطوة جبارة كالهبوط في دمشق.بسام ابو شريفعندما قاطع كل الأمراء والملوك والرؤساء القمة، التي عقدت في لبنان حول الوضع الاقتصادي فاجأ الشيخ تميم – شيخ قطر – أو الأمير تميم أمير قطر الجميع بنزوله في لبنان بطائرته لحضور القمة في خطوة أراد منها اعلان رفضه لمقاطعة لبنان أو محاصرته، وقطر حددت موقفا من التطبيع مفاده أن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتصلة بفلسطين، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانسحاب اسرائيل من الأراضي العربية المحتلة ، هو أساس السلام وليس المطروح معادلة السلام مقابل السلام ، وهيمنة اسرائيل على المنطقة ، ولقطر موقف من الحرب على اليمن يرفض العدوان على اليمن.كانت مفاجأة الأمير تميم في 20 كانون الثاني من العام 2019 ، والآن وبعد مضي الوقت الطويل على سياسات خاطئة اتخذتها قطر بشأن الصراعات ، والتعارضات القائمة في أكثر من بلد عربي نرى أن الأمير تميم مطالب بالقيام بمفاجآت سريعة ، ونرى أنه اذا قام بذلك فسوف يخلق أمرا واقعا جديدا يشكل أفضل دفاع عن قطر ، والمنطقة في وجه موجة التطبيع التي تشكل العمود الفقري لمخطط واشنطن والصهاينة للهيمنة على المنطقة وثرواتها .تسجيلا للحقائق نقول، ان الانقلاب على الاخوان المسلمين ، ومشروع هيمنتهم وحكمهم للمنطقة هو انقلاب اميركي، وقد سارعت واشنطن للتنفيذ مباشرة بعد أن حصلت على موافقة الوهابيين على كل شروطها بمافيها التطبيع مع اسرائيل ، وتسهيل سيطرة اسرائيل على المنطقة عبر حلف عسكري شرق أوسطي تحت حجة التصدي لايران ، ولاشك أن أمير قطر يعلم هذا ، ويعلم أكثر من هذا ، وبسبب رغبة واشنطن في المحافظة على مصالحها مع قطر أبقت للأمير تميم هامش مناورة يخدم مصالحها ، ومصالح اسرائيل أيضا ، وهو : استنزاف سوريا ، ومحاصرتها ، وتجويع شعبها عبر امداد تركيا للارهابيين الذين ينتمون شكلا للاخوان المسلمين ، لكنهم أصبحوا يدافعون عن مصالح مالية ضخمة بعد أن تآكلوا بفعل الفساد ، وبدأت تركيا تعتمد مباشرة على من تجبرهم ، أو تغريهم بالعمل معها كمرتزقة عبر هيمنتها على مخيمات للاجئين، وعلى كل من لجأ الى ادلب .يستطيع الأمير تميم أن يهبط بطائرته في دمشق ، ويعلن وقف النصرة ، ومن انضوى تحت لوائها ، وتحت أي مسمى ، وأن يعلن أن قطر لن تشارك في حصار الشعب السوري  وتجويعه ، وأن يعلن دعم وتأييد قطر لوحدة أراضي سوريا واستقلالها، وسيادتها على أرضها وثرواتها وأن يضم صوته لصوت سوريا برحيل القوات الأجنبية المحتلة لأجزاء من الأرض السورية، والتي تسيطر على ثرواتها النفطية والمائية، لنتصور سويا ماذا سيخلق مثل هذا الموقف من أمر واقع جديد؟ وبامكان أمير قطر أن يكمل رحلته الى بيروت، ويعلن عن دعم بلاده لمشاريع اعادة الاعمار ، وتزويد لبنان بالوقود، واستعدادها لبناء شبكة كهرباء جديدة، ومصنعا لتدوير النفايات كمساهمة قطرية في حل أزمة لبنان التي خلقتها اميركا وحلفاؤها .لقد أعلن اردوغان أمس أن جيش تركيا لن يبقى في سوريا للأبد، ونحن نقول ان جيش تركيا لايمكن أن يبقى في سوريا للأبد، فقد أعلن بشار الأسد موقفا حازما نحن نعلم أنه جدي، وانه لو لم يكن جادا لما أعلنه بشار الأسد، فقد قال : ان أمام تركيا فرصة أخيرة لحل المعضلة “الانسحاب ” ، وأكد أن حل المعضلة سيتم بالمقاومة الشعبية المسلحة .وهذه فرصة للأمير تميم، فتركيا تعلم أن عليها الوفاء بتعهدات سوتشي، وسوف تأتي مفاجأته المقترحة، وتحركه متناغمين مع هذا الاعلان من قبل اردوغان المنهمك في شرق المتوسط وأذربيجان ، ويواجه مشكلة كبيرة مع اوروبا .لاشك أن مبادرة كهذه من قبل الأمير تميم سوف تساعد اردوغان على الخروج من سوريا بماء الوجه قبل أن يضطر للقيام بهذا دون ماء وجه، وسوف تشعر قطر أن حلف التطبيع لم يحاصرها اذا ما انفتحت علاقات قطر على سوريا ولبنان، وستشعر قطر بأن هنالك حائطا قويا يساندها في وجه المطبعين، الذين ستستغل اسرائيل سذاجتهم أو عمالتهم لتحول المضائق الى مواقع عسكرية اسرائيلية، وتحول سوقطرة والبريم الى قواعد عسكرية وتجسسية ضد ايران، وهذا سيضع كل الخليج في مواجهة مع ايران، التي نادت وتنادي باستقرار وأمن مياه الخليج من خلال الدول الواقعة على شواطئ الخليج ، وليس اميركا واسرائيل .

انتهى نص المقال

يعلم الجميع أن هذا لن يحدث إلا عندما تكون الدول ذات سبادة حقيقية أما في الدول الوظيفية فلا يمكن لِتلكَ الدول أن تخطوا خطوة واحدة دون أمر أسيادها, فالأمريكي والإسرائيلي حريصون كلَّ الحرص على زرع الشِقاق بينَ أعضاء البيت الواحد
هذا إذا كانوا بالأساس بيتاً واحداً.. والسؤال ليسَ هوَ هل نتعجب إذا ما فعل ذلك وزارَ دمشق؟؟ فلربما يفعل ذلك إذا أتتهُ الأوامر ولكن السؤال هل نتعجب إذا استقبلتهُ دمشق ؟؟؟؟ أم أن الأمر هو أن السياسة -والعربية بالذات -تقودها المصالح الضيقة قبلَ كل شيء وقبل أي اعتبار, والسياسة العربية بلا ذاكرة ومصالح اليوم تَجب ما قبلها مِن أذى؟؟.