أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

کامل القصه الاوکرانیه

عبد محمد حسن

ماذا يحدث في اوكرانيا ؟
عام 2000 طلب بوتن من كلنتون الانظمام لحلف الناتو والدخول في الحلبة اﻻوربية , لكن الجواب كان ﻻ , عندها أدركت القيادة الروسية أنهم ﻻمكان لهم بين اﻻوربيين بل ان امريكا وحلفها يعدون لها مشروعا خاصا غير سعيد
فأنظمام روسيا ﻻوربا يعني تدريجيا ومنطقيا انها ستاخذ دور امريكا في التاثير على القرار اﻻوربي لقوتها العسكرية ولكونها مصدرا مهما للطاقة يعتمد عليه اﻻوربيين وستكون العملة اﻻوربية ذات تاثير اكبر في اﻻسواق العالمية منافسا للدوﻻر.
عندها قرر الروس اﻻتجاه شرقا وتحديدا نحو الصين الفتية التي تنهض بقوة وثبات لتاخذ موقعا متميزا بين باقي اﻻمم بهمة شعبها وقيادتها ولكن هذا ﻻيعني القطيعة مع اوربا والعنصر المتكبر في اﻻرض.
اصطدم الروس باكاذيب الوعود التي قطعها الناتو على نفسه وادركوا انهم مستهدفون بما لايقبل الشك وكانت صدمت عام 2008 من تحريك جورجيا ضد روسيا شاخصة في الذهنية الروسية بقوة وكذلك احداث اﻻنقلاب في اوكرانيا عام 2014
لذا راينا الصين وروسيا عام 2011 بدأوا بالتصدي للهيمنة اﻻمريكية والغربية بصورة علنية وذلك من خلال الفيتو المزدوج ضد مشاريعهم في مجلس اﻻمن بما يخص سوريا واﻻحداث الماساوية والتي كان يمولها ويحركها الناتو .
في الحقيقة ان امريكا وحلفها استشعروا الخطر من الحلف الروسي الصيني منذ بداية اﻻلفية الثالثة ولهذا كان ما يسمى باحداث سبتمبر 11 عام 2001 ومن ثم التحرك ﻻحتلال افغانستان ثم العراق
فقد كان هذا اﻻحتلال عبارة عن مشاريع استباقية لتحجيم الصين وروسيا ومحاصرتهم واشغالهم والعمل على افشال اية مشاريع كبيرة لهذه البلدان والسيطرة على منابع الطاقة وزرع العراقيل امام المشاريع المستقبلية لهذه البلدان ومنها طريق الحرير الصيني .لكن بعد عشرين عاما من اﻻحتلال لم يجنوا اي ثمار بل واثبتت فشلها في عرقلة النمو والتقدم الصيني والروسي رغم تكبدهم خسائر مالية وبشرية جسيمة واهدارهم عقدين كاملين من الزمان . فكان ﻻبد من اﻻنسحاب من افغانستان وتقليص وجودهم في العراق والمنطقة والتوجه مباشرة لحدود الخصم ومحاصرته والعمل على تسديد الضربات المباشرة له بدل المشاريع اﻻلتفافية الفاشلة لهذا نرى الاحداث اليوم في اوكرانيا.

في اوكرانيا
عملت امريكا والناتو على اجبار روسيا بالتدخل العسكري ولم يتركوا لها اي خيار اخر هناك بعد ان اعدوا الشراك والفخاخ منذ زمن ليس بالقصيرلتكبيد الروس اكبر قدر ممكن من الخسائر مع اعداد حزمة ضخمة من العقوبات المالية والاقتصادية غير المسبوقة وحربا اعلامية ضخمة لتركيع الروس وجعلهم يستسلمون للارادة اﻻمريكية والغربية ومن ثم يكون العمل على الصين وبقية القوى المناهضة امرا سهلا وميسورا.لم يتفاجأ الروس في شئ بل يبدو انهم كانوا مستعدين عسكريا واقتصاديا وماليا منذ امد وهم يتوقعون هذه اللحظة من المواجهة الحتمية.فالروس كانوا يقومون باجراءات مالية واقتصادية تحسبا لهذه الامر وهذا يتضح من خلال شراؤهم للذهب والتخلص التدريجي من الدوﻻر اﻻمريكي واعتماد نظام مصرفي بديل عن نظام سوفت اﻻمريكي وعقد الصفقات مع بعض دول العالم بالعملة المحلية والتحالف القوي مع الصين وغيرها فيما يسمى بدول شنغهاي والبريكس .
اما عسكريا فكان الغربيون يتوقعون ان يندفع الجيش الروسي بكامل قوته وسريعا للسيطرة واحتلال كامل المدن الاوكرانية كالدب الهائج وبهذا تكون عملية اصطياده وايقاع الخسائر الضخمة فيه كبيرة !اﻻ ان ظنونهم وحساباتهم خابت وخسرت واخذوا يروجون ان هناك مشاكل قيادية ومشاكل لوجستية تواجه الجيش الروسي وغيرها من اﻻكاذيب .
لا ابالغ اذا قلت ان الروس كانوا ينتظرون هذه المواجهة بالدرجة اﻻساس وكذلك الصين وبقية القوى في العالم التي ترى في امريكا وحلفها قد طغوا كثيرا وﻻبد من المواجهة ﻻيقافه عند حده .ويبدو ان اﻻستراتيجية الروسية اليوم في هذه الحرب تعتمد على اطالة امدها ففي ذلك يوجهون ضغطا كبيرا على المواطن اﻻوربي من خلال ملايين المهاجرين الذين سوف ت يغزون الشوارع الاوربية وكذلك اﻻسعار المرتفعة والتضخم ومشاكل الطاقة والتصنيع والبطالة كنتائج لتداعيات هذه الحرب .وبهذا ينجح الروس في تفكيك حلف الناتو وتدمير الاتحاد الاوربي او اضعافه , فقد رأينا من خلال ازمة الكورونا انه لايوجد تكاتف اوربي حقيقي او اواصر تجمع هذه البلدان .يدرك اﻻوربيون عميقا انهم يخوضون الحرب الامريكية لديمومة قطبيتها والتي ﻻيجنون منها الكثير على ارضهم وسيدفعون كل اﻻثمان الباهضة بينما امريكا بعيدة كل البعد عن اثارها المباشرة
اوكرانيا هي مجرد نقطة البداية بالنسبة للروس , فأمنهم القومي في خطر من بقاء دول البطريق ودول شرق اوربا ضمن الناتو فعندما يمتلك الناتو الصواريخ الفرط صوتية فلن يكون هناك امن قومي للروس وهذه مسالة سنوات قليلة لذا ﻻبد من العمل على هذا اﻻمر اليوم جديا فاذا نجحت اﻻستراتيجية الروسية اليوم في تفكيك حلف الناتو فبها وكفى الله المؤمنين شر القتال واﻻ سيكونون مضطرين للدخول في صراع اكبر يتعدى حدود اوكرانيا بكثير وقد صرح بهذا بوتن من ان على دول شرق اوربا والبلطيق الخروج من الناتو بل وذهب لابعد من ذلك عندما قال ان على امريكا سحب اسلحتها النووية من اوربا وهذا ﻻمزح فيه ابدا وهو الغاية لكل ما يجري اليوم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى