أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

هيبة الدولة ورسائل شعبوثية

مجلة تحليلات العصر الدولية - المحامي مهدي عبدالرضا الصبيحاوي

ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية من استعراض عسكري ووعيد سياسي بين كتلتين لهما ثقلهما في الوسط السياسي والساحة العراقية مزقت هيبة الدولة بأركانها وأساساتها بجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
تغريدة حركت الرأي العام وركنت هيبة القوات الأمنية العراقية في خانة اليگ، فما بين بطة دولة القانون وسائرون تبين للشعب العراقي طوائفه الشيعية قبل السنية والمسيحية قبل الأيزيدية أن حكومة المستشارين الستة والخمسين تفتقد لقوة القرار وتنفيذه، وهذا الفقد نتيجة قبول الحكومة بها، وما يؤكد ذلك أن مستشارين الحكومة يريدون من حكومة الكاظمي أن تكون جسراً لعبور المرحلة الحالية.
فلم نجد أي دور للحكومة بمستشاريها ورئيسها وقياداتها الأمنية أدانه أو استنكار لماحدث من استعراض داخل مدن آمنه كمدينة الصدر والاعظمية أو محافظة النجف الاشرف وكربلاء أو على الأقل تزج القوات الأمنية العراقية مع المستعرضين وذلك أضعف الإيمان.
بل على العكس ما نراه من الحكومة في حال قيام قوات تابعة للحشد الشعبي المنظم والمنظوي مع القوات الأمنية العراقية وتأتمر بأمرة رئيس الوزراء بعمل يهدف إلى فرض الأمن والأمان داخل بغداد والمحافظات تصّعد الإدانات والاستنكارات.
ومن خلال ما حدث خلال الساعات الماضية تثار عدة أسئلة، منها:
– هل أن المستعرضين من التيار هم قوات تابعة للحشد الشعبي خاصة؟
المعروف عن قوات سرايا السلام هي ثلاث ألوية ومتواجدة داخل عمليات سامراء.
– هل صحيح ما أعلن خلال التغريدة أن هناك مخطط لاستهداف المناطق المقدسة وبالتحديد كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وسامراء ومدينة الصدر والاعظمية؟
إذا كان ما أشيع هو صحيح فأين كانت هذه القدرات قبل حادثة ساحة الطيران الأخيرة؟!
كتلة سائرون أرادت إيصال رسائل عدة إلى البعض منها، استعراض لقوة التيار الصدري في دولة يقودها المستشارين بقيادة التيار بفرض سيطرتها ولا تريد منافس معها خاصة بعد إعلان التيار أنه في حال عدم حصول التيار على رئاسة الوزراء في الانتخابات المقبلة فإن الانتخابات مزورة!!
أما الرسالة الثانية فإن التيار أراد من خلالها قراءة الساحة العراقية من مؤيد وممتعض لسياستهم الحالية ونسبة المشاركة من الانتخابات.
الرسالة الثالثة كانت موجهة لجيران العراق وضيوفه خاصة بعد أن خلا جدول أعمال بابا الفاتيكان من زيارة لسيد مقتدى الصدر وتبرير التيار بحماية الكنائس متناسياً خلو كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وسامراء والكاظمية من الكنائس وكذلك رسالة موجهة لرئيس مجلس القضاء الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية رئيسي أن العراق قادر على حماية شعبة وإنجاح الانتخابات المقبلة.
ختاماً ندعو للعراق والعراقيين بدولة كريمة يعز بها الإسلام وأهله ويذل بها النفاق وأهله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى