أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

هل يُعقل أن تمتلك الوهابية الأسلحة النووية؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

الناظر بعين خبيرة، ورؤوية وبصيرة في الواقع العربي والإسلامي، لا سيما في القرن الواحد وعشرين يعرف تماماً أن العقلية الوهابية المتحجرة، والتي تحوَّلت إلى عقلية متفجرة بأمر من قادتها وسادتها في “السيستم” والنظام العالمي الجديد بقيادة إمبراطورية الشر العالمي، الشيطان الأكبر، لتكون قنبلة موقوتة في المجتمعات التي تُسميها أمريكا “المارقة” وتقصد فيها الدول التي ترفض الخضوع والهيمنة عليها، وخاصة محور المقاومة بالمعنى الدِّقي للكلمة.
فالإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس “الإنكليزية”، ثم وريثتها الحضارية الولايات المتحدة الأمريكية، أوجدت هذه المملكة لتحمي لها مصالحها في الاستيلاء على منابع الطاقة الهائلة فيها عن طريق “مملكة آرامكو” كما سماها ذاك الأمريكي في كتابه، أوجدت أيضاً معها هذه الحركة السياسية “الوهابية” وألبستها ثياب الدِّين الإسلامي لتحقيق مآربها بضرب الدِّين الإسلامي العظيم، من داخله، وشرعت في مشروعها منذ أن زاوجت بين السياسة والدِّين بين محمد بن عبد الوهاب، ومحمد بن سعود، وكان الاتفاق بينهما على أن تكون السلطة السياسية لبني سعود، والسلطة الدينية لبني عبد الوهاب، وهم سائرون بهذا الاتفاق حتى اليوم.
فهؤلاء الذين جاؤوا من يهود الدونمة خلسة واندَّسوا في قبيلة المساليخ من عنزة، ووصلوا إلى الدِّرعية (الرياض)، بحيلة من المخابرات البريطانية، ثم تبني من الإمبراطورية الأقوى بعد الحرب العالمية الثانية لما يعرفون من تواجد بحار من النفط في باطن الأرض، والحرمين الشريفين في الحجاز وبذلك فرضوا سيطرتهم على الباطن والظاهر، وراحوا يُعدُّون العدة في تكفير الأمة بكل مذاهبها كمقدمة لاستباحة دمائها وأعراضها وأموالها، التي جمَّعوا لها الجموع وراحوا يُدربونها من قطعان التكفير الصهيووهابية المجرمة واخترعوا لعبة “الربيع العبري”، لتدمير الوطن العربي كما طلبت منهم أمهم الشمطاء العبرية في فلسطين المحتلة، والغدة السرطانية في جسد الأمة الإسلامية، والعربية، وبدأ مسلسل التدمير بنظرية الأرملة السوداء “الفوضى الخلاقة”، ومازالت تلك الفوضى تحرق البلاد، وتقتل العباد بتكفير وهابي، وإجرام سعودي في الدعم الوجودي والتمويل، والتسليح، والتدريب، وكل ما يلزم، إلا أن الانتصارات الساحقة التي يُحققها محور المقاومة على كل الجبهات اعتباراً من لبنان، وسوريا، والعراق، وحتى اليمن، وعمقهم جميعاً الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بكل ما لديها من قوة وبرامج حضارية على رأسها البرنامج النووي السلمي، والبرنامج الصاروخي البالستي الدفاعي..
فراح الواقع يفرض نفسه عليهم ولكنهم يُفكرون بطريقة سلبية، ونشاز دائماً وكأن عقولهم شيطانية ليس فيها إلا الشر، والقتل، والتدمير، فلا يفكرون إلا بعقلية الجمل بالانتقام الشرس من عدوِّه، وكأنهم أدمنوا شرب بول البعير فصاروا يفكرون بنفس الطريقة البائسة، فهلا فكروا بطريقة إيجابية في تعاملهم مع أمتهم العربية والإسلامية – كما يدَّعون – بدلاً من هذا التفكير والتكفير بالتدمير، فلو فكَّروا بالبناء عوضاً عن الهدم، وبالحب بدلاً من الحرب، وبالغذاء عوضاً عن تجويع الفقراء، فكانوا يصنعون المعجزات بما لديهم من طاقات وإمكانيات هائلة يُعطونها لعدوِّهم ليحميهم من أهلهم، أليست تلك هي الكارثة العظمى أيها الأشقياء؟
واليوم نقرأ تسريباً عن قانون في الكونجرس الأمريكي يعمل المشرعون على تشريعه يُحرِّم على صبيان الوهابية امتلاك أي نوع من الطاقة النووية الغير عادية وذلك لأنهم رأوا أن هؤلاء لا عقل لهم ولا شيء يمنعهم من استخدام الأسلحة النووية والتدمير الشامل في أي مكان دون رادع من ضمير أو وازع من دين، فكم استخدموها في العراق، وسورية، واليمن تلك أسلحة المنضَّبة والغير مخصَّبة في فتنة الربيع العبري التي مازلنا نعيش في أتونها.
قالت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية أن مجموعة من المشرعين الأمريكيين قدَّمت مشروعاً قانون يسعى إلى وقف إمكانية حصول السعودية على سلاح نووي، بعد تقارير ظهرت العام الماضي تفيد بأن الصين ساعدت الرياض سراً في توسيع برنامجها النووي.
ويهدف مشروع القانون، الذي يحمل عنوان “قانون أسلحة الدمار الشامل السعودي”، إلى “اتخاذ خطوات لإعاقة الوصول إلى التقنيات الحساسة التي يمكن أن تمهِّد الطريق أمام السعودية لامتلاك سلاح نووي”، وقدم التشريع إلى مجلس الشيوخ عضوا المجلس “إدوارد ماركي”، و”جيفري ميركلي”، بينما قدَّمه إلى مجلس النواب “تيد ليو”، و”جواكين كاسترو”.
وقال “ميركلي”، في بيان له: “يُعد تواجد الأسلحة النووية في أيدي الإرهابيين والأنظمة المارقة من أخطر التهديدات لأمن الشعب الأمريكي وشركائنا في جميع أنحاء العالم”، وأضاف: “إذا كانت السعودية تعمل على تقويض النظام العالمي لمنع انتشار الأسلحة والسيطرة عليها، بمساعدة الصين أو أي شخص آخر، فيجب على الولايات المتحدة الرد”.
وقال “ماركي”: إن مشروع القانون “يطلب من السعودية إبداء شفافية أكبر في جهودها لبناء صاروخ باليستي وبرنامج نووي مدني وفي حالة إقراره، سيتطلب الإجراء من إدارة بايدن تحديد ما إذا كان أي شخص أجنبي أو بلد أجنبي قد قام بنقل أو تصدير عنصر من الفئة الأولى إلى السعودية بموجب نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ”، أي أن السعودية ممنوع عليها تجميع أي نوع من الصواريخ البالستية وليس النووية.
هكذا جنوا على أنفسهم لأنهم كبراقش في التفكير والواقع العملي، لا يفهمون ولا يقبلون نصيحة إلا من سيدهم في البيت الأسود، أو عمِّهم في تل أبيب، وهمُّهم أنفسهم وتجبُّرهم على شعوبهم الفقيرة المنكوبة بهم، وذلتهم وصغرهم، وخضوعهم لأعدائهم من أجل أن يحموهم من أوهامهم.
فلو كانوا يفهمون ألف باء السياسة لفعلوا مثل النمور الآسيوية، أو الصين لذهبوا واشتروا من أمريكا كل معامل التقنيات، ومصانع السلاح، بثمن صفقة أسلحة واحدة، ولا أقل أن يكونوا هم المستثمرين والعاملين على الأسلحة التي صارت بالمليارات وهي مدفونة في الصحراء، وليس لهم منها إلا الحراسة كبراقش، وممنوع على ضباطهم أن يدخلوها.
فالولايات المتحدة بكل مجالسها والإتحاد الأوربي بكل دوله، وكل دول العالم صارت تعرف أن الوهابية هي فكر إجرامي وحركات مجرمة منفلتة وأينما نزلت حلَّ الخراب والدمار فهي أخطر مافيا على وجه الكرة الأرضية ولذا سيمنعونها من الوصول لأي تقنية نووية أو بالستية ليقينهم أنهم سيستخدمونها في أي مكان ولأتفه الأسباب لأنهم لا عقول لهم ولا حكماء لديهم، وقديماً قالوا: “السلاح بيد الأحمق يجرح”، والأمريكان سيمنعون السلاح الجارح من أن يصل إلى يد صبيان النار والوهابية في الدرعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى