“أوجه رسالتي هذه للعالم، بأن يتحركوا لإنقاذ سجناء البحرين، فهم يتعرضون للقتل البطيء المتعمّد”

ماذا يعني العزل الأمني؟!
العصر-معتقل الرأي محمد جمعة الخور، أحد السبعة عشر سجين المعزولين أمنيًا لمدة عام، يصف للعالم المستهين “بالعزل الأمني”، الذي يعانيه معتقل الرأي في البحرين، ليعرف من لا يعرف كيف هم يعيشون داخل سجون البحرين التي فاقت سجن غوانتانامو المعروف بسحق إنسانية المعتقل بشكل تام.
يذكر الخور بأنهم في مبنى العزل الذي يسع ما يقارب 120 نزيل، متواجدين فيه المعاقبين بسياسة العزل الأمني، حيث لا يتعدى عددهم 17 سجين، بعيدين عن بقية السجناء ، زنازين غير مهيئة لتواجد سجناء فيها، لا تحتوي على فراش لينام عليه المعزول أمنيًا، ولا يملك شيء يسلي بهِ وقته الطويل سوى الجدران المحيطة به، ولا يسمعون إلا حسيس القيود “الأفكري” التي لا يتم فكها عنهم حتى عند خروجهم للتشمس!
يضيف؛ بأنهم واقعين بين المطرقة والسندان، بين أن يمتنعوا عن التشمس في حال عدم فك السلاسل عنهم، ويتعرضون للإصابة بالأمراض، وإما خروجهم للتشمس بالسلاسل، وتحمل إصابتهم بالجروح جراء القيود الصعبة في المشي وممارسة الرياضة!! أي نوع من البشر هؤلاء؟!
ومن التعذيب الغريب الذي يمارسه من يحسبون أنفسهم بشر، هو نقل معتقل الرأي للعزل الأمني بين جنائيين، خطرين، وبينهم مصابين بأمراض معدية، كنوع من التعذيب النفسي الذي تمارسه إدارة سجن جو مع معتقلي الرأي.
المعزولين محرومين من كافة حقوقهم، التغذية الصحية والنظيفة، العلاج، ونقلهم للعيادة في حال إصابتهم بوعكة صحية، كالفطريات التي يعاني منها الخور عام بأكمله ولم يتم نقله للعيادة ليتم معالجته، لا يوجد أي مسمى للحقوق داخل مقبرة العزل الأمني، وهذه السياسة الممنهجة، أحد سياسة القتل البطيء المتعمدة من إدارة السجن.
ويختم رسالته الأولى، بنداء مؤلم للشعب، ويسأله: أينكم عنّا؟! هذا العتاب لا يتلفظ به المعتقل؛ إلا حين يشعر بالخذلان ممن يجب أن يكونوا صوته بالخارج، ويحتاج دعمهم ومساندتهم في المعارك التي يخوضونها داخل السجن رغم التنكيل والتعذيب والعزل، لأنهم يحتاجون لمن يتضامن مع مطالبهم الحقة، وأن لا يتركون وحدهم، يكفيهم عزل السجن، لا يحتملون عزل الشعب والوطن كذلك، فكونوا يا شعب الوفاء لهم عونا؛ فأنتم صوتهم
#لنا_حق