أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

20 نيسان يوم إمتحان للضمير الإنساني العالمي

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

يمثل يوم العشرين من هذا الشهر إمتحانا للضمير الإنساني العالمي،فإما أن يثبت العالم في هذا اليوم أنه صاحب ضمير حي ونقي ولديه مصداقية ويقف مع الشعوب الحرة المعتدى عليها،أو أن يثّبت التهمة على نفسه بأنه يقف مع المعتدين والمستكبرين ضد الشعوب المسالمة ،ولذلك فإن هذا اليوم سيكون حاسما للجميع كي يخرجوا بالنتائج المرجوة ،ويقوموا بالتحليل الصائب والسليم للموقف .
يوم العشرين من هذا الشهر ستنطلق حملة المليون توقيع للمطالبة بوقف العدوان على اليمن بدون قيد قيد أو شرط،منبثقة عن مجلس التنسيق اليمني للسلام والوئام الذي يترأسه الناشط اليمني الحكيم د.على حسن الخولاني ،ومعه كوكبة من الناشطات والناشطين اليمنيين،بهدف مناشدة الضمير الإنساني العالمي لوقف العدوان الغاشم على اليمن شعبا ودولة وأرضا وإرثا حضاريا يمثل أصل العرب.
لا ينكرن ّحصيف أو عاقل أن اليمن يتعرض لحرب إبادة طالت الشجر والحجر قبل البشر،وما يجري في هذا البلد العربي الأشم هوحرب بالوكالة بين طرفين ،خارج اليمن ولا علاقة للشعب اليمني بها سوى أنها فرضت إنقساما عاموديا في الشعب اليمني ،قام المعتدون بتغذيته لإدامته كي يسهم أيضا في تحقيق مآربهم ،ناسين أو متناسين دور مأرب في التاريخ العربي.
الغريب في الأمر أن المعتدين شكّلوا تحالفا عسكريا ورصدوا له مئات المليارات من الدولارات كي يحطموا اليمن وينهبوا ثرواتها ،ويعطلّوا حركة شعبه الذكي الشجاع الأمين،كي لا تحدث صحوة ما في اليمن ويطالب اليمنيون بأراضيهم المنهوبة وتصل إلى الزاوية الجنوبية من الحرم المكي الشريف،ناسين هؤلاء المتآمرين أو متناسين أن القدس محتلة وفلسطين محتلة وهما أولى بأن يوجهوا تحالفهم لتحريرهما ..ولكن هيهات هيهات فهم صنو الإحتلال الصهيوني جرى إكتشافهم على يد الثعلب البريطاني لورانس “العرب”،وعقد معهم المندوب السامي البريطاني بيرسي زكرياس كوكس مقاولة تقضي بتمكينهم من حكم الجزيرة مقابل التنازل عن فلسطين لليهود،وهذا ما جرى ،ولأن الشعب اليمني ليس ككل الشعوب ركّز هؤلاء المعتدون على ضرورة تكبيله وإفقاره،وأخيرا أشعلوا النيران فيه .
سنوات عديدة مرّت على الشعب اليمني ،وخسر كثيرا وقدم من التضحيات الشيء الكثير ،حفاظا على كرامته ووحدة ترابه،رغم وجود بعض أمراء الحرب والمنتفعين من العدوان،ولكن الحق في نهاية المطاف سيثبت لمن يصمد ،وقد أبدى الشعب اليمني صمودا مثيرا للإنتباه ،صدم المعتدين الذين نهبوا شجره قبل حجره ،ولم يسلم فرح أو ترح من قصف طائراتهم .
ما قام به المعتدون يدينهم بالسفه والتفريط بثرواتهم للأجنبي مقابل تحطيم قدرات اليمن وتعطيل قواه الحيه ،وأثبتوا بذلك أنهم جهلة في تاريخ الشعوب ،ناهيك عن كونهم رغم قربهم اللصيق من اليمن ،لم يفهموا طبيعة وعقلية الشعب اليمني الأصيل صاحب النخوة الذي أسهم جديا في عمليات تحرير فلسطين إبان العز الذهبي “الكفاح المسلح”،قبل أن يقوم المعتدون أنفسهم بإجهاض ثورة فلسطين صيف العام 1982.
إن الصمود اليمني وعدم الإستسلام الذي كان المعتدون يسعون إليه ،قد أينع اليوم بشائر نصر ،تثلج صدورنا التي تغلي قهرا بسبب ممارسات أبناء لورانس وكوكس ،ضد كل ما هو عربي ومسلم حقيقي،ورغم ما قام به العدوان إلا أن اليمن ما يزال ثابتا على الحق،بينما هم يتزعزعون ونشهد تفككا في تحالف الشر الذي أسسوه ضد اليمن،وباتوا يصدرون أحكام الإعدام بحق جنودهم الذين يرفضون المشاركة في العدوان،كما أن الرأي العام العالمي بدأ يتململ بعد إزاحة المقاول ترمب عن حكم البيت الأبيض،ومجيء الرئيس بايدن بدلا منه ،ودعوته لحلحلة الأوضاع في اليمن على وجه خاص.
سيعود اليمن سعيدا كما كان عبر التاريخ،وسيكون مصدر سعادته وحدة ترابه ووحدة أهله ،فلا جنوب ولا شمال ،وإنما يمن واحد موحد يقوم على التعددية الفكرية،ولكن تحت راية اليمن الواحد الموحد العربي المسلم الحر ،رغم أنوف المعتدين الذين ينتظرون نهايتهم القريبة،وسيكون مصيرهم الدرك الأسفل من النار،فيما يتنعم شهداء اليمن بالفردوس الأعلى في جنان الخلد،ولم لا وقد قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم :”بارك الله في يمننا”؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى