أحدث الأخبارالعراق

(3) سيناريوهات وراء استقالة الكتلة الصدرية، أحدها خطير جدا

إعلان السيد مقتدى الصدر استقالة كتلته النيابية والانسحاب من العملية السياسية لم يكن مفاجئا، بل هو جزء من مخطط نشرناه يوم 20 مايو/ آيار، وتوقعنا الشروع بتنفيذه يوم 16 يونيو/ حزيران.. ومع هذا فإن هناك عدة سبناريوهات مطروحة بشأن القرار الأخير:

السيناريو الاول:
هو ان السيد الصدر قرر الشروع بمخطط ثورة الشارع، التي ستكون الأشد بأسا مما شهدته تشرين، بمهاجمة مقرات وبيوت الخصوم السياسيين، وبعض مقرات المحافظين والمسؤولين المحسوبين عليهم.. وقد بدأ منذ يوم 10 يونيو/ حزيران بإغلاق مكاتب نواب التيار، وعززه اليوم الأحد بقرار إغلاق جميع مؤسسات التيار، تحسبا لردود فعل الطرف الآخر.

التيار الصدري نجح بمهارة فائقة في بدء تحريك الشارع بعد عيد الفطر، عبر المحاضرين والخريجين والمتعاقدين والاجور وغيرهم، واحتواء تنسيقياتهم، ثم كسب ودهم عبر قانون الامن الغذائي، وهؤلاء هم من سيتصدر مشهد الثورة، ضد قوى الاطار بدعوى عرقلته تشكيل الحكومة، واقرار الموازنة، واعاقة مطالبهم، غير ان الحراك العنيف ستديره قواعد التيار، على غرار دورها في ثورة تشرين.


التيار بدأ الاستعداد لمخططه منذ 10 أبريل/ نيسان بانشاء اتحاد الاعلام الصدري وجيش الكتروني لتعبئة قواعده.. وفي 24 مايو/ آيار أعلنت سرايا السلام فتح باب التطوع في صفوفها في بابل وديالى وجندت أكثر من 4 آلاف شاب.. وفي يوم 30 مايو/ آيار أطلق الاعلام العسكري لسرايا السلام اذاعة (سرايانا)، كاجراء احتياطي لتوجيه التعليمات للثوار فيما لو تم قطع الانترنت كما حصل ايام عبد المهدي.. ومنذ 2 يونيو/ حزيران بدأ حملة تسقيط للدستور والمحكمة الاتحادية.. وكل ذلك تمهيدا “لانقلاب أبيض”، مدروس بعناية فائقة.

السيناريو الثاني:
وهو ان السيد مقتدى الصدر يحاول استخدام استقالات كتلته كورقة ضغط أخيرة على الاطار، لترهيبه من احتمالية انزلاق البلد نحو الفتنة والعنف (وفق السيناريو الاول)، ودفعه للقبول بمشروع حكومة الأغلبية، خاصة وانه سبق ان لعب بورقة الشارع، وادرك مدى خوف قوى الاطار منها، ومدى استعدادها للتنازل في مثل هذه الظروف، كما حصل مع تصويتهم على قانون الأمن الغذائي.

السيناريو الثالث:
وهو أن السيد الصدر ربما يعتقد ان التيار حقق إنجازا كبيرا، سواء بنتائجه الانتخابية او بتشريع قانون تجريم التطبيع وقانون الامن الغذائي، وقد حظي بكسب ود قاعدة شعبية واسعة ممن استفادوا من القانون الأخير، وان انسحابه من العملية السياسية وهو “في اوج انجازه” يمهد لخطوة حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة، من الممكن ان يحقق فيها أغلبية ساحقة لاينازعه فيها أحد على تشكيل الحكومة.. في الوقت الذي ستواصل حكومة الكاظمي أعمالها، وله فيها اليد العليا.

صاحبة السيادة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى