أحدث الأخبارلبنان

هل فعلا هناك منشاة عسكرية لحزب الله في مرفأ بيروت؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم د. إعصار الصفار

بعد انفجار مرفا بيروت المروع، انطلقت موجة واسعة داخل وخارج لبنان تتهم حزب الله بالتسبب بالكارثة نتيجة اقامة منشاة عسكرية للحزب في المرفأ.

سوف لن اخوض في اسباب مثل هذه الاتهامات، فهذا موضوع اخر. ولكن، كمراقبين خارجيين، هل نستطيع ان ننفي أو نؤكد هذا الادعاء استنادا لامور موضوعية؟

السيد حسن نصر الله نفى هذا الامر في ٢٠١٨ واعاد النفي القاطع الكامل هذه الايام. ونعرف جيدا مصداقية نصر الله وحزبه، ويكفيه شهادة عدوه حيث ان الاسرائليين يثقون بكلامه اكثر مما يثقون بكلام سياسييهم. ولكني ساضع هذا الامر جانبا، فقد لا يتفق البعض عليه.

من المعروف ان المنشئات العسكرية تكون عادة محاطة بسرية تامة لاسباب معروفة. ولذلك فهي تُبنى بمكانات نائية وبشكل لا يلفت الانتباه. بل وليس نادرا ان تكون في كهف داخل جبل او نفق تحت الارض. فهل من المنطق ان يبني حزب الله منشأة عسكرية في مرفا بيروت، اكثر مرفق نشاطا وحركةً في بيروت، بل وفي لبنان كله! حتما ان ذلك لا يتساوق مع تنظيم عسكري صمد لعقود من الزمن امام جهد استخباري مكثف عالميا واقليميا وحتى في داخل لبنان. حزب الله، الذي اثبت كفاءة ميدانية، اذكى من ان يرتكب خطأ مثل هذا.
ثم هل ان انشاء معمل صواريخ، طول الواحد منها عدة امتار، عملية سهلة يمكن تمريرها دون ان يلاحظها احد في مرفأ يضج بالحركة ليل نهار وعلى مدار السنة!

وحتى على فرض ان حزب الله تصرف بهذه السذاجة، فهل يُعقل ان لا ينكشف امره كل هذه السنين! وعلينا ان لا ننسى ان رئيس الوزراء الصهيوني، نتنياهو، كان قد ادعى علانية ان لحزب الله معامل في تلك المنطقة لتحويل الصواريخ العادية الى صواريخ ذكية. كان ذلك في ٢٠١٨. فحتى ان كان حزب الله قد اخطا واقام منشأة عسكرية في المرفا، فكلام نتنياهو قبل عامين كان سيكون كافيا لحزب الله كي يغير موقع منشأته المزعومة تلك بعد أن انكشف للعدو مكانها.

بل ويحق لنا ان نتساءل لماذا لم يقصف الكيان الصهيوني تلك المنشاة قبل الان! هل يُعقل ان يعرف الصهاينة موقع منشاة خلقت لهم صداع ورعب حقيقي من امتلاك المقاومة لصواريخ دقيقة ويسكتوا عليها كل هذا الوقت!

الخلاصة، القول بوجود منشأة عسكرية لحزب الله في مرفا بيروت لا يصمد أمام اي تحليل موضوعي، وبالتالي فبامكاننا نفي الخبر بكل اطمئنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى