أحدث الأخبارشؤون آسيوية

هنالك الكل يعمل من أجل إسرائيل

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبد المنان السنبلي

يبدو أن الدروس التي درسناها في كتب التربية الوطنية لم تكن مشبعةً بما يكفي لتصل بنا حتى ولو إلى الحد الأدنى من فهم وإدراك ماهية الوطن !
يا ويلتنا أعجزنا في أوطاننا أن نكون كالصهاينة في وطنٍ لم يكن يوماً وطناً لهم لولا أنهم اغتصبوه وزرعوا كيانهم فيه ؟!
اعطوني صهيونياً واحداً أو حزباً سياسياً أو طائفةً دينيةً مهما بلغ تطرفها وتشددها هناك في (إسرائيل) تصارعوا أو تواجهوا خارج إطار المعترك السياسي أو القانوني !
اعطوني فئةً أو فرقةً صهيونيةً هناك في (إسرائيل) تخون أو تكفر أختها أو تسعى إلى إلغائها أو إقصائها ومصادرة حقها في التفكير والتعبير عن نفسها !
اعطوني حاكماً أو رئيس حكومةٍ واحدةٍ هناك في (إسرائيل) يفكر ولو للحظةٍ واحدةٍ بالإستفراد بالحكم أو الإستئثار بالسلطة أو بالإستحواذ على الوظيفة العامة والثروة وتسخيرهما لصالحه وصالح فريقه وبرنامجه وإيدولوجيته الخاصة !
اعطوني إسرائيلياً واحداً هناك في (إسرائيل) تجاوز القوانين أو عطل عمل المؤسسات أو حتى قطع طريقاً أو اقتلع شجرةً من طريق أو انتزع ملصقاً من جدار أو أو .. !
فلماذا نحن نعمد إلى فعل كل تلك الموبقات وغيرها في أوطاننا ؟!
لماذا يجمع الصهاينة على حب وطنٍ هم يعلمون جيداً أنه في الأصل ليس وطنهم، ويتفانون في خدمته ويسهرون على أمنه وضمانة تفوقه وبقاءه وديمومته، بينما نحن لا نعير أوطاننا وأمنها وسلامتها أي اهتمام ولا نضع لمصالحها أي اعتبار ؟!
ربما هي الغربة وشتات مئات السنين التي جعلتهم يعرفون ماذا يعني أن يكون لهم (وطن)، من يدري ؟!
فهل نحن اليوم – يا ترى – بحاجةٍ إلى غربة وشتات مئات السنين مثلهم حتى نعي ماذا يعني أنه كان لدينا أوطان ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى