العراق

‏ الــعراق وســريــاليــة الــتــوافــق والــمحــاصــصة

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: صالح الصريفي

يملك العراق من الطاقات والكفاءات الفكرية والعلمية والسياسية والادارية والقضائية والاعلامية والعسكرية والأمنية الوطنية النزيهة والمخلصة والأمينة مايكفي لإدارة وبناء بلد يضاهي البلدان القوية والمقتدرة والمتطورة تنمويا وعمرانيا ومعرفيا وتكنولوجيا !!
ولكن هذه الطاقات وللأسف فرض عليها العيش قسراً وقمعاً في عالم التهميش والتغييب والنسيان من قبل طبقتين تتصدران المشهدين السياسي والاجتماعي ؛
وهما ؛
طبقة كارتيلات المال والعوائل والاحزاب الفاسدة والفاشلة والعاجزة ،
وطبقة جيوش الانتهازيين والطائفيين وقطعان الجهلة والمتصنمين ومرتزقة السفارات والمال والمصالح .

وبالعودة الى الوراء قليلا نجد بأن هذه التويلفة الطبقية الحاكمة هي في حقيقتها وجوهرها استمرار لتكريس نظام التفاهة الذي تأسس عام (1963)ونشأ وترعرع في (1968-1971)ثم نضج وكبر (1979 – 2003) ، وبعد منعطف (2003) ظننا خطأً بأن نظام التفاهة سقط بسقوط صنم ساحة الفردوس !! ولكن نظام التفاهة عاد وتجذر وبقوة منذ ( 2003 – والى … ان يقضي الله امرا كان مفعولا) !!
وبالتالي أن من يتأمل بأن العراق البلد المريض والوطن الجريح سيتعافى فهو واهم !! .
ومن يتأمل بأن هذه الطبقة السياسية وجيوشها وقطعانها ستأتي بحكومة قوية مقتدرة كفوءة ذات قوة ومصداقية تنقذ العراق من الانهيار هو ضرب من ضروب المستحيل !! .
ويكفينا من الاستدلال على ذلك ماسردناه وسردته الاف الاقلام وعشرات الكتب والمواقف من الأدلة والشواهد التي عشناها ومازلنا نعيشها منذ (2003- والى يومنا هذا ) والتي تدل وتنبأ بأن العراق وصل الى نهاية الطريق لامحالة ، طريق الانهيار والافلاس والتفكك والاقتتال والتشرد والجوع والحرمان.

هذا هو الاستقراء العلمي ومنطق الصراع والتاريخ والواقع يثبت ويؤكد بأن مايحصل في العراق هو نتيجة للمقدمة أعلاه ( تغيّب الطاقات والكفاءات الوطنية النزيهة المخلصة وأستبدالها بالتافهين والمأجورين والجهلة ) ، الذين يعملون بجد واخلاص في تفكيك الدولة ومؤسسياتها وفق خطة وبرنامج تدميري ممنهج ومتعمد ومدروس بعناية ويمارس مع سبق الاصرار والترصد
حتى حولوا الدولة الى أطلال وركام ولم يبقى من المؤسسات شيء يذكر ! ، حتى طال التفكيك والتخريب مؤسسة الحشد الشعبي المبارك ( على أيدي إجتهادات بعض اصحاب القداسة وصبيانهم ) آخر معقل وحصن لشرفاء وفقراء هذه الامة التي بنته بدماء عشرات الالاف من فلذات أكبادها وهم في زهرة شبابهم وطراوة اجسادهم ونداوة وضوئهم .

بالتالي لابد للعراق أن يتفكك حتى يعاد بنائه من جديد
ولابد لهذه الامة من صدمة عنيفة تتجرع فيها الويل والثبور حتى تستعيد وعيها ورشدها
ولابد لهذه الامة من تجرع الحسرة والندم على نعمة (سقوط الصنم وتحرر العقلاء والشرفاء من قيدوهم التي كانت مفروضة عليهم ) . التي أنعمها الله عليها وتمردت عليها وأدارت ظهرها لها .
( وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا …. ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى