قال وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” :
_إن الولايات المتحدة تعتزم تصنيف جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا في اليمن منظمة إرهابية.
هذه الخطوة من جانب بومبيو، والتي تأتي في اللحظات الأخيرة من عمر إدارة ترامب، ومالم يرفض الكونغرس قرار بومبيو، ستحل جماعة الحوثي على القائمة الأمريكية السوداء في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني الجاري، أي قبل يوم واحد من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن هذا حسب زعمهم.
ويتطلع مستشارو بايدن إلى إنهاء حرب مدمرة في اليمن منذ ست سنوات.
هاهي أمريكا توجه بأصابع الأتهام إلى أنصار الله بأنهم منظمة إرهابية، ولسان حالها يقول إن لحركة أنصار الله أثراً خطيراً على كيان أمريكا، وهي تمثل خطراً يهدد وجودها في كل أقطار شبه الجزيرة العربية.
فترامب لا يتصرف من تلقاء نفسه، فكلهم أذرع لأخطبوط واحد يحركهم كيف يشاء!
فأمريكا هي الأخطبوط الذي لديه عدة أذرع كما ذكرت سابقاً، فبذراع تقود حربها على اليمن منذ ست سنوات بدعمها لقوى تحالف العدوان بكافة الأسلحة والعتاد العسكري، وكل ماتوقد وتشعل به نيران الحروب بشتى أنواعها.
وبذراعاً آخر تعيد صناعة داعش وتمويله من جديد في كل بلدان الأمة العربية والإسلامية، وغيرها من البلدان في العالم.
وذراعاً تقود بها كل رؤساء وحكام العرب من الذين باعوا قضيتهم وطبعوا مع الكيان المغتصب.
وذراعاً تقود بها كل الرؤساء والحكام والسياسيين في أمريكا حسب مخططاتها التي ترسمها للتنفيذ.
ولا زال لديها الكثير من الأذرع التي تمدها وتشعل بها نيران الحروب والفتن والصراعات، في جميع البلدان وخاصة العربية والإسلامية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا بومبيو وزير الخارجية الأمريكية يصنف جماعة أنصار الله في اليمن منظمة إرهابية ؟!
وأمريكا نفسها هي من تقود تلك الحرب، وتدعمها وتشعل نيرانها منذ ست سنوات على اليمن!
هنالك عدة إحتمالات للإجابة على هذا التسؤال الذي يشغل تفكيري!
وأولها أن ترامب لايريد أن يعترف بالهزيمة أمام حركة أنصار الله رغم ماعمل من مجهود عظيم في دعم هذه الحرب على اليمن، ولكنه لم يحصد سوى الهزيمة والفشل والإنكسار.
وكذلك لتبرئة نفسه من أصابع الإتهامات التي يوجهها إليه بايدن، بزعمه أنه سيحاسبه، وسيفتح ملف بخصوص هذا الشأن جراء مافعله من جرائم بحق الشعب اليمني، وأنه سيتلقى عقوبات هو ومن يشتركون في ملف هذه القضية.
فترامب من خلال هذا التصريح بزعمه أن حركة أنصار الله منظمة إرهابية، ينفذ مخططاً أمريكياً من خلف الستار سيقوم بإكماله “بايدن” لأستمرار الحرب على اليمن بشكلٍ رسمي بزعمها أنها تحارب
“منظمة إرهابية” وتظهر أمريكا من جديد ولكن بوجهٍ حقيقي، بعد أن كانت متسترة خلف الصفوف تدير الأمور بخفية.
فأمريكا ستستمر في دعمها لقوى تحالف العدوان، بكافة أنواع الأسلحة والعتاد، لإيقاد نيران الحرب من جهة!
وستستمر في حلب البقرة الحلوب ولكن بطريقة أخرى!
أي أنها بمخططها الجديد الذي سيتولى تنفيذه بايدن، ستأخذ البقرة الحلوب وتضعها في حظيرتها الخاصة، وستكتب لائحة على بوابة تلك الحظيرة:
“هذه البقرة خاصة بأمريكا، فمن أراد أن نقدم له فائدة! فليدفع لنا حق رعايتها وحمايتها في حظيرتنا الخاصة” .
وكذلك لا ننسى أن أمريكا بكامل هيبتها وعظمتها وجبروتها تنهار وتخضع أمام قوة وصمود وعزيمة أنصار الله. فأنصار الله قد مرغوا أنف أمريكا في التراب، وحرروا معظم أراضي اليمن من تحت سيطرتها وسطوتها، وأسقطوا داعش في مأرب، ولا زال أنصار الله يكملون مسيرتهم في تحرير مأرب، وهذا هو السقوط المدوي، والهزيمة الكبرى لعظمة أمريكا.
وإن الله على نصرهم لقدير