أحدث الأخبارشؤون آسيويةفلسطينمحور المقاومة

هل يمكن تحريك عملية السلام خلال المرحلة القادمة ؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

👈 لا نبالغ في القول إن احتمال استئناف المفاوضات والتسوية السياسية معدومة حتى إشعار آخر، ومثل أمل إبليس بدخول الجنة؛ ذلك أن الحكومة الإسرائيلية، أعلنت، ومارست فعلًا، معارضتها لقيام دولة فلسطينية، ولاستئناف المفاوضات، حتى لو كانت عبثية ومن أجل المفاوضات، مثلما شهدنا منذ انقلاب الحكومات الإسرائيلية على اتفاق أوسلو رغم بؤسه، وتحديدًا منذ اغتيال إسحاق رابين، عقابًا له على تقديم تنازلات عن أرض “إسرائيل الكاملة”، واستعداده لتوقيع تسوية تقسيم أرض إسرائيل، حتى لو لم يكن نصيب الفلسطينيين كل أراضي 67.

وإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء نجد أن ما سمي بعملية السلام ولدت مختلة منذ البداية، ولم تستند إلى مرجعية ملزمة تتضمن حتى الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، ولا إلى ميزان قوى قادر على فرض تسوية مقبولة أو متوازنة، (فإسرائيل) لا تريد تسوية، وإنما فرض حلها على الأرض، واستسلام الفلسطينيين، ولا يمكن تغيير هذه الحقيقة إلا بتغيير جوهري على ميزان القوى من خلال المقاومة التي تزرع، وكل أشكال العمل السياسي، بما فيها المفاوضات التي تحصد.

وقدمت القيادة الفلسطينية المتنفذة التنازلات وراء التنازلات بوهم أنها ستقود إلى تحقيق ما لم يتحقق في البداية من اعتراف بالحقوق الفلسطينية، وهذا منطق مقلوب، لأنك إذا لم تحصل على ما تريد في نفس الوقت الذي تعطي عدوك ما يريد ستفتح شهيته للتنكر لوعوده والتزاماته، وللمطالبة بالمزيد من التنازلات، وهذا ما حصل فعلًا.

📌 مبادرة سلام
ولقد جاءت تصريحات سفير فلسطين في القاهرة حول التنسيق والتعاون بين فلسطين ومصر والاردن لطرح وتقديم مبادرة سلام لحل الصراع مع (إسرائيل) في غير محلها ولا يمكن لدولة الاحتلال ان توافق على اي مبادرة سلام تؤدي لقيام دولة فلسطينية.

قلنا وما زلنا نقول ونؤكد بأن دولة الاحتلال لا تريد السلام وغير معنية بالاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وهذا القول والتأكيد مصدره ما يجري على ارض الواقع حيث تقوم دولة الاحتلال ببناء المزيد من المستوطنات وتوسيع القائم ومصادرة المزيد من الاراضي وهدم المنازل وتهويد القدس والمس بالمقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك … الخ من جرائم وانتهاكات تقوم بها الى جانب قطعان المستوطنين الذين عاثوا ويعيثون في الاراضي الفلسطينية فسادا وتدميرا لإرغام شعبنا على الرحيل عن أرض الآباء والأجداد.

📌 الوحدة الفلسطينية.
وترى صحيفة القدس المحليه خلال مقال لها أن الذي يريد السلام لا يمكنه ان يقوم بمثل هذه الجرائم والانتهاكات التي هدفها منع قيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب تصريحات المسؤولين الاسرائيليين بأنه لن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين وان كل ما يمكن تقديمه هو السلام الاقتصادي الذي طرحه لبيد ومن قبل شمعون بيرس وغيرهما، وهذا يعني الحل الاسرائيلي وليس الحل الفلسطيني الذي اصبح بعيد المنال.

وتضيف الصحيفة : وبدلا من ذلك فان على الاطراف العربية والفلسطينية العمل على وحدة الصف العربي والفلسطيني لمواجهة انتهاكات وجرائم الاحتلال بخطوات عملية وليس بأقوال وتصريحات ومواصلة الرهان على السلام الذي أصبح في خبر كان مع وجود حكومات اسرائيلية يمينية وعنصرية واستيطانية وميل المجتمع الاسرائيلي نحو التطرف والعنصرية بدرجة كبيرة جدا، وتغول قطعان المستوطنين.

وتقول :” إن على الجانب الفلسطيني اولا وقبل كل شيء العمل على إعادة الوحدة الوطنية وانهاء مهزلة الانقسام التي الحقت افدح الأضرار بقضية شعبنا وعدم مواصلة الرهان على إمكانية تحقيق السلام واستئناف المفاوضات السلمية مع الجانب الاسرائيلي في ظل الأوضاع الفلسطينية والعربية الراهنة التي لا تبشر بخير والمجافية لشعبنا وقضيته.

وتؤكد الصحيفة أن إعادة ترتيب البيت الداخلي هو الأساس ومن ثم الانطلاق نحو الدول العربية والاسلامية بقيادة واحدة وباستراتيجية موحدة وبرنامج عمل مرحلي يقوم على مواصلة المسيرة الوطنية وفي مقدمة ذلك المقاومة الشعبية التي هي الوسيلة المتاحة في المرحلة الحالية.

👈 وتختم الصحيفة مقالها : فالوحدة الوطنية هي ما يزعج الاحتلال، بل ويربك مخططاته ويفشلها وفي المستقبل فان اي مفاوضات او مبادرة حل ستكون مدعومة بهذه الوحدة وبالتضامن العربي والاسلامي، لأن القوة هي
التي ستفرض الحل المطلوب وليس المبادرات غير المدعومة بهذه القوة. فالوحدة هي طريق الخلاص من الاحتلال والأخذ بقضية شعبنا الى بر الأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى