أحدث الأخبارالإسلاميةالخليج الفارسيةالعراقاليمنايرانشؤون آسيويةشؤون افريقيةشؤون امريكيةشؤون اوروبييةفلسطينمحور المقاومة

هل هناك تغيرات على مستوى النظام الدولي بعد هجمة فايروس كورونا؟

لا أعتقد بهذه السهولة يتم التغير والتحول، وحتى الصين وروسيا الدول التي تعارض الهيمنة الأمريكية هي أكثر الأطراف المستفيدة من النظام الدولي التي أقرت قواعده أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية وأن الصين ذات التأثير الإقليمي القوي والحضور الدولي وظفت ستراتيجيتها الإقتصادية والاستثمارية في ضل التواجد الأمريكي العسكري في المنطقة من خلال تعهد الأخيرة حماية مصادر الطاقة عسكريا وروسيا والصين والاتحاد الأوربي غير مستعدين بفرض قواعد جديدة بل سيؤثرون في مرحلة التقييم في المرحلة القادمة ما بعد كورونا وممكن تحدث تعديلات على القواعد تعكس مصالح الدول القوية أكثر مع بروز تحديات مشتركة، وسيتم التركيز على الاتفاقيات بين هذه الدول حول الأسلحة النووية والبايلوجية التي اظهرت قدرت الصين في التصدي لهذه الحرب الإفتراضية وتصدت إليها بجدارة دون طلب العون وانتصرت بصمت وصدرت تجربتها للعالم من خلال مبادرتها وتوزيع خبرتها على الدول معززة بدعم لوجستي لاحتواء الفايروس الذي يعتقد كثير أنه فعل فاعل. ولإعادة صياغة قواعد الصراع والنظام الدولي أو تعديل قواعد تنسجم مع بروز قوى عظمى بعد انحسار الهيمنة الأمريكية وتبدد مواردها في الحروب وقيادة العالم.
وللالتفاتة المهمة برز قوة إيران الجمهورية الإسلامية وقابليتها لامتصاص الأزمات واستعدادها الإستراتيجي رغم محاصرتها إقتصاديا وسياسيا ومواجهتها لتحدي أمني كبير ..وحتى صديقاتها الصين وروسيا لم يكن لهم موقف علني بكسر الحصار بل الصين تماهت واذعنت للقرار الأمريكي بوقف استيراد النفط من الجمهورية رغم هناك دعم غير علني وحتى هذا الدعم هو مصلحة إقتصادية قومية صينية ولا تحسب في إطار تحالف استراتيجي صيني، لكن إيران استطاعت أن توظف قدراتها لاحتواء الأزمات والحفاظ على قدرتها للتصدي لعمليات الاستهداف الشاملة…إن ما نشاهده لايمكن أن نعتبره تحول بل إعادة تقييم وتعديل قواعد أكثر اشراكا في صياغة القرارات الدولية وأكثر الزاما بالتصدي للأزمات المشتركة وسيكون هناك تحول نحو البحوث العلمية الدقيقة بعد أن اخترق فايروس كورونا كل الأنظمة العسكرية…أما السيناريوهات البديلة فهذه الدول لديها مؤسسات عامرة ومراكز دراسات مستقبلية استشرافية تتنبأ بهذه الأزمات والخسائر محددة مسبقا ومحسوبة وليس بهذه السهولة تتنازل عن هيمنتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية حد أقل في المدى المتوسط..واكرر متابعتي من خلال معطيات برزت في هذه الأزمة أن إيران تتماهى آخذة بأسباب التحديات الدولية لفرض قدرتها على التصدي والتأثير في صياغة قرارات عالمية من خلال توظيف قدراتها بشكل سليم ومنتج أما الدول الضعيفة مثل العراق وبقية الدول المستهلكة ستبقى تابعة ومنصاعة للقواعد الدولية التي تقرها الدول القوية لحين الاخذ بعناصر القوة والنجاح والاستفادة من التجارب وتوظيف امكانياتها الوفيرة وبذلك ستحجز لها رأي ومقعد في عالم أولوياته المصلحة الوطنية والقومية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى