أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

واصبح دين الدولة: داعش! دكاترة بلا شهادة متوسطة!

مجلة تحليلات العصر الدولية - عامر بدر حسون

في العام 2017 وضعت كتيبا للشباب يوضح طبيعة داعش والحجج التي يستخدمها لاغرائهم بالانتماء اليه.
وقد اعجب رئيس بعثة يونامي بالكتيب واهدافه وقال انه يجب ان يوزع مجانا وعلى اوسع نطاق في المناطق السنية التي تم تحريرها وفي غيرها ايضا. فأخبرته ان هذا الكتاب سيلقى قبولا من شباب الغربية اذا وزع عليهم من قبل الوقف السني وليس من الجيش او الحشد..
وبعد جهود بذلتها مع الوقف لم احصل الا على التسويف، فأخبرت رئيس البعثة وقال انه سيزور رئيس الوقف السني عبد اللطيف الهميم ويدفعه لتبني هذا المشروع. وهو فعل لكن الامر معي بقي كما هو.
وذات ليلة اخذتني سيدة محترمة (نائبة في البرلمان ومن جماعة الهميم) وكانت متحمسة للكتيب، الى بيته في المنطقة الخضراء، وتحدثنا عن الكتيب فنادى مرافقيه وسلمهم الكتيب مع توصية بإعداد دراسة عاجلة عنه وتقديمها له خلال يومين او ثلاثة.
*
وبدات اتصالاتي التلفونية ومراجعاتي للوقف السني وكانت كلها، طيلة اسابيع، دون جدوى.. الى ان اخبرني سرا احد الموظفين هناك انني اضيع وقتي مع الهميم لأنه هو من ساهم بوضع مناهج الحملة الايمانية لصدام حسين ولا يعقل ان يوافق على كتاب يخرب شغله!
وهكذا طويت صفحة الوقف السني وما يمكن ان يفعله مع داعش.
لكن الامر اصبح اسوأ بعد القضاء على دولة داعش.
فبعد القضاء على الدولة احتفظ الوقف السني بخطبائه الذين اشتغلوا مع داعش وكتبت اكثر من مرة متسائلا عما ينوي الوقف فعله معهم؟ فوجدت انه ثبتهم مع بعض “النصائح”.
وامام خطب اكثرهم الداعشية (والتي تنتهي بالدعاء على الشيعة صراحة وقد استمعت الى احداها واستمعت الى شكاوى بعض رواد الجوامع من هؤلاء الخطباء) كتبت ادعو لاعتماد خطبة موحدة يحددها الوقف السني.. ولكن دون جدوى. وبقيت المناطق السنية تستمع للخطاب الذي دمر حياتهم وقتل شبابهم حتى الان.
*
وبدات جولة اخرى مع وزارة التربية في محاولة لإقناعهم بقبول ملايين النسخ من الكتيب وتوزيعها للطلبة دون ان تدفع الوزارة شيئا، لكنهم رفضوا بعد جولات مضنية لان “علمائهم” كانوا مثل علماء الوقف السني: دواعش وان لم ينتموا!
ليس هذا اتهاما على الاطلاق.. فهذا هو دين الدولة الرسمي منذ الحملة الايمانية في 1993.
*
ففي الحملة الايمانية قرر صدام ان من يحمل شهادة من الجامع في منهاج الحملة الايمانية (كتاب ابن تيمية “منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية”) وفي بعض دروس القران الكريم، يعتبر حاملا لشهادة بكالوريوس بغض النظر عن حصوله على شهادة الاعدادية وحتى المتوسطة!
وانطلق خريجو اغرب جامعة في غزوة الى دوائر الدولة للتعيين فيها كحملة شهادات جامعية واحتلوا مراكزهم المؤثرة فيها.. وما زالوا!
كانت تلك اول خطوة بعثية لتاسيس دولة دينية بتقاليد داعشية بعد ان قال صدام حسين ان على حزب البعث ان يعلن الانتماء للدين.
*
لكن هذه لم تكن النهاية.. فقد بقي قسم من هؤلاء الخريجين دون تعيين لإزدحام الدوائر بالآلاف منهم.
فماذا فعل من لم يحصل على الشهادة المتوسطة؟
لقد توجهوا للدراسات العليا!
وهكذا سجلوا في كلية الامام الاعظم وفي كلية الشريعة وغيرهما من الجامعات واصبح عندنا دكاترة بلا شهادات اولية.
هؤلاء احتلوا بحكم شهاداتهم اخطر المراكز في الدولة وهم وقفوا وسيقفون في وجه اي تغيير في المفهوم الداعشي للدين!
*
اردت من هذا وما سيليه ان اوضح ان البعث في حملته الايمانية صار حزبا يخرّج رفاق ومشايخ يتحدثون عن الصفويين والصليبيين والكفار بدلا من الحديث عن الوحدة والحرية والاشتراكية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى