أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

وقف العدوان على اليمن مقابل عدم إستغلال الثروات لثلاثين عاما

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

عندما كان الملك عبد العزيز- الذي تنازل عن القدس وفلسطين لليهود مقابل تمكينه من حكم الجزيرة بمفرده – على سرير الموت ،طلب رؤية أولاده وبناته ال 45 ،وعندما دخلوا عليه ،قال لهم أن إستقرارهم ناجم عن إستمرار إشعال حرائقهم في الإقليم،وشدد عليهم التركيز على اليمن والعراق ،لضمان إستقرارهم،ومن بعده قال الملك فيصل في رسالته الشهيرة للراحل الحسين الذي طلب فيها طرد المقاومة الفلسطينية من الأردن ،أن السعودية لا تتحمل ثورتين بالقرب من حدوها الشمالية والجنوبية”اليمن والأردن”،وهذا ما يفسر لنا حرمان اليمن من الإستقرار ومن إستغلال الثروات،وكذلك شطب العراق ،وحصار الأردن والتضييق عليه .
وبناء على ما تقدم ،إن أردنا معرفة السر الحقيقي وراء عجز الأردن عن إستغلال ثرواته الطبيعية وما أكثرها،علينا قراءة أحدث إتفاق بين ولي العهد السعودي مبس والإدارة الأمريكية مؤخرا ،والذي يقضي بحرمان اليمن من إستغلال ثرواته النفطية لثلاثين عاما مقبلة ،مقابل وقف السعودية عدوانها الغاشم على اليمن،وهذا يبرر أيضا أن للسعودية أطماعا جشعة في اليمن،ولا ننسى أن حدود أراضي اليمن المنهوبة تصل إلى الزاوية الجنوبية للحرم المكي الشريف،وقد كشف مبس نوايا السعودية تجاه اليمن ،وأن العدوان الغاشم الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني منذ أكثر من ست سنوات ،ليس بسبب وجود الحوثي المدعوم من إيران ،بل لإستمرار الهيمنة السعودية على اليمن.
ليس غريبا على السعودية أن تتصرف هكذا ،وهذا ما يفسر عدم قدرة الأردن على إستغلال ثرواته ،وليس غريبا على مبس الذي إفتعل مشكلة مع الشقيقة الكويت ،وطلب منهم وهو في ضيافتهم تقسيم المنطقة الحدودية بينهما ،ليتسنى له شفط النفط هناك للدفع لمعلمه السابق ترمب،ولكن الشيخ صباح الأحمد رحمه الله أمر بطرده بعد وقف المفاوضات وغادر مذموما مدحورا.
كم كنا نتمنى من السعودية التي أكرمها الله بثروات لا تعد ولا تحصى أن تهتم لأمر المسلمين،وتحارب الفقر في صفوفهم من خلال بناء مشاريع تنموية لهم ،ولكنها على العكس من ذلك تعهدت بإنعاش أسواق الدول الصناعية، تحت بند صفقات أسلحة فلكية ربما لا ينفذ فيها سوى عمولة الأمير الذي وقع عليها،ونصبت نفسها عامل هدم في العالمين العربي والإسلامي،وحاول مبس إغتيال جلالة الملك عبد الله الثاني بالتنسيق مع النتن ياهو،ومؤخرا كرر غلطته بالتآمر على الأردن مجددا ،للضغط على جلالة الملك عبد الله الثاني من أجل التنازل له عن الوصاية الهاشمية ،حتى يتم تسليم القدس للصهاينة،ولا يزال الذباب السعودي يروج للرواية الصهيونية ،ويهاجم ويشتم الشعب الفلسطيني،وعندما “يطقطق”عليهم أحد ما ،تثور ثائرتهم ويرفعون عقيرتهم بالشكوى هنا وهناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى