أحدث الأخبارالعراقايران

وكر التجسس الاسرائيلي وإشكاليات استهدافه

ماجد الشويلي

بعد أن قرأت إشكاليات وإدانة البعض لضرب الجمهورية الإسلامية لوكر التجسس الإسرائيلي في إقليم كوردستان وجدت نفسي ملزما بالرد الموضوعي على ما إثير حول هذه الضربة من إشكاليات خدمة لأبناء بلدي وإسهاما في خلق وبلورة رأي عام واع وحصيف يسبر حقائق الأحداث ويحللها بعمق وبصيرة.

وقبل الشروع بالرد على تلك الإشكاليات لابد لي من تثبيت أن الصهاينة أنفسهم قد اعترفوا بعائدية هذا المركز لجهاز مخابراتهم (الموساد) في أربيل.
والملفت أن من أثار الإشكاليات حول هذه الضربة لم ينكر أن المكان المستهدف هو للكيان اللقيط إسرائيل.
ومكمن اعتراضه هو أن إيران ساهمت بتحويل العراق ساحة لتصفية الحسابات مع خصومها وأعدائها.
وهذا ما سنأتي على ذكره في سياق استرسالنا بالإجابات .
أولا:- قالوا إن جاز لإيران استهداف هذا الوكر فإذن من حق السعودية أن تستهدف مقرات تابعة لإيران !
والجواب هو؛ أن الوكر المستهدف كان منطلقا للتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية ضد إيران كما أنه يقوم بالتجسس عليها ودعم الحركات الارهابية الانفصالية

ثانيا:- قالوا الآن أصبح من حق إسرائيل أن تستهدف الفصائل التابعة لإيران !
والجواب مع الاستغراب من هذا المنطق المضحك المبكي واقعاً هو؛ أن إيران ليس لها موقع تجسسي على إسرائيل في العراق وليس لها أي قاعدة تذكر.
كما أن العراق ليس متاخما لاسرائيل وإيران قد أقامت فيه مركزاً لدعم الحركات الإرهابية ومنطلقاً لضرب المنشآت الحيوية في إسرائيل
كل هذا غير حاصل كما هو معلوم.
كما ينبغي الإلتفات الى أن ما يحلو للبعض تسميته بالفصائل التابعة لإيران هم عراقيون أقحاح جاهدوا في سبيل الله والعراق وطهروا أرضه من الإرهاب التكفيري وليس بوسع أحد أن يسلبهم عراقيتهم .
وكان الأحرى بمن يثير هذا الإعتراض أن يطالب بدم إخوته المرابضين على الحدود السورية دفاعاً عن العراق بوجه الإرهاب الداعشي والذين قصفتهم اسرائيل وقتلت منهم العشرات باعتراف رئيس الحكومة حينها الدكتور عادل عبد المهدي . لا أن يتنكر لهم وهم بالتأكيد من أبناء عشائرنا الأصيلة ولابد أن يربطه بهم رابط قرابة من قريب أو بعيد.

ثالثاً:- ادعوا بأن إيران قد حولت العراق ساحة لتصفية الحسابات مع أعدائها .
والجواب هو؛ إن هذا المعترض نسي أن المستهدف هو إسرائيل عدو الامة الاسلامية والعربية وان العراق لايحق له اقامة علاقات دبلماسية معها وأن تواجدها هنا يمثل أكبر خرق للسيادة
فضلا عن كون تواجدها بات منطلقاً لشن الهجمات الإرهابية على الدولة الشقيقة والجارة إيران
والدستور في مواده 7/8 يمنع من تحويل العراق منطلقا للاعتداء على الدول الاخرى ويلزمه بمعايير حسن الجوار
والسكوت عن اتخاذ العراق من قبل الصهاينة منطلقاً للاعتداء على الجيران خيانة عظمى للبلد وسببا لتحويله الى ساحة لتصفية الحسابات.
فماذا يمكن أن تنتظر من إيران وهي تجد أن الإسرائيليين يحتمون بالحكومة المحلية لاقليم كوردستان ويشنون هجماتهم عليها ويدعمون المجاميع الارهابية والانفصالية غير أن تبادر لحماية أمنها القومي والذي يشكل ترابطا قويا ومتيناً للغاية مع الأمن القومي العراقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى