أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

ورقة بحثية بعنوان : (الأضرار التي خلفها العدوان السعودي الأمريكي على أطفال اليمن)

مجلة تحليلات العصر الدولية - فاطمة حسين

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على محمد وآله وأصحابه المنتجبين أما بعد:

الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وأحيي الجميع كلاً بسمه وصفته ، ويشرفني ويسعدني أن أشارك في هذا المؤتمر العلمي الذي نتمنى أن يكون له صدى واسع على مستوى العالم ، والشكر الجزيل لكل من ساهم في إقامته وإنجاحه.

الحروب لا تدمر البلدان والمدن فحسب، لكنها تدمر النفوس أيضاً، حقيقة مؤلمة تلخص الواقع المرير الذي يعيشه أطفال اليمن، وما خلّفته سنوات الحرب والعدوان السعودي الأمريكي الظالم من آثار كارثية على حياتهم ونفسياتهم، وهذا هو الدارج في كل الحروب الكونية، لكنه في اليمن أكثر بشاعة ومأساوية، في ظل صمت دولي مُخجل.

فالعدوان البربري الغاشم لم يرعى حُرمة لشيء، ولم يكتفِ بتدمير اليمن من مؤسسات وبنية تحتية، وقتل اليمنيين بلا رحمة بدون تفريق بين مدني أعزل وطفل وامرأة وشيخ طاعن في السن، وحرق الحجر والشجر، بل وأمعن في تدمير نفوس وأحلام أطفال اليمن، الذين لا يعرفون الحقد والكراهية، ولا يعلمون لماذا دُمِرت بيوتهم، وقُتل أحبتهم، وشُردوا في الفيافي والقفار .

فمنذ انطلاق العدوان الغاشم مارس 2015 بلغ عدد الشهداء من الأطفال أكثر من 3825 شهيدا و4157 جريحا ، كما بلغ عدد الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة 5559 إصابة ، كما سجلت الحالات المصابة بالأورام السرطانية بين أوساط الأطفال 71 ألف إصابة منذ بدء العدوان على اليمن تضاف إليها 9 ألآف حالة سنويا ، كما يعاني أكثر من 3 مليون من سوء التغذية فيما يموت أكثر من 300 طفل يوميا ، بالإضافة إلى أكثر من 3000 ألآف طفل يعانون من تشوهات خلقية ، كما أنّ إغلاق مطار صنعاء منع أكثر من 30 ألف طفل مصابين بأمراض مزمنة مختلفة من السفر للعلاج في الخارج.

في الجانب التعليمي أصبح الوضع التعليمي للأطفال صعبا للغاية وألحق العدوان دمارا واسعا بنظام البلاد التعليمي الهش أصلا، ولم يعد من الممكن استخدام مدرسة واحدة من كل خمس مدارس، حيث إشارات تقارير دولية إلى وجود مليوني طفل خارج المدارس بما في ذلك ما يقارب نصف مليون تسربوا من الدراسة منذ بدء العدوان . كما بات تعليم أكثر من 3 مليون طفل على المحك.

وعن الأضرار النفسية للعدوان السعودي الأمريكي على أطفال اليمن ومالها من آثار سلبية اقتصاديا ، واجتماعيا ، وسياسيا ، ونفسيا ، يعاني منها الأطفال عندما يشاهدون الأشلاء والدماء والخراب والدمار ، وسماعهم أصوات الطائرات والانفجارات ، تسبب اضطرابات وأمراض نفسية وعصبية، حيث يقول علماء النفس أن آثارها ستبقى لفترات طويلة حتى لو انتهت الحرب، بما لذلك من تبعات خطيرة على حاضر اليمن ومستقبل أجياله، في جريمة ممنهجة ومتعمَّدة ستظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والطفولة بوجه خاص لسنوات قادمة.

هذه الاثار النفسية للأسف سوف تكون لها تداعيات مستقبلية على الأطفال، وحتى البالغين: وستمتد لعدة سنوات، حتى بعد توقف الحرب، وبعضهم سيظل يعاني طوال حياته، خاصة مع استمرار الحرب، والتوقع بارتفاع عدد الحالات نتيجة ذلك.

وفي ظل استمرار العدوان والحصار الجائر تشير العديد من التقارير الدولية إلى أن الوضع التغذوي للأطفال في اليمن يواجه بصورة متزايدة مخاطر التعرض لتبعات وخيمة في مختلف المراحل العمرية ،حيث وصلت معدلات سوء التغذية الحاد في الوقت الراهن إلى مستويات بالغة الخطورة في كافة أرجاء البلاد، إذ يتناول 15% فقط من الأطفال الحد الأدنى المقبول من الغذاء الذي يحتاجونه لأجل بقائهم على قيد الحياة ونموهم وتنميتهم، حيث يُقدر عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد بحوالي مليوني حالة ممن هم دون الخامسة، منهم 360,000 طفلاً مصاباً بسوء التغذية الحاد الوخيم .

بعد يوم واحد سوف يحتفل الأطفال في سائر بلدان العالم باليوم العالمي للطفولة الـ20 من نوفمبر، بينما يأتي هذا اليوم على أطفال اليمن وهم يعيشون أوضاعاً مأساوية صعبة وحياة قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة جراء عدوان غاشم انتهك حقوقهم ونال من طفولتهم، فيما الصمت لازال عنوان المنظمات التي تدعي حقوق الطفل والإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى