أحدث الأخبارالإمارات

هل يسقط (المحمدين) بسقوط ترامب؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: ياسر العبادي
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، واحتدام المنافسة بين مرشحي الحزبين الجمهوري “ترامب ونائبة مايك بنس” من جهة، والديمقراطي “جو بايدن ونائبته السمراء كامالا هاريس” من جهة اخرى، وما ستؤول اليه الأمور في الخليج الذي ارتبط مستقبله كثيرا بامريكا، ثمة مؤشرات عديدة تؤكد أن عروشا عربية ستتدحرج لو اصبح بايدن رئيسا لامريكا.

نتائج الاستطلاعات التي اجرتها الوكالات الامريكية تشير الى ان شعبية المرشح الديمقراطي “جو بايدن” هي الاكثر في الولايات المتحدة الامريكية، يقابلها تراجع في شعبية الرئيس الحالي “دونالد ترامب” نتيجة الاخفاقات الداخلية والخارجية، فما الذي يعنيه وصول بايدن لكرسي الرئاسة لدول الخليج؟

البرنامج الانتخابي الديمقراطي الذي شارك في صياغته 150 عضو، ويتألف من 80 صفحة، لخص منهج الديمقراطيين في التعاطي مع الداخل والخارج، وما يهمنا في مقالنا هذا هو معرفة توجه الديمقراطيين لمنطقة الخليج، وتحديدا رؤية بايدن ونائبته هاريس للنظامين السعودي والاماراتي.

المؤشرات تؤكد ان منطقة الخليج مقبلة على تغييرات كثيرة في حال وصول بايدن للرئاسة، فالمحمدين (بن زايد وبن سلمان) ربطا مستقبلهم السياسي الى حد كبير بمستقبل ترامب، بحيث اصبح الأخير الغطاء والحامي “دوليا” لتحركات الامارات والسعودية في المنطقة، وقد كان الديمقراطيون معارضون بشكل كبير لسياسة ترامب الخارجية وخصوصا ما يتعلق بالخليج، وانتقدوا كثيرا تبني ترامب لما اسموه (الحكام الديكتاتوريين العرب)، وفي مناسبات عديدة عبر “بيرني ساندرز” المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة والذي يشكل جناحه اليساري التقدمي الجزء الأكبر من الديمقراطيين عن استيائه من سياسات بعض الأنظمة الخليجية وفي مقدمتها السعودية.

الانتهاكات السعودية الاماراتية سواء ما يتعلق منها بمجازر وحصار اليمن، او بملء السجون بالمعارضين، اضافة لجريمة الخاشقجي، ومؤخرا قضية الجبري، بلغت حدا لا يطاق وباتت تسيء لسمعة امريكا كراعي لحقوق الانسان- كما تدعي- بفعل رعاية ترامب لهذين النظامين.

البرنامج الانتخابي للديمقراطيين يسعى كما قال بايدن خلال تقديمة لنائبته “كامالا هاريس” عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا الى اصلاح “الفوضى” التي احدثتها ادارة ترامب داخل امريكا وخارجها، وبالنظر الى منطقة الخليج فان بايدن يؤكد على انهاء دور الولايات المتحدة الامريكية في الصراع باليمن من خلال التوقف عن دعم السعودية والامارات وايقاف تسليحها، والتعهد بعدم مواصلة سياسة ترامب في دعم السياسات الاستبدادية، والتستر على البلدان التي لديها سجلات سيئة في مجال حقوق الانسان او الناشطة في حرب اليمن.

كامالا هاريس نائبة بايدن كان لها مواقف متشددة من حكومة الرياض، ففي عام 2018 ادانت النظام السعودي بجريمة الخاشقجي وطالبت ادارة ترامب بمحاسبته، وفي 2019 صوتت لصالح قرارات لانهاء الدعم الامريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، ومنع بيع الاسلحة للمملكة، وتحدثت في مرات عديدة عن حاجة واشنطن لاعادة تقييم علاقتها مع الرياض.

توجه الديمقراطيين في الخليج لن يأتي وفق ما تشتهيه انظمتها الحالية، والاموال التي انفقوها لدعم ترامب ستكوى بها عروشهم اذا ما فاز بايدن بالانتخابات، وملاحقة المتورطين بمجازر اليمن وقتل الخاشقجي وملفات دعم الجماعات المتشددة هي الاوراق التي ستلعب بها واشنطن في تغيير قواعد اللعبة السياسية في الخليج، ونعتقد ان سقوط ترامب سيكون ممهدا لسقوط المحمدين، وبسقوطهم ستسقط دول عربية واسلامية اخرى في المنطقة، والايام بيننا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى