أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

هيكل سليمان يكشف الأكاذيب الصهيونية

أسعد العزّوني

ربما ودون أن يعلم الصهاينة أن أكاذيبهم وأساطيرهم التوراتية المزيفة ، سيتم فضحها وكشف زيفها على المستوى البعيد،لوجود تطورات في طريقة التفكير البشري والبحوث ،ووجود عقوبل عربية نفضت الغبار المتراكم عنها وغاصت في خضم التفكير واستخدمت المنطق والحجة،وهذا ما حصل عندنا حيث ظهر عالمان باحثان هما المؤرخ اللبناني د.كمال الصليبي والمؤرخ العراقي د.فاضل الربيعي،ومعهما أمين القدس السابق الراحل الحاج زكي الغول ،الذين خرجوا بأبحاث منطقية تؤكد التحريف والتزوير والأكاذيب والأساطير التي وظفها الصهاينة،لإثبات حقهم الموهوم في فلسطين ،مستندين على أنها أرض الميعاد،وأن الهيكل المزعوم الذي بناه نبي الله سليمان موجود تحت المسجد الأقصى ،ولذلك فإنهم يعملون على هدمه من خلال الحفريات المتواصلة تحته ومن حوله.
أكد هؤلاء الباحثون أن الصهاينة إستعاروا جغرافيا جزيرة العرب وخاصة عسير ،وطبقوها في فلسطين لتمرير أساطيرهم المتخيلة بأن لهم حقا في فلسطين ،ولذلك أطلقوا العديد من أسماء الأمكنة الموجودة في جزيرة العرب على مواقع في فلسطين،وبنوا على ذلك أكايب لا حصر لها.
ينحصر موضوعنا اليوم في الهيكل المزعوم،فهم وعن تصميم سابق وقصد متعمد ولأهداف سياسية بحتة،يصرون على أن هيكل سليمان المزعوم موجود أسفل المسجد الأقصى ،وأن هذا هو سر تمسكهم بالقدس ،رغم إنقضاء أكثر من مئة عام على حفرياتهم في القدس، للعثور ولو على شحفة فخار تدل عليهم في القدس ،بشهادة كبير خبراء الآثار العالميين اليهودي الإسرائيلي فرانكشتاين ،الذي أدلى بهذا الإعتراف علانية ومكتوبا ضمن ورقة بحث علمية محكمة.
لا يمتلك الصهاينة أي دليل على وجود هيكل سليمان في القدس سوى الهرطقة والقوة وضعف الآخر ،سواء كنا نحن أم الغرب المتصهين الذي تمطينا الصهيونية بالطريقة التي تريحها،ومع ذلك وجه أحفاد بني إسرائيل الحقيقيين “السامريون”،الذين يعيشون منذ زمن بسلام وأمن في مدينة نابلس الفلسطينية، أن هيكل سليمان موجود عندهم في جبل جرزيم بنابلس حيث يقيمون،ولا وجود له في القدس أو تحت المسجد الأقصى ،وهذه واحدة.
أما الضربة الثانية للأكاذيب والأباطيل الصهيونية فهي أن هناك من يقول أن الهيكل موجود في مصر،فبحسب أستاذ التلمود والعهد القديم في جامعة أسيوط د.إيمان الطيب فإن الهيكل موجود في مصر ،وان المصريين القدماء هم الذين بنوه لإستعانة نبي الله سليمان بهم ،ويطلق عليه بيت الرب ،وأكدت عدم وجود أي إشارة في التوراة الحقيقية تتعلق بالهيكل ،لأن الطقوس الدينية إبان عهد النبي موسى كانت تؤدى في خيمة الإجتماع التي يقيمها اليهود أينما يرتحلون.
أما الباحث المصري د.عبد الرحيم الريحان فيؤكد أيضا عدم وجود الهيكل تحت المسجد الأقصى ،ويجمع على ذلك العديد من الباحثين وعلماء الآثار العالميين ،أمثال العالمة البريطانية كاثلين كينون التي طردها الصهاينة من فلسطين بعد الإعلان عن كشفها هذا.
لمذا البحث عن هيكل سليمان تحت المسجد الأصى؟سؤال جوهري والإجابة عليه تفضحها التطورات الجارية في العالم بتوجيه من الماسونية ،فهم ومنذ ثلاثة آلاف عام وبحجة بحثهم عن الهيكل ،يعملون على تدمير وهدم كل ما بناه المسيحيون والمسلمون من بيوت لعبادة الله ،حتى يبقى أي أثر لغير اليهودية وخاصة في مدينة القدس التي ينظرون إليها ككنز سياسي أكثر منه ديني.
وبحسب أساطيرهم فإنهم يبحثون أيضا عن النار المقدسة التي كانت في هيكل سليمان ،وكانوا يحملونها معهم ويشوون بها القرابين التي يقدمونها للرب،وهذا يعني أنهم ومن خلال حفرياتهم يبحثون عن النار المقدسة التي فقدوها إلى الأبد وليس عن الهيكل ،لإعتقادهم ان الله لا يتقبل القرابين غير المشوية.
الهيكل موجود في اليمن،هذا خلاصة أبحاث تاريخية قام بها عالم الآثار العراقي فاضل الربيعي في كتابه بعنوان”فلسطين المتخيلة”،وأن أرض التوراة الحقيقية هي أرض سراة اليمن،كما أوضح الهمداني في كتابه “الإكليل وصفة جزيرة العرب”،وتوصل الربيعي إلى ان فلسطين التوراتية موجودة إما في شرق اليمن أو في نجران.
مجمل القول أن أحبار يهود والصهيونية ينظرون إلى الموضوع برمته بعيدا عن الهدف الديني الرباني البحت ،بل يرون فيه مشروعا إستغلاليا للتحكم في العالم بسبب موقع فلسطين الإستراتيجي.
يتضح من البحث في أدبياتهم أن مستدمرة إسرائيل تستهدف أحد عشر دولة عربية في سبيل إقامة مملكتها التوراتية على أنقاض تلك الدول وهي:فلسطين التي سيبنى على أرضها هيكل سليمان المزعوم بعد هدم المسجد الأقصى كما يخططون،ويأتي العراق في الترتيب الثاني في هذه القائمة لأن تدمير بابل يعد احد شروط بناء الهيكل،وحدث ذلك في العام 2003 بعد احتلال العراق ،والآن يتم السيطرة على الفرات كليا من سوريا الي العراق،ومن يستعرض أهم أسفار التوراة ولتلمود، يدرك تماما الطبيعة العقائدية للحرب على العراق.
الدولة الثالثة التي تتضمنها تلك القائمة هي مصر للحصول على النيل، وقد ورد في العهد القديم الإصحاح 15/18: “لقد منحت ذرياتكم هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”.،وتأتي تونس في الترتيب الرابع ، حيث يرتبط تاريخ تونس وفق التفكير التلمودي بعدة أحداث أهمها مسح النبي المقاتل يوشع بن نون في تونس،وهو رمز لانتصار اليهود وسيادتهم عسكريا ودينيا.
الدولة الخامسة هي اليمن كونها الدولة العربية الوحيدة التي نشأت فيها مملكة يهودية فعليا، وترتبط ضمن الفكر التوراتي بقصة بلقيس وسليمان المعروفة،فيما تحتل ليبيا المرتبة السادسة،وقد أشارت التفاسير التلمودية الي ضرورة قتل 144 ألف قتيل انتقاما من غزاة مملكة يهوذا،ويحتل لبنان المرتبة السابعة لأنهم يعدونه
شمعة المركز في الشمعدان اليهودي كما جاء في سفر يشوع: “من البرية ولبنان إلى النهر الكبير نهر الفرات يكون تخمكم”.
الدولة الثامنة هي سوريا التي تعد من أهم دول الهيكل التي وجب تدميرها وهذا ما جاء في سفر أشعيا، حتي ان هناك نبوءة توراتية بزوال دمشق وتحولها الي كومة ردم،وهذا ما يفسر إستمرار الحرب الأهلية العبثية في سوريا حتى يومنا هذا وتغذيتها بكل ما يلزم لتحقيق أهدافهم،وتأتي بلاد الحرمين الشريفين في الرتبة التاسعة،والأردن في المرتبة العاشرة، ومنها تنطلق طقوس العودة وبناء الهيكل.
أما الدولة الحادية عشرة فهي السودان ، حيث يرتبط تقسيم السودان بهدايا الى الرب في جبل صهيون،وتكاد الترجمات التفسيرية لهذه النصوص تجمع على أن أرض “كوش” هي أرض السودان ،وأن جنود الرب الجُرْد طوال القامة هم شعب جنوب السودان، لذلك توالي المدد المادي والمعنوي خفياً وجلياً لهذا الشعب من قِبَل أمريكا واليهود،وإستنادا إلى ما تقدم فإن ما شهدناه في منطقتنا العربية المستباحة من ثورات موجهة وقلاقل وتقسيم وحروب ،إنما كان تنفيذا لمخططاتهم السوداء،ناهيك عن أن مشروع قناة السويس الجديدة التي أمر التسي تسي بتنفيذها ،تعد حجر الأساس في هذه المخططات والأهداف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى