أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

يبدو أن السعودية قد تناولت أقراص الشجاعة و دخلت فى تلاسن علنى مع إسرائيل …

مجلة تحليلات العصر - علاء الدين صادق

يبدو أن السعودية قد تناولت أقراص الشجاعة و دخلت فى تلاسن علنى مع إسرائيل بدأ بإصرارها على التأكيد أن نتنياهو لم يقم بزيارة للسعودية كما إدعت تكرارآ الصحافة و مسئوليين إسرائيليين ثم تبعها تلاسن علنى و هجوم على إسرائيل من رئيس المخابرات السعودى السابق تركى بن فيصل حيث وجه إتهامات لإسرائيل فى مؤتمر البحرين الأمنى الذى حضره غابى أشكنازى وزير خارجية إسرائيل بأنها دولة منافقة و إستعمارية ، لم يتبين بعد سبب هذا الموقف السعودى و لكنه فى الغالب محاولة سعودية لإيقاف الضغط المتواصل و المتزايد عليها للتطبيع من إسرائيل و خلق غضبة يتبعها جفاء يقى السعودية من هذا الضغط المتزايد و المبالغ فيه من طرف إسرائيل و يبدو أن التطبيع مع الامارات أصاب إسرائيل بهيستيريا تطبيعية لم تتمكن فيها من أى جهة عربية أخرى سوى البحرين المغلوبة على أمرها و تملصت السودان و نأت العراق بنفسها و كذبت الشائعات المبثوثة علنآ . السعودية تدرك جيدآ أن شعبيتها بين الدول العربية تقترب من صفر و تعلم أن التطبيع سيعزلها عزلة كاملة و يتسبب لها فى قلاقل داخلية قد تطيح بالحكم كما أن صورتها أمام غريمتها إيران بأنها رائدة المنطقة و العرب ستنهار فجأة و لذلك ضاقت ذرعآ بضغوط إسرائيل و قررت أن تزوم عليها زومة الكلب الغاضب لتوأد تلك الضغوط و تضع لها نهاية … إختيار المكان لتلك المواجهة فى البحرين و كونها كانت وجه لوجه على مسمع و مرأى و حضور وزير خارجية إسرائيل كان موفقآ و يقطع الطريق على أى تأويلات إعلامية لتمييع الحدث و تحريفه كما حرمت إسرائيل من التمطع و التفاخر بحضورها لمؤتمر أمنى فى دولة عربية و كدرت عليها الأجواء . تركى الفيصل ذئب عجوز و أشكنازى عسكرى متقاعد حديث العهد بالسياسة فعقره تركى على غرة ذاق فيها خنجر الغدر البدوى . لا يجب أن يسارع أحد بتفسير تلك الهجمة بأنها تغيير فى السياسة السعودية و لكنه مجرد فرملة قوية منعتها من السقوط فى منحدر التطبيع بينما هى تلملم و تداوى أخطائها و تحاول استعادة وضعها السابق الذى فقدته بحربها فى اليمن و قطيعتها مع قطر و كلاهما خطوات لم تعود عليها إلا بالندم و الخسران بينما إسرائيل حاولت مطارتها كالفريسة و الايقاع بها فى فخ التطبيع و هى فى أقصى درجات الوهن حيث وجدت نفسها بلا اليمن و بلا قطر و بلا تركيا بعد أن خاصمت الجميع . فأصبحت كمن أغواه الشيطان و إستفاق فجأة ليجد نفسه ملومآ محسورآ .و يبدو بذلك الموقف أن محمد بن سلمان قد جرى تحجيمه و حجره بعد أن خرب الدكان أو يكاد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى