أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

وزيرة دنماركية سابقة: انتماؤنا الأكبر مع الأوكرانيين هو الذي يجعلنا نفضّلهم على باقي اللاجئين!

Inger Støjberg

 

تحت عنوان نفضل مساعدة الأوكرانيين!، نشرت Inger Støjberg وزيرة الاندماج الدنماركية* السابقة مقالاً لها في صحيفة يومية دنماركية شهيرة، وأدناه أهم ما جاء في المقال:

لنكن صادقين بشأن حقيقة أننا نفضّل مساعدة اللاجئين الأوكرانيين على الصوماليين والفلسطينيين.
حتى الآن تمكن السياسيون من تغليف الحقيقة بورق هدايا لامع ووضع عنوان “المنطقة المجاورة” على العلبة. لا أحد يجرؤ على قول الحقيقة كما هي، أي ان الأوكرانيين يشبهوننا ولأنهم مسيحيون بالدرجة الأولى.
إن استعدادي للمساعدة في تدفق اللاجئين الأوكرانيين عظيم للغاية، إنه أكبر بكثير مما هو عليه في حالة العديد من اللاجئين والمهاجرين الآخرين، وذلك لأنني أرى انتماءً أكبر مع الأوكرانيين مما هو عليه الحال على سبيل المثال مع الفلسطينيين والصوماليين.
من الواضح أنني لست الوحيدة التي تشعر بهذه الطريقة، لأن الكثير من الدنماركيين على استعداد للمساعدة. يفعل السياسيون من جميع الأحزاب البرلمان الشيء نفسه. لكن من غير النزيه أن يبرر أعضاء البرلمان كرمهم على أساس أن أوكرانيا “منطقة مجاورة”!
من الناحية الجغرافية فأن تسمية أوكرانيا “منطقة مجاورة” هي معلومة مضللة. نحن نعيش في “المنطقة المجاورة” للمنطقة المجاورة للحرب في أوكرانيا (وأعني بولندا).
يبدو أنه من الأجمل تبرير حقيقة أننا نتحدث عن “منطقة مجاورة” بدلاً من تقديم تفسير حقيقي: أن الأوكرانيين يشبهوننا كثيرًا وبالتالي نشعر بالتزام أكبر لمساعدتهم وفي نفس الوقت لدينا رغبة أكبر.
يجب أن نقول الحقيقة كما هي: ليس لدينا فقط تشابه أكبر بكثير مع الأوكرانيين بل نحن أكثر ثقة تجاههم بالمقارنة – على سبيل المثال – مع الفلسطينيين والصوماليين.
أوكرانيا دولة ديمقراطية ويمكننا جميعًا أن نرى كيف يقاتلون بضراوة من أجل حريتهم. تعد الديمقراطية أمرًا جديدًا نسبيًا في أوكرانيا لكن الأوكرانيين مستعدون حاليًا للتضحية بأرواحهم من أجلها.
ثانيًا؛ معظم الأوكرانيين مسيحيون. هناك فرق بين قبول 20.000 مسلم في الدنمارك أو قبول 20.000 مسيحي. ببساطة لا توجد نفس المتاعب والمناقشات الدائمة حول ما إذا كان عليهم أو علينا التكيف.
ثالثًا؛ هناك انطباع كبير بأن الرجال الأوكرانيين يبقون في الخلف ويقاتلون في المعركة بينما يرسلون نساءهم وأطفالهم إلى بر الأمان. إنه لأمر مفجع أن نرى كيف انفصلت العائلات في محطات القطار وعلى الحدود مع بولندا. إن رؤية كيف الرجال أبطال في الكفاح من أجل حرية بلادهم يدخل مباشرة إلى القلب.
في المقابل فإن تدفقات اللاجئين التي شهدناها حتى الآن من الشرق الأوسط وأفريقيا تتميز بدقة بأنها في الاتجاه المعاكس تمامًا، حيث الرجال هنا هم أول من يسافر إلى الدنمارك وبقية أوروبا، بينما تُترك النساء والأطفال في مخيمات اللاجئين حيث عاشوا في كثير من الحالات حياة بائسة.
===
– (منقول بتصرّف).
(*) شغلت منصب وزيرة “الأجانب والاندماج” في الحكومة السابقة للفترة من 2015 – 2019، وطوردت في عهد الحكومة الحالية قضائيا في قضايا عدة تخص إصدارها قرارات جائرة بحق اللاجئين والمهاجرين، وكانت متشددة جداً إزاء منح الإقامات وقرارات “لمّ شمل العوائل” للّاجئين من دول الشرق الأوسط، وأثناء توليها المنصب شدّدت الى أقصى حدّ إجراءات وقرارات منح الجنسية الدنماركية، وأشهر ملف قضائي أطاح بمستقبلها السياسي هو تجريمها بشأن قرار اتخذته فور توليها المنصب المذكور بفصل الأزواج من طالبي اللجوء (في مراكز الاستقبال) الذين يقل عمر أحدهما عن 18 عاماً بذريعة ان هذا الزواج قسري ومخالف للقوانين الدنماركية (القضية كسبها شاب سورى لاجئ تم فصل زوجته عنه)! وتقضي حالياً عقوبة (السجن) في منزلها باستخدام سوار الكاحل لمدة ثلاثة شهور مع عقوبة مادية!
وإثر قرار المحكمة ضدها نجح نواب برلمانيون بإصدار قرار برلماني بطردها من البرلمان، ومن ثم تنصل عنها حزبها وعزلها (سمتها هي استقالة)، وتعمل الآن كاتبة مقالات في صحيفة يومية!
– للاطلاع على المقال الأصلي بالدنماركية:
https://bit.ly/3Dyowki

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى