أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

وفاءٌ للشهيدين سليماني والمهندس..

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. احمد الزين

نعزي ونبارك معا في الذكرى السنوية الاولى لإغتيال الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس (جمال جعفر)، لان الإستشهاد والشهادة ليست موت وإنكسار بل هي حياة وتجديد، هي حياة للشهداء ومنزلتهم عظيمة لانهم أحياء عند ربهم يرزقون، وتجديد للشعوب لان دماء الشهداء وقود ربانية توهج شعلة الإيمان من جديد، وتزهر ثمار الثبات والصمود والارادة بشكل أقوى وتزيد من العناد والعزيمة والتصميم للمضي قدما على نهج وخط الشهداء الابرار، لان الله اكرمهم بانه جعل مرافقة الشهداء في الجنة من أحدى نعمه وبركاته على المؤمنين.
الشهيدان سليماني والمهندس… قائدا محور المقاومة اللذان كانا السند والدعم والمدد في التمويل والتسليح والتدريب والتعبئة والتوجيه والتصنيع لحركات التحرر والمقاومة.. ولهما الفضل الاكبر في تراكم القوة والاقتدار وخلق معادلة توازن الردع وميزان الرعب مع الكيان الصهيوني وامريكا..
هما هامتان عظيمتان: قدوة الاحرار وأسوة الابرار.. وبطلان من ابطال الإسلام وقبسان من نور ساطعان في سماء الانسانية.. ينشدان حرية الإنسان وحقوق الشعوب في البلدان.. ورفيقا درب وسلاح لكل المجاهدين وعشاق السيادة والاستقلال والحرية.. وقادة النصر والانتصار اللذان خاضا الميادين والمعارك البطولية من أجل تطهير المنطقة من رجس الإرهاب والاحتلال والظلم والطغيان… وهما مثالا للشرف والعزّة والكرامة والشهامة والآباء والعنفوان.. ورمزان عالميان لمكافحة الإرهاب والتكفير والطغيان… وهما مدرسة ونهج للتعلم يستلهم منها دروسا وعبرا في نصرة الحق وإعانة المظلومين وإغاثة المحرومين وحماية المستضعفين.
الشهيدان سليماني والمهندس أسمان بارزان يحتويان أبعاد ثابتة إسلامية وإنسانية وأعظم معاني التضحية والعطاء والفداء..
أسم سليماني. هو قاسم كالقاسم الشهيد في كربلاء، وهو سليمان من جند النبي سليمان (ع)، هو سليم الفطرة، هو يماني يصبو الى اليمن والركن اليماني في الكعبة، هو إيماني في حركته ونهجه وجهاده..
أما أسم المهندس.. هو مهدي من جند الإمام المهدي (عج)، وهو جمال كجمال نبي يوسف (ع)، وجعفر كجعفر الطيّار، ومهند سيف مسلول في سبيل الله، ومهندس سياسة الحشد الشعبي..
نال القائد سليماني لشجاعته وبسالته وسام ذو الفقار.. ونال القائد المهندس لبطولته وإقدامه وسام المختار.. وهما كذو حدين في سيف علي الكرار سيف ذو الفقار…
الشهيدان سليماني والمهندس حطما هيبة الاستكبار العالمي.. وكسرا عصا الجبروت والقوة العظمى لامريكا.. وافشلا مشروعهم الاستعماري القائم على الوحشية والعدوانية والهيمنة والغطرسة والاستبداد والاحتلال وإستغلال ثروات الشعوب.
الشهيدان سليماني والمهندس شهيدا القدس وفلسطين.. لانهما أحبّهما وعشقهما، واستشرفا فكرة حفر الانفاق والصمود في غزة، واستبسلا في نقل الصواريخ والمعدات والتقنية العسكرية لكسر موازين القوى للكيان الصهيوني الغاصب.. فقد عانقت اجسامهما ساحة الجهاد كالأسود.. وعشقت نفسهما الشهادة في سبيل الله وفي سبيل من انتزعت منه الحرية وسلبت منه الارض والوطن.. وبجهودهما المباركة وبركات دمائهما الزكية سيتحقق شرف التحرير والسيادة والنصر والامجاد..
ووفاءً لإخلاصهما وتصديقاً بوعد الله وجزاءً لجهادهما وهبهما العليّ القدير الجائزة الكبرى في نيل اعلى مرتبة ووسام في الحياة الدنيا الشهادة.. وارتقت روحهما الطاهرتين الى ربّ العباد عالم الغيب والشهادة.. ونالا بامتياز الدرجات العلى والسعادة.. وفازا باستحقاق جنات النعيم والحياة والخلود… في عليين والفردوس الاعلى مع الانبياء والمعصومين والمقربين والصديقين والأولياء الصالحين..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى