أحدث الأخبارفلسطينلبنان

أحداث مخيم عين الحلوة … ومخطط استهداف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين

كتب: عماد توفيق عفانة
مدير مركز دراسات اللاجئين

*العصر-استهداف المخيمات في لبنان تاريخيا*

تعرضت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على مدار أكثر من 75 عام هي عمر النكبة الفلسطينية، الى كثير من عمليات الاستهداف بالحصار والافقار والتدمير، أملاً في تفريغها من سكانها على مر السنين.

فقد حرص العدو الصهيوني باستمرار على ابعاد الوجود الفلسطيني عن حدوده الشمالية، فاستهدف المخيمات حاضنة الثورة والثوار بالمذابح والتدمير، وما وقع من تدمير ومجارز أكبر من ان يذكر هنا.



كما عمدت سياسات الدولة اللبنانية، على مدار 75 الماضية إلى إبقاء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فيها هدفاً للحصار والافقار، وصناعة بيئة طاردة، لتقليل سكانها لأهداف مختلفة بينها المحافظة على التوازن الديموغرافي للفسيفساء الطائفية التي تحكم البيئة اللبنانية.

كما أن سياسات الأونروا المنظمة الدولية الموكلة بتشغيل واغاثة اللاجئين الفلسطينيين، كانت عاملا مساعداً في تنفيذ هذه السياسيات بحق المخيمات، فلم توفر الأونروا الحماية للمخيمات، ولم تعمل على ترميم وبناء المخيمات ومنازل اللاجئين المتهالكة والتي باتت تسقط على رؤوس ساكنيها، فيما تواصل الأونروا تطبيق سياسة التقليصات فيما تقدمه للاجئين الفلسطينيين هناك ضمن سياسة الانسحاب التدريجي من حياة اللاجئين بحجج ودواعي مختلفة.

الامر الذي انعكس على تعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فبعد أن كان تعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يفوق النصف مليون لاجئ، بات تعدادهم الان اقل من 300 ألف لاجئ فلسطيني، حيث اضطر مئات الالاف للهجرة الى منافي وشتات بحثاً عن حياة أفضل.

البيئة الأمنية الهشة في المخيمات أغرت افرادا وجماعات متطرفة او إجرامية لاتخاذ المخيمات الفلسطينية في لبنان ملجأً لها، ما عرض المخيمات للتدمير بشكل شبه كلي نتيجة الاشتباكات الدامية سواء بين الجماعات المسلحة ذاتها، او مع جيش الدولة اللبنانية.

*أصابع ماجد فرج ومخطط الدولي*

المتابع للساحة اللبنانية يلحظ أن:
– وسائل الاعلام اللبنانية ركزت خلال اليومين الماضيين على تحميل ماجد فرج مسؤولية الاشتباك في عين الحلوة وأنه هو من خطط لها وأطلقها.

– مستوى التركيز والوضوح في الاخبار والتقارير الصحفية والمتحدثين اللبنانيين في برامج الحوارات في مختلف وسائل الاعلام اللبنانية من صحف ومواقع اخبارية ومحطات فضائية ومنصات إخبارية، ركزت على مسؤولية ماجد فرج عن الاشتباكات في مخيم عين الحلوة كان لافتا على غير المعتاد.

– الكتاب والمحللين من جميع ألوان الطيف السياسي اللبناني، من الموالاة والمعارضة، من المسيحيين والمسلمين، تطابقت معلوماتهم ومعطياتهم المفصلة وشبه الموحدة والمترابطة والمنسقة وكأنها خارجة من مصدر واحد.

– كشف المحللون السياسيون والكتاب عن تفاصيل مهمة من حوارات ماجد فرج مع المسؤولين السياسيين والامنيين اللبنانيين، وكأن بعض الجهات الرسمية اللبنانية تعمدت تسريب ما جرى لإيصال رسالتها الى اطراف محددة.

*أهم المعلومات المسربة:*

1- زيارة ماجد فرج مرتبطة بأهداف صهيونية خاصة، وضمن استهداف تيار المقاومة في المنطقة.

2- إثارة ملف السلاح
الفلسطيني في لبنان ليصب في نفس الاتجاه.

وتتجه التقديرات ان الجهات الرسمية اللبنانية رفضت او اعترضت على هذه الاهداف، ما دعا ماجد فرج إلى تنفيذ برنامجه من خلال افتعال الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، لإشعال واشغال الداخلي اللبناني ليخدم الوضع الصهيوني المعقد، على خلفية أزمة التعديلات القضائية؛ وتراجع الردع لدى الاحتلال، وفشل الاحتلال في ازمة الخيمتين على حدود لبنان، وتصاعد المقاومة في فلسطين المحتلة.



ويستدل المحللون على ذلك بأن طرفا في الاشتباك في عين الحلوة، يتعمد استهداف منطقة صيدا ومواقع للجيش اللبناني، وكأنها محاولة لجر الجيش اللبناني للتورط في الاشتباكات، هو ما دفع الجيش اللبناني للتحذير والتهديد بالرد على مصادر النيران.

وترجح التقديرات وجود برنامج دولي إقليمي ينفذه ماجد فرج والمجموعات المحسوبة عليه، مع جهات محلية تتقاطع معه، في تنفيذ مسلسل تخريبي يستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان، والتماسك اللبناني، على حساب المصالح الفلسطينية واللبنانية المشتركة، خدمة للاحتلال الصهيوني، أملا في الالتفاف على المقاومة اللبنانية المتحفزة من الخلف.

*التوصيات:*

1- يجب اعتبار الاشتباكات في مخيم عين الحلوة عمل مدان، لما يجره من ضرر على القضية الفلسطينية ويهدد قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

2- تهدد الاشتباكات أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية في لبنان وتضر بالمجتمع الفلسطيني وتخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتشكل خطر على الوجود الفلسطيني في لبنان وعلى العلاقات الفلسطينية اللبنانية.



3- يجب العمل على وقف إطلاق نار فوري، لوقف مخطط تهجير أهالي مخيم عين الحلوة، والحيلولة دون وقوع كارثة انسانية وازمة اجتماعية جديدة تفاقم الازمات التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.

4- يجب اعتماد سياسة رفض اللجوء الى العنف في حال الإشكالات، والتأكيد على السلم الأهلي، والدعوة بشكل عاجل إلى وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع وتشكيل لجنة تحقيق لقطع الاصابع المخابراتية .

5- استمرار الاشتباكات يسيء لصورة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ويشوه صورة السلاح الفلسطيني الذي ينبغي أن يوجه للاحتلال الصهيوني فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى