أحدث الأخبارشؤون امريكية

واشنطن تحت وطأة الانقلاب الفاشل وامريكا تتآكل من الداخل..!

مجلة تحليلات العصر - محمد صادق الحسيني

لم يعد هناك اي مجال للشك والترديد او الارتياب بان ما كان يدعيه الامريكيون بان ديمقراطيتهم هي نهاية التاريخ كما ادعى وزعم منظرهم فوكوياما ، باتت اليوم على شفير الهاوية وذاهبة لتأخذ امريكا الى الخراب الشامل..!
وما جرى في واشنطن قبل ايام من احداث عنف دامية دليل وبرهان قاطع لا يقبل الدحض او النقص..!
والذي اكد فيما اكد اشتراك شخص الرئيس الامريكي المنتهية ولايته في كل ما جرى من خراب…!
وفي هذا السياق فقد اكدت مصادر واسعة الاطلاع من مراكز صنع القرار الامريكي بان الرئيس الامريكي دونالد ترامب قاد كل عمليات التطاهر والتمرد الاخيرة في واشنطن من خلال غرفة عمليات مخصصة لهذا الغرض كانت تضمه مع بعض من افراد عائلته وعدد من رهطه( الامن الخاص لديه تقارير مصورة عن ذلك)والذي يثبت ان ترامب هو شخصياً كان متورطاً بعملية قيادة الجموع المقتحمة لمجمع الكاپيتول هيل في اطار عملية انقلابية كانت تهدف الى ما يلي:
١- منع الكونغرس من التصديق على انتخاب بايدن.
٢- حرق الكونغرس بعد العبث بكل محتوياته
٣- اخذ رهائن من مجلسي النواب والشيوخ وتعطيل الكونغرس لفترة طويلة بهدف ضمان بقائه في البيت الابيض.
٤- ان جهاز الشرطة التابع للكونغرس متورط بادخال المقتحمين.
هذا وقد ثبت من خلال التحقيقات الاولية بان كلاً من بن سلمان وبن زايد متورطين بضخ اموال لترامب وانصاره لعمل هذه الفوضى في الكونجرس وفي الشارع الامريكي لجر الشعب الامريكي الى مربع الصراع ومربع العنف.
ويبدو ان هذه المعلومات كامت متوفرة لدى قيادة الحزب الديمقراطي والسيدة نانسي بيلوسي بشكل خاص والتي تعتبر من الرموز المخابراتية من الوزن الثقيل .
وهذا الامر بالذات هو الذي دفع رئيسة المجلس الى اتخاذ اجراءات سريعة كانت مأخوذة بعين الاعتبار سلفاً حيث تم اخذ كافة الاعضاء في المجلسين الى قاعات آمنة ومن ثم قامت بالاتصال العاجل بالخدمة السرية للبيت الابيض وهي قوة تعتبر تابعة للقوة الخفية التي تحمي امريكا الدولة القوية وكذلك بال Fbi وسائر القوى القوى المعنية فقامت بتطويق كل المربع الخاص بالكونغرس والبلغة مساحته نحو ١٣ هكتار واقتحامه واخلاء القاعات من الرعاع والمتمردين من جماعة ترامب بمهنية عالية جدا واعادة الاوضاع الى ما قبل الاقتحام في مدة لم تتجاوز ٤ ساعات..!
تصاعد التوتر داخل مباني الكاپيتول وخوف الدولة العميقة من انفلات الوضع وانتقاله الى سائر الولايات وهو ما كان يتمناه ترامب هو الذي دفع بالدولة العميقة بالعمل سريعاً لانقاذ العاصمة واشنطن من خلال الدفع بقوات دعم امنية وصلت اليها من فرجينيا ونيوجيرسي وميريلاند .. ولما اشتد الوطيس وصار الخطر اكبر دخلت قوات “الخدمة السرية” الخاصة على الخط فوراً وهي القوة التي تشكلت في العام ١٨٦٥ بعد انتهاء الحرب الاهلية الامريكية والتابعة لوزارة الامن الداخلي، والمكلفة بحماية كبار الشخصيات والرؤساء، وذات المهمات الخاصة في الملمات لتطلب من ترامب التوقف فوراً عن مغامرته والقيام بتسجيل صوتي -وليس الظهور الحر على التلفزيون- لسحب جماعاته فوراً تحت طائلة التهديد بالعقاب الصارم ، مجبرة اياه على القيام بالمهمة فور انتهاء خطاب الرئيس المنتخب جو بايدن دون تأخير( والذي طلب منه ايضاً للخروج بخطابه الى الراي العام لنفس الغرض)…!
وهكذا رضخ ترامب للامر وقرر التراجع مكرهاً ، فشل الانقلاب..!
هذا السيناريو الترامبي والسيناريو المضاد الذي قضى على التمرد واحبط الانقلاب في واشنطن العاصمة لن يمر بشكل عادي على الحياة السياسية الامريكية ، بل ان تداعياته خطيرة جداً وهي التي ربما ستجعل امريكا توضع على جادة اما الحرب الاهلية واما التآكل من الداخل والانهيار رويداً رويداً…!
ما حصل ليلة الانقلاب الفاشل لم يكن ابن ليلته ، بل هو تراكم فعل وفعل مضاد لفساد النظام السياسي الحاكم في الولايات المتحدة الامريكية …!
امريكا بانت على حقيقتها ديمقراطية فاسلة وهشة وكاذبة ..!
انها اعجاز نخل خاوية وهشيم تذروه الرياح.
بعدنا طيبين قولوا الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى