أحدث الأخبارلبنان

وليجة البخاري والخوالف: وليمة اللئام على مائدة السقام!

خليل إسماعيل رَّمال

ما أجمل وأدق التعبير البلاغي أعلاه الذي ينطبق على الساقطين الذين جمعهم البخاري، سفير نظام بني سعود، على مائدة لئام في حفل إفطار تضمن خمراً وعهراً لا مثيل لهما حتى بمقياس مسخ الوطن البائس. وليجة معناها دخيلة وبطانة والخوالف هم النساء والصبيان الخالفة بمعنى متخلفة!
كل الوجوه الشريرة الماكرة الكالحة كانت هناك! اجتمعت وكأنها في عرس فرحاً بوجود سفيرهم وهم يدَّعون السيادة ومناهضة “الإحتلال الإيراني” تماماً كما اجتمع ثوار الزفت كالصيصان مع كونداليزا رايس ذات صيف حار من عام ٢٠٠٦.
ومن شدة فرحتهم لم يهتم السياديون هؤلاء بحقيقة أن البخاري أهان الدولة اللبنانية عندما احتقر وتخطى موقعي رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي (وهنا مستغرب جداً حضور وزير الزراعة الحركي مُمثِّلاً للرئيس بري. ولماذا الرئيس بري بحاجة لتمثيله عند حفل سفير استخف بالدولة في حين لم يرسل الرئيس عون ممثلاً عنه؟!) عندما لم يقم بزيارتهما ولو شكلياً لكنه أمضى ٣ ساعات سراً مع فؤاد السنيورة في منزله! من يذكر كيفك ثارت ثائرة السياديين عندما لم يروا علم لبنان في اجتماع لبناني-سوري وزاري في دمشق؟
وكانت قد سبقت هذه الوليجة زفة عروس واحتفال مهيب لعودة السفيرين السعودي والكويتي (بالأخص السعودي) وكأن كل مشاكلنا قد حُلَّتْ بسحر ساحر ولم يعد القلق يقض مضاجع اللبنانيين. كانت ابتسامة ظريف الطول ميقاتي لا تسعه وهو يعلن فك أسره وزيارته للسعودية بينما هو قد فشل في مهمته الحكومية فشلاً ذريعاً ما عدا تكديس ثروته التي جعلته أحد أثرياء العالم لكنه يريد من الشعب اللبناني المعدوم أن يتحمل أكثر.
كما سبقت مائدة اللئام هذه حملة طويلة عريضة مازالت مستمرة حتى اليوم بسبب حفل إفطار مع سيد المقاومة جمع فيهما زعيمين لبنانيين لتوحيد الموقف فلم يترك ثوار (حراس) الأرز اتهاماً إلا وكالوه بل اعتبروه معيباً لأن فرنجية وباسيل مرشحان للرئاسة وأن هذا الاجتماع هو إذلال للدولة متفجعين بأن الضاحية الجنوبية تريد صنع الرئاسة بينما إفطار مع سفير أجنبي سفيه تجاهل الدولة كلها وفي جعبته التآمر والتدخل بشؤون البلد، فلا مشكلة فيه. مساكين هؤلاء وين بعدهم، فموقع رئاسة الجمهورية لم يعد من صنع مزاريب وأقبية الاستخبارات الغربية ونتاج تقاطع مصالحها بل أصبح يُصنَع محلياً وعلى أيدي الشرفاء المقاوِمِين السياديين الحقيقيين من كل الطوائف!
وواضح أن البخاري لم يعد (والعود غير أحمد) لأن النظام السعودي يريد إرجاع العلاقات الطبيعية مع لبنان إلى سابق عزها (ومنها الإدعاء أن المملكة هي على مسافة واحدة من الجميع!) بعد أن أهانه وجرده من كرامته بإقالة وزيرين! ورغم ذلك لم يكتف بن سلمان بهذا فبقي على مقاطعته للبلد رغم وعده الكاذب لماكرون. عودة البخاري هي بسبب قلق معلمه من نتيجة الإنتخابات الشهر المقبل وخطأ حساباته بغلق بيت الحريرية ولإغداق المليارات والرشاوى في زمن الفقر وشد عصب المحور الشيطاني المعادي للمقاومة، هذا المحور الذي لديه برنامج (إسرائيلي) أوحد ووحيد هو نزع سلاح المقاومة فقط. حتى ما يسمى بالثوار والتقدميين منهم مثل شربل نحاس سقطوا في إمتحان الشرف والكرامة حيث علم كاتب هذه السطور من مصادر مصرفية غربية موثوقة أن رياض سلامة قدَّم خدمة تهربب مال لنحاس وهذ سر انقلابه، وقد عُلم السبب الآن فبطل العجب!
لكن كما علَّمَنَا التاريخ فإن الخونة والمارقين لن يفلحوا مهما هطلت عليهم الأموال ولن تكون هذه الإنتخابات أسوأ من عام ٢٠٠٩، كما أن اليوم الوضع مختلف ومحور المقاومة يحقق إنتصارات وإنجازات ميدانية وسياسية (المّسيَّرَة حسان وانتفاضة الشعب الفلسطيني وانشغال الغرب بأوكرانيا إلخ) عدا عن أن لصاً كبيراً إختلس ١١ مليار دولار نصب نفسه اليوم زعيماً مكان سعد الحريري وهذا لن يمر وقد شهدنا رد فعل الناس لدى عودته وزوجته من “الشوبينغ” في سويسرا! الملفت أن المستقتلين للعق أحذية بني سعود مثل فارس سعيد وليفي ويعقوبيان لم تتم دعوتهم، لكن الخيبة الكبرى هي للمخزومي الذي جند نفسه شخصياً لنزع سلاح المقاومة عبر حزبه المؤلَّف من ٥ أشخاص. لكن كان هناك جنبلاط الذي يمثله خير تمثيل كغدار وناكر للجميل. لا تيأس مخزومي فربما هناك وليجة ثانية وثالثة لباقي ثلة اللاشرف واللاكرامة الوطنية أمثالكم لكن مهما سعيتم وكدتم كيدكم فوالله لن تمحو أثرنا وذِكرنا وتلك الأيام نداولها بين الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى