أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

يوم القدس العالمي في كل عام – الحوار الثاني

مجلة تحليلات العصر الدولية

الحوار الثاني
حوار أجراه هشام عبد القادر – عضو اتحاد الإعلاميين اليمنيين،
عضو الاتحاد العربي للإعلام الألكتروني…
مع الأستاذ / عبدالرحمن يحيى الشبعاني – رئيس ملتقى كُتّاب العرب والأحرار

برأيكم كيف استطاع الإمام الخميني تذكير الأمة بقضية القدس؟ ولماذا اختار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوم مبارك لإحياء يوم القدس العالمي ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
بدايةً أرحب بكم أستاذ هشام عنتر وأشكر اهتمامكم بالقضية الفلسطينية ويوم القدس العالمي…
ولعل هذا اللقاء هو جزء من مشروع الأمة الذي أسس له الإمام الخميني -قدس سره-، هذا المشروع المتبني قضايا الأمة حاملاً همومها وآلامها وآمالها وطموحاتها، والمقاوم الممانع لأعدائها الصهيوماسونية ومشاريعها الاستكبارية في المنطقة.

بالنسبة لسؤالكم
هناك عدة عوامل ساعدت الإمام الخميني تذكير الأمة والتأثير فيها وتحريكها تجاه القدس الشريف :
منها : وعيه الكبير ونظرته القرآنية الثاقبة والواسعة جدا، واهتمامه واستشعاره المسؤولية.
ومنها : صدق إيمانه وجهاده.
ومنها : اعتماده على الشعوب المؤمنة المستضعفة بعد الله سبحانه وتعالى، ومخاطبتها دون الحكومات، بدءاً بالشعب الإيراني المسلم….
فتذكير الإمام الخميني -عليه السلام- للأمة بقضيتها المركزية (فلسطين والقدس) دليل على اهتمام ذلك الرجل العظيم واستشعاره المسئولية أمام الله والتاريخ، كونه رجلاً مسلماً مؤمناً مجاهداً صادقاً عالماً قرآنياً قبل أن يكون إماماً يمثل أمة…
فلأنه كان يحمل هم الأمة وقضاياها استطاع تذكير الأمة بهذه القضية الهامة والتأثير فيها وتحريكها تجاه القدس…
فلو لم يكن الإمام الخميني ذاته متأثراً ومهتماً ومستشعراً مسؤوليته لما استطاع التذكير والتأثير في نفسيات شعوب الأمة
وكما يقال : فاقد الشيء لا يعطيه .
وهكذا هم أعلام الهدى و رجالات أهل البيت النبوي الطاهر عندما يتحركون يكون لهم الأثر الكبير في أوساط الأمة ويحظون ببركة وتأييد إلهي كما عبر عن هذا الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في محاضرته (مسؤولية أهل البيت عليهم السلام) .

أما اختياره آخر جمعة من رمضان، فلا شك كان ذلك توفيقاً من الله سبحانه وتعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلَنا) …
كما أن توقيت يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان يعبر عن قدسية القضية وأهميتها دينياً وأخلاقياً للأمة.

ما دور دول محور المقاومة في مواجهة صفقة القرن ?

اتجاه المقاومة -منذ البداية- هو الاتجاه الذي استمر بفاعلية في التصدي للخطر الإسرائيلي…
ومنذ إعلان ما يسمى بـ “صفقة القرن” التي ترأسها “ترامب” العام الماضي، كان لمحور المقاومة الدور الأبرز في مواجهته وإفشاله على كل المستويات سياسياً وإعلامياً وحتى عسكرياً، ولا زال هذا الدور مستمراً حتى اللحظة وسيستمر حتى نصلي في القدس جماعةً إن شاء الله.

هل هناك مؤشرات تجمع كل الأحرار بالعالم لمواجهة التحديات ونصرة الإنتفاضة الفلسطينية ؟

كل المؤشرات والتحركات الجارية حالياً تؤكد أن أحرار العالم في اتجاه وحدة الصف ولم الشمل، والفضل في ذلك يعود للإمام الخميني -رحمه الله- ومشروعه التحرري النهضوي الذي يعززه اليوم قادة دول محور المقاومة الإسلامية…
فالذي يراقب بعناية خطابات السيد القائد علي خامنئي والسيد القائد حسن نصر الله والسيد القائد عبدالملك الحوثي والسيد السيستاني يجدها تصب في هذا الاتجاه من حيث المضمون والتوقيت أيضاً…
كذلك في يوم القدس العالمي عندما ننظر إلى 900 مدينة في إيران، وإلى صنعاء وصعدة والحديدة وتعز وحجة والكثير من المحافظات والمدن اليمنية، وإلى بغداد وباكستان والبحرين يخرج أهلها وشعبها لإحياء هذا اليوم، وإلى الكثير من دول العالم ونرى كل تلك الحشود الكبيرة والضخمة تزداد وتتنامى عاماً بعد عام يؤكد لنا تجمع كل الأحرار، و يتضح لنا أيضاً أن مناسبة يوم القدس العالمي تزداد حضوراً وقوة وعنفواناً، وأن إحياء هذا اليوم يساهم بقوة في وعي شعوب المنطقة وأحرار العالم بأهمية القضية، ويعزز تماسكها ووحدتها والتفافها لمواجهة التحديات ونصرة القضية والانتفاضة الفلسطينية.

قام الفلسطينيون لإحياء عدة مناسبات يوم الأرض، ومشاركتهم بيوم القدس العالمي، ورفع شعارات العودة، الإنتفاضة بالسكاكين، فما واجب كل دول محور المقاومة أيضا ؟

ليس واجب دول محور المقاومة فحسب، وإنما واجب كل الأمة الإسلامية وأحرار العالم…
فـ الذي يجب هو إسناد الأشقاء في فلسطين، وتعزيز ودعم كل حركات المقاومة الفلسطينية مادياً ومعنوياً…فالقضية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية كل الأمة.

القدس المقدس وأيضا الشعوب المظلومة,, ما أهمية إحياء يوم القدس تجاه ذلك ؟

له أهمية كبرى في ترسيخ وتثبيت هذه القضية في وجدان وذاكرة الأمة.
كما أنه يمثل فرصة لتدارس هذه القضية وما تعنيه لنا كأمة مسلمة وماهي الخطوات العملية المناسبة تجاهها .
وهي معادلة ردع جديدة ليس لإسرائيل فحسب بل معادلة ردع لأمريكا من قبل دول محور المقاومة وكل الشعوب الحرة التي تهتم وتشارك بيوم القدس العالمي.

ما دور دول محور المقاومة تجاه القدس؟ وماهي رسالتكم لكل أحرار العالم..؟

أولاً : الاستمرار بإحياء يوم القدس العالمي.
ثانياً : تفعيل قنوات الإعلام الرسمي والشعبي -المقروءة والمسموعة والمرئية- وفي مقدمتها القنوات الفضائية وتوحيدها لنشر الوعي بأهمية القضية الفلسطينية وأهمية إحياء هذا اليوم المبارك (يوم القدس العالمي) ، والكشف عن مخاطر تهويد القدس والسكوت والتخاذل تجاه التحركات الأمريكية الإسرائيلية…
ثالثاً : تعزيز كل عوامل الصمود والوحدة وتماسك جبهة المقاومة، والاستمرار في التصدي لمشروع تهويد القدس وإفشال ما يسمى “صفة القرن” بكل الطرق والوسائل .

ورسالتي لأحرار العالم : مشاركتكم لشعوب المنطقة في إحياء يوم القدس العالمي، واستشعاركم واهتمامكم بالقضية الفلسطينية هو إحياء للعدالة والإنسانية، ومساهمة في بناء دعائم الحرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى