أحدث الأخبارشؤون امريكية

هل يقرأ الأميركيّ المتغيّرات؟

مجلة تحليلات العصر الدولية / مرصد طه الإخباري

▪️يعتقد الأميركيّون أن قبولهم مبدأ العودة إلى الاتفاق النووي سبب كافٍ لتلاقيهم إيران في منطقة وسط، ثم اعتقدوا أن الإعلان عن النية برفع العقوبات ضمن هذا السياق تطمين كافٍ لدخول إيران في تفاوض وفق الطلب الأميركي يطال الإخباري توسيع الاتفاق في بُعده النووي وغير النووي، ثم اعتقدوا ان إعلانهم الاستعداد لحضور اجتماع على مستوى الـ 5+1 سيشكل سبباً جاذباً تحت مظلة الاتفاق لمشاركة إيران. وجاء مشهد فيينا ليقول إن الوفد الأميركي بقي خارج القاعة التي تشاركت فيها إيران مع سائر الشركاء في الاتفاق، وأن إيران ثابتة عند طلبها تطبيق بنود الاتفاق، أي شرعنة حقها بالإجراءات التي اتخذتها حتى تعود أميركا الى الاتفاق من بوابة رفع العقوبات، ورفض اعتبارها عضواً في الاتفاق له حقوق المطالبة بتراجع إيران عن خطواتها التي خفضت عبرها التزاماتها حتى ترفع العقوبات، وارتضى الشركاء الأوروبيّون ذلك، وتعامل الأميركي معه كأمر واقع.

🔹يجري ذلك لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحملت الأصعب من مراحل الحصار، وبنت مرتكزات اقتصاد جديد، وطوّرت برنامجها النووي نوعياً، وليست مستعجلة على العودة للاتفاق الذي يعيد تعويم اقتصاد غالبه ريعيّ، ويوقف خطواتها النووية، وإيران تقارب استحقاقاً رئاسياً يسيطر على مساره المحافظون، وليست مستعجلة على عودة الى الاتفاق بصورة تحيي التيار الإصلاحي، وإيران كسبت من الاتفاق ما تحتاجه من إلغاء العقوبات الأمميّة، وأظهرت حسن النيات تجاه المضي بالاتفاق بما يكفي لتأسيس حلف راسخ مع كل من روسيا والصين، وترغب بمنح هذه الشراكات فرصة جديّة، ولذلك ليس من سبب لدى إيران لتسهيل العودة الأميركية بتنازلات تقدمها، ومصلحة أميركا الإسراع بالعودة عن العقوبات لفتح الباب لمرحلة جديدة.

🔸مشكلة الأميركي بضعفه السياسي الداخلي، وتاريخ عنجهيّته، وصعوبة إقراره بالضعف، وحتى عندما يقتنع بأن عليه أن يفعل شيئاً فهو يأتي متأخراً، لأنه يدرك ما يجب ويعرف انه يستطيع فعله مادياً، لكنه لا يستطيع فعله سياسياً. وهو اليوم يدشن مرحلة حساسة سيكتشف خلالها مع إيران ما ينتظره لاحقاً مع كل من روسيا والصين، حيث بات واضحاً أن هذا الثلاثي لن يلعب لعبة المقايضات، ولن يسمح بلعبة الاستفراد ولن يقع بالإغراءات القائمة على التحييد، فهو ثلاثي استراتيجي يمثل آسيا الجديدة، على واشنطن مخاطبته بروح الشراكة الندية، وإلا فقدت الفرصة. فالحديث عن التبادل بالعملات الوطنية لم يعُد حديثاً، والتشبيك الاقتصادي والعسكري يتخطى التهديد التفاوضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى