أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

هل سيمتلك الشيعة قنبلة نووية؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - إسماعيل النجار

منذ العام ١٩٤٥ الذي قذفت به الولايات المتحدة الأميركية مدينتَي ناكازاكي وهيروشيما اليابانيتين بالقنابل النووية والعالم بدء بالتَغَيُر نحو الأسوء بسبب السباق على إمتلاك هكذا نوع من السلاح،
وبما أن إلصراع العربي الإسرائيلي كان قد اشتعل بسبب إحتلال اليهود لفلسطين، كانَ لا بُد من منح هذا الكيان اللقيط قوة زائدة يستطيع من خلالها تهديد محيطه العربي المعادي له والتفوق والسيطرة عليه، فكانت القنبلة النووية الإسرائيلية الأولى في خمسينيات القرن الماضي أولى عماد القوة لها بمساعدة فرنسا بشكل مباشر والولايات المتحدة الأميركية،
تبعها غض نظر غربي عن باكستان والهند اللذان يتصارعان بسبب ولاية كشمير الإسلامية، واللذين دارت بينهما تسعة حروب على الخط الفاصل بينهما.
بعد ذلك إكتَمَل عقد امتلاك القنبلة الذرية حيث امتلكها المسيحيين والهندوس واليهود والملحدين والمسلمين السُنَّة،
آنذاك لَم تَكُن توجد أي قوة صاعدة للشيعة البالغ عددهم ثلث المسلمين من سكان العالم، وبقي الامر هكذا حتى العام ١٩٧٩ تاريخ انتصار ثورة الامام الخميني وبروز نجم الثورة الاسلامية في إيران، وصعود نجم الشيعة في لبنان وسوريا والعراق واليمن ونيجيريا وفي الكثير من دول العالم حتى أصبحوا قوَّة يُعتَد بها ويُحسَب لها الف حساب فرضت معادلات وقلبت معادلات وغيرَت معادلات ورسمت خطوط حمراء جديدة على مستوى المنطقة والعالم.
إيران الإسلامية الشيعية واجهت اول تحدي مع الغرب بعد انتصارها على نظام صدام حسين البائد حيث حاصرتها الولايات المتحدة الأميركية بسبب برنامجها النووي الذي أتخذته واشنطن واوروبا ذريعه لخنقها خوفاََ من تطورها وبناء قوتها العسكرية الذاتية،
وخوفاََ منهم على مستقبل إسرائيل الذي بدء وجودها بالإهتزاز من خلال خلق طوق حديدي حولها يبدء من غزة ويمر في لبنان وسوريا وصولاََ الى العراق واليمن،

♦️ لنختصر لأجلكم…

واشنطن التي خرجت من الإتفاق النووي في عهد المطرود ترامب تحاول اليوم عبر مفاوضات فيينا العودة إليه خوفاََ من إمتلاك الجمهورية الإسلامية الشيعية السلاح النووي بعدما رفعت درجة تخصيب اليورانيوم الى ال ٢٠ ٪ وهددت برفعه الى ما يزيد عن ال٦٠ ٪ بينما هي قادرة على التخصيب بنسبة ١٠٠٪ ولديها الإمكانيات بذلك.
العقوبات المفروضه على طهران هي أقصى ما يمكن لواشنطن القيام بهِ لخنقها.
ورفع هذا الحظر مشروط بإتفاق جديد تجري صياغته هذه الأيام في النمسا، ولكن لا أحد يضمن نجاح المفاوضات او الوصول الى خواتيم سعيدة لطالما أن الكيان الصهيوني ومن معه من عربان وبعران كالسعودية والامارات والبحرين وغيرهما يحرضون على استمرار العقوبات وعدم عودة اميركا اليها.
لذلك في حال فشل المفاوضات واستمرار العقوبات على الشعب الإيراني واللبناني والسوري والعراقي واليمني فإن تطوير سلاح نووي شيعي سيصبح مطلباََ شعبياََ قوياََ يبرز تحدي هذه الطائفة للصهيونية والوهابية وسياسة الكيل بمكيالين، وأتصوَر أن العامل الأخلاقي الذي دفع بالمرشد الاعلى لتحريم امتلاك الدولة الاسلامية لهكذا نوع من السلاح، سيكون امراََ من الماضي حيث ستضطر ايران لتعديل فتواها لإمتلاكه وخلق موازين قوىَ جديدة في المنطقة حتى لو أن هذا الامر سيدفع الى سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط،
والحل الوحيد لعدم الوصول الى هذا التوقيت هو التفاهم مع إيران، وإبعاد السلاح النووي عن ساحة الصراع في الشرق الأوسط بين العرب والصهاينة،

إيران ومحور المقاومة اللذين يمتلكون عشرات الآلاف من الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى والمتوسطة ذات الرؤوس المتفجرة الكبيرة، لا يحتاجون بالضرورة الى القنبله النووية لأن صواريخهم تعادل عشرات القنابل والقدرة على اطلاقها بسيط وسهل وسريع نحو الكيان الصهيوني ومَن لَفَّ لفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى