أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

هل يُختَزَل الشيعة في ثلاث مدن جنوبية؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - حازم أحمد فضالة

وجدْنا عندما يتكلم بعض المدونين، والإعلاميين، وأصحاب قنوات تيليغرام ووسائل التواصل الاجتماعي من المقاومة؛ عن قوة الشيعة: الحشد الشعبي، الفصائل، العشائر، الجمهور… فإنهم يقولون ويكتبون (أبناء الجنوب) يقصدون مدن جنوبي العراق مُختزِلينَ فيها الوجود الشيعي، لذلك أحببنا الإشارة إلى الآتي:

1- إنَّ مدن جنوبي العراق عددها الثابت (3) مدن: البصرة، ذي قار، ميسان. وإذا أردنا الزيادة عليها ندرج محافظة واسط (على خلاف)، يعني الحد الأقصى للعدد هو (4) محافظات جنوبية لا أكثر.

2- إنَّ عدد أعضاء مجلس النواب لكل محافظة منها هو: (البصرة: 25)، (ذي قار: 19)، (ميسان: 10)، مع زيادة محافظة (واسط: 11)، أي: العدد الكلي لنواب محافظات الجنوب (مع التخمة) هو (65).

3- العدد (65) ليس كله للشيعة، بل منه للسُّنِّي والشيوعي والمدني… أي: الفئات التي لا علاقة لها بالمقاومة الشيعية، ولا نريد المبالغة في إزاحة حجم رقم ما؛ لكن نُسقِط منها (15) نائبًا -نظرًا لوجود امتداد- ليظل العدد النهائي التقريبي (50) نائبًا شيعيًا ينتمون إلى المقاومة.

4- إنَّ إضفاء لقب (الجنوب) على حجم مساحة الشيعة أغفل المدن: (تلعفر وسنجار: نينوى)، (سامراء، الدجيل، بلد: صلاح الدين)، (محافظة ديالى)، التي كانت فيها مقاعد الشيعة في انتخابات (2018) على وفق الآتي:
أولًا: نينوى: حصل فيها تحالف الفتح على: (3) مقاعد، وهذا يعني تقريبًا نسبة (10%) من أصل (31) مقعدًا.

ثانيًا: ديالى: حصل فيها تحالف الفتح على: (3) مقاعد، وسائرون على: (2) مقعد، وتيار الحكمة الوطني على: (1) مقعد، أي: (6) مقاعد من أصل (14) مقعدًا، وهي نسبة تلامس النصف.

ثالثًا: صلاح الدين: حصل فيها تحالف الفتح على: (2) مقعد من أصل: (12) مقعدًا.

5- هذه التسمية (الجنوب) التي يختزلون بها الوجود الشيعي (عن نية حسنة)، أغفلت (بغداد العاصمة) التي تتركز بها الكثافة الشيعية الكبرى؛ إذ يبلغ عدد مقاعد النواب للعاصمة بغداد (69) مقعدًا، وكانت قوائم الشيعة في انتخابات (2018) قد حصدت الأرقام الآتية:
أولًا: سائرون: (17) مقعدًا.
ثانيًا: ائتلاف دولة القانون: (9) مقاعد.
ثالثًا: تحالف الفتح: (9) مقاعد.
رابعًا: ائتلاف النصر: (8) مقاعد.
خامسًا: تيار الحكمة الوطني: (4) مقاعد.
سادسًا: حركة إرادة: (1) مقعد واحد.
المجموع: (48) مقعدًا، فضلًا عن مقاعد قائمة تحالف الوطنية التي يرأسها د. إياد علاوي (الشيعي العلماني)؛ إذ حصدت (8) مقاعد، والمجموع هذا وحده يعادل ما ذكرناه في (3) أعلاه من عدد نواب الشيعة في المحافظات الجنوبية!

6- التسمية محل الكلام (الجنوب)، لا تنظر إلى محافظات الفرات الأوسط، مع أعداد نوابها! وهي على وفق الآتي:
أولًا: محافظة بابل: (17) مقعدًا.
ثانيًا: محافظة كربلاء المقدسة: (11) مقعدًا.
ثالثًا: محافظة النجف الأشرف: (12) مقعدًا.
رابعًا: محافظة الديوانية: (11) مقعدًا.
خامسًا: محافظة المثنى: (7) مقاعد.
المجموع: (58) مقعدًا، وهو عدد -في أضعف الأحوال- أكثر من عدد مقاعد الشيعة في (المحافظات الجنوبية)!

7- إنَّ اختزال مساحة الشيعة وعمقها في ثلاث محافظات أو أربع، يكون قد أبعدها عن عاملَي قوة راسخين في التاريخ، وهما:
أولًا: المراقد المقدسة للأئمة الأطهار في: النجف الأشرف، كربلاء المقدسة، بغداد – الكاظمية، صلاح الدين – سامراء، فضلًا عن مراقد أولاد الأئمة (ع) في محافظة بابل وصلاح الدين وبغداد وغيرها!

ثانيًا: مركز المرجعية الدينية، والحوزة العلمية في النجف الأشرف.

8- إنَّ مدن جنوبي العراق، على عَراقتها، ومكانتها، وجلالة قدرها، وهيبتها، وجذورها التاريخية، وأصالتها، وقوتها المتينة، وتشيّعها الأصيل، ووفائها لآل محمد (ص)، وحجم الدماء والقامات التي بذلتها وقدمتها دفاعًا عن العراق والإسلام والعقيدة… مع ذلك يظل المذهب الشيعي صعب على أن يُختَزَل في عنوان واحد؛ فالمدن الجنوبية جزءٌ أصيل من كُلٍّ أكبر.

9- إنَّ كلمة (أبناء) في اللغة العربية وفي القرآن الكريم تعني جمع كلمة (ابن) أي: (الذكر)، فهي لا علاقة لها بالإناث، كونها تعني جمعًا للذكور، فعندما تقول: (أبناء الجنوب) فأنت تعني (ذكور الجنوب) بالضرورة، وهذا إقصاء لمكانة الأنثى: الأم والأخت والبنت والزوج… اللاتي لو لا إسنادهن للذكور؛ لما تحقق ما تحقق للشيعة في طول التاريخ حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى