أحدث الأخبارالعراقشؤون امريكيةمحور المقاومة

واشنطن تدفع بغداد نحو هاوية الإرهاب

مجلة تحليلات العصر الدولية

الكاظمي “يُربّي” أبناء عناصر داعش القتلى في “وكر الجدعة”
المراقب العراقي/ المحرر السياسي…
بينما ينشغل الرأي العام العراقي بالصدام الذي افتعلته الحكومة مع هيأة الحشد الشعبي في بغداد، بعد واقعة الاعتقال الغامضة التي تعرض لها القائد في الهيأة قاسم مصلح، يتحرّك الكاظمي بخفّة لإقحام مقاتلي الحشد وفصائل المقاومة الإسلامية، في معركة إرهابية طاحنة يجري التحضير لها في غرف أميركية مغلقة.
وفي مخيم الجدعة الواقع على مقربة من ناحية القيارة (60 كم جنوب الموصل)، عادت قرابة 100 أسرة، كانت تعيش فيما مضى داخل مخيم مترامي الأطراف في سوريا لأنصار وأسر عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما أثار مخاوف عراقية جمّة.
وحظيت عملية إدخال عوائل داعش إلى العراق، بموافقة حكومية ومباركة أميركية، في موقف يعزوه خبراء عسكريون إلى وجود مساعٍ لإعادة إحياء مشروع داعش في العراق مجدداً، عبر خلق جيل إرهابي جديد يضم أبناء عناصر التنظيم الإرهابي الذين قتلوا خلال المعارك الضارية.
ودخلت الحافلات التي تنقل تلك الأسر إلى مخيم الجدعة، قدوماً من مخيم الهول شمال شرقي سوريا، والتي كانت تعيش فيه منذ أوائل عام 2019 بعد الهزيمة العسكرية للتنظيم الإرهابي الذي خسر فيها آخر الأراضي التي سيطر عليها.
ووفقاً لإحصائيات نشرت مؤخراً، فإن مخيم الهول يُؤوي ما يقرب من 70 ألف شخص، ونصف من الذين يعيشون في المخيم المترامي الأطراف هم من العراقيين، ويتم إيواء حوالي 10 آلاف أجنبي في مبنى إضافي آمن بالمخيم، ولا يزال الكثير منهم من أشد المؤيدين لتنظيم “داعش”.
من جانبه يقول المختص بالشأن الأمني معتز محي لـ”المراقب العراقي”، إن “وجود عوائل داعش داخل مخيم الجدعة في مدينة الموصل يمثل قنبلة موقوتة”، لافتاً إلى أنه “كان هناك اتفاق بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمجيء هذه العوائل الداعشية دون أخذ الاحتياطات الكاملة حول جنسياتهم”.
ويحذر محي من “الفكر الذي تؤمن به عوائل داعش وتداعياته على وجودها في مناطق سهل نينوى التي تمتاز بتنوعها الديني والمذهبي فضلاً عن تواجد الأقليات”، معتقداً بأن “مخيم الجدعة قد يكون بؤرة لتفريخ إرهابيين بمستوى داعش”.
وينوه محي إلى أن “العوائل الداعشية التي نقلت من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة في الموصل، كانت ضمن وجبة أولى سوف تتبعها وجبات أخرى لنقل المتبقين هناك”.
وعن الاتهامات التي يواجهها الكاظمي بمحاولة خلق صدام جديد مع الحشد الشعبي، من خلال إحياء داعش في الموصل، يقول محي إن “وجود العوائل الداعشية التي تحظى بحماية من القوات الأميركية، سوف يخلق مشكلات في المناطق المحررة من قبل الحشد، كما أنها تنذر بحدوث استفزازات أميركية للمقاتلين العراقيين المرابطين في مواقعهم الأمنية”.
وسلطت الأنباء المتداولة خلال الأيام الماضية بين العراقيين في الموصل عن هروب عائلات عراقية عائدة من مخيم الهول في سوريا، الأضواء مجدداً على صعوبة تقبل العديد من هؤلاء العائدين في المجتمع العراقي، نظراً للمخاوف المتعلقة بالمخاطر الأمنية، وارتباطهم بفكر داعش الذي روع العراق وسوريا على السواء لسنوات.
فقد أثارت ولا تزال عودة عشرات العائلات التي يشتبه بارتباطها بالتنظيم الإرهابي مخاوف في صفوف سكان الموصل، وتسببت في رفض تام لإعادتهم، لاسيما أن ذكرى فظائع الدواعش لا تزال ماثلة في الأذهان.
ولاقت عودة هؤلاء رفضاً من قبل شريحة كبيرة في نينوى منها مسؤولون وبرلمانيون اعتبروهم بمثابة “قنابل موقوتة” ستزيد من المخاطر الأمنية في المحافظة. كما حذروا من احتمال وقوع عمليات انتقام من قبل المتضررين من داعش، ما قد يسبب فوضى جديدة بالمدينة هي في غنى عنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى