أحدث الأخبارايرانشؤون آسيويةمحور المقاومة

وزير خارجيّة تل أبيب قَلِقٌ من تقارب الجزائر مع إيران.. فليَشرَب من البحر.. فمتى كان الانضِمام إلى محور المُقاومة وفي زمنِ انتِصاراته الخِيار الخطأ؟

مجلة تحليلات العصر الدولية / ذمار نيوز

انضَمّ يائير لابيد وزير الخارجيّة الاسرئيلي إلى الحملة التي تشن حاليًّا من أكثر من جهةٍ ضدّ الجزائر، حيث استغلّ مُؤتمره الصّحافي الذي عقده في الرباط في ختام زيارته للمغرب للإعراب عن قلقه من دورها في المِنطقة، وتقاربها مع إيران.

إنّها قمّة الوقاحة والصِّلف، فالوزير الإسرائيلي بمِثل هذا التّصريح يُريد أن يُحَدِّد لدولة الجزائر سياستها الخارجيّة، ومع منّ تتقارب أو تتباعد في المنطقة، وتضع مصالح دولته الغاصبة العُنصريّة على قمّة أولويّاتها حتى تتجنّب قلقها أو غضبها، وكأنّ الجزائر جمهورية موز، أو مُستَعمرة تُدار شُؤونها بالرّوموت كونترول من تل أبيب.

فإذا كانت الجزائر لا تتقارب مع إيران التي تُشَكِّل مواقفها السياسيّة، وترسانتها العسكريّة، وأذرعها الجهاديّة العسكريّة، ومحور المُقاومة الذي تتزعّمه تهديدًا وجوديًّا لدولة الاحتِلال الإسرائيلي وغطرستها وارتِكابها جرائم حرب ضدّ الشّعب الفِلسطيني فمع من تتقارب إذًا؟
*

ما يُثير غضب وزير الخارجيّة الإسرائيليّة ودولته من الجزائر، ويجعله يضعها على قمّة قائمة الاستِهداف السّياسي التّآمري والعَسكري عدّة أُمور:

الأوّل: خُروجها، أيّ الجزائر، من حالة الشّلل الذي غرقت فيها طِوال العشرين عامًا الماضية، بسبب العجز الصحّي لرئيسها السّابق عبد العزيز بوتفليقة، وانشِغالها بفتنة العشريّة السّوداء، والبَدء في السّير على طريق التّعافي واستِعادة دورها القِيادي في المِنطقة الشّرق أوسطيّة والقارّة الإفريقيّة.

الثّاني: قيادتها حملة دبلوماسيّة شرسة لإلغاء عُضويّة “المُراقب” لدولة الاحتِلال الإسرائيلي في الاتّحاد الإفريقي، وطردها من القارّة الإفريقيّة، والنّجاح الكبير الذي حقّقته في هذا الصّدد وتَمثَّل في انضِمام 14 دولة إفريقيّة إليها، وعلى رأسها جنوب إفريقيا حتّى الآن.

الثّالث: إصرارها على عودة سورية إلى جامعة الدّول العربيّة، واستِعادة مقعدها فيها، ومُشاركتها بالتّالي في القمّة العربيّة القادمة التي من المُفتَرض أن تُعقَد في الجزائر العاصمة في الأشهر القليلة المُقبلة.

الرّابع: امتِلاك الجزائر جيشًا قويًّا مُجَهَّزًا بالأسلحة المُتقدّمة جدًّا، مِثل طائرات “سوخوي” ومنظومات صواريخ “إس 400” الروسيّة المُتطوّرة، ووقوفها في خندق المُقاومة الفِلسطينيّة ضدّ الاحتِلال الإسرائيلي.

الخامس: إعادة ترتيب البيت الجزائري من الدّاخل، وإحياء مُؤسّسات الدّولة التنفيذيّة، والقضائيّة والتشريعيّة، ومُحاربة الفساد بشَراسةٍ، وتقديم مُعظم، إن لم يكون، كُل رُموزه، إلى العدالة، ومُحاولة استِعادة أموال الشّعب الجزائري المَنهوبة بكُلّ الطّرق والوسائل القانونيّة المَشروعة.

السّادس: مُقاومة كُلّ أوكار الفتن الداخليّة، الطائفيّة والعِرقيّة والمناطقيّة، انتصارًا للوحدة الوطنيّة وتجنيبًا للبِلاد الخطَر الأكبر والمُدَمِّر في هذا الصَّدد.
*

ما لا يُدركه الوزير الإسرائيلي لبيد أنّ وجود الجزائر في محور المُقاومة الذي لم تُغادره مُطلَقًا، هو الخِيار الصّحيح لأنّ هذا المحور يُحَقِّق انتِصارات عُظمى في قطاع غزّة، وجنوب لبنان، وفي اليمن على التّحالف الإسرائيلي الأمريكي المُضاد، ولعَلّ الانتِصار الكبير في حرب السُّفُن هو أحد الأمثلة، والقادِمُ أعظم.

إسرائيل اليوم ترتعد خَوفًا ورُعبًا من صواريخ المُقاومة، وتَضرِب صواريخ طائراتها الأراضي المفتوحة الجرداء في جنوب لبنان وقطاع غزّة خَوفًا من الرَّد السّاحق، وتعترف علنًا بفشل قُبَبها الحديديّة، وتهرع لأمريكا في كُل جولة مُواجهة طلبًا للتَّدخُّل لوقف إطلاق النّار، والمَزيد من المِليارات والصّواريخ تَعويضًا للخسائر.

الأخطر من ذلك أنّ أمريكا الدّاعم الأكبر “لإسرائيل” والحامِي لها، تُعاني حاليًّا من هَزيمةٍ كُبرى في أفغانستان على أيدي الطالبان وتُهَروِل مُنسَحِبَةَ بعد خسارتها ترليونيّ ونِصف ترليون دولار، و3500 قتيل و20 ألف جريح، في تِكرارٍ مُهين وبَشِع للمشهد الفيتنامي حيث تتخلّى عن أيتامها في أفغانستان، وخاصّةً حُكومة أشرف غني، وأكثر من 300 ألف من أفراد جيشه الذي أنفقت أمريكا 160 مِليار دولار على تدريبه وتسليحه وينهار مِثل بيت العنكبوت.

اليوم هزيمة لأمريكا في أفغانستان، وغدًا في العِراق، وبعد غدٍ في سورية، وعلى إسرائيل وكُل حُلفاء أمريكا في المِنطقة أن يتَحسَّسوا رؤوسهم.. والأيّام بيننا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى