أين مشايخ وثوار الناتو من الغزو “الإسرائيلي” للإمارات والبحرين والسعودية؟!
مجلة تحليلات العصر
قال رجل الأعمال الإماراتي المعروف، وأحد المساعدين الرئيسيين للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، محمد العبار، إن الهدف الأول لتطبيع بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي يكمن في بناء “علاقات عائلية” بين الجانبين، وان الاعمال التجارية ستأتي تلقائيا.
وفي كلمة له خلال مؤتمر تطبيعي، قال العبار”ان اكبر نكتة قلتها لشخص ، لم يسمه، : “لا. لا نقوم بصفقات تجارية. أحتاج إلى أن ألتقي والدتك وأن تلتقي أنت بوالدتي. هل يمكننا فعل ذلك أولا؟.. لذلك أنا مصر على إعادة توحيد العائلة”، ويقصد العائلة “الاماراتية الاسرائيلية”!!.
ما قاله العبار عن “صهر” العائلة الاماراتية بالعائلة “الاسرائيلية”، للخروج بعائلة واحدة، تكشف وبشكل خطير رؤية سلطات الامارات للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، والتي تتجاوز الحدود السياسية والاقتصادية والعلمية الزراعية، كما روجت لها الامارات في البداية لدى تبريرها التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.
هذه الرؤية جسدتها سلطات الامارات بشكل عملي على الارض خلال الفترة القصيرة الماضية، كالاحتفال، بعيد الأنوار أو عيد “حانوكا”، عبر نصب شمعدان كبير أمام مبنى برج خليفة في دبي، شارك فيه العديد من المستوطنين “الاسرائيليين” . واقام المطرب “الإسرائيلي” يشاي لابيدوت حفلا عند الشمعدان، كما سيقوم عدد من المطربين الإسرائيليين الآخرين حفلات بمدن إماراتية أخرى.
اللافت ان نصب الشمعدان أو شمعدان الهيكل، له دلالة في غاية الاهمية والخطورة، حيث يؤكد النصب، على حق اليهود في بناء هيكلهم المزعوم، عل انقاض المسجد الاقصى في “عاصمتهم” القدس المحتلة. ورمزية العيد الذي احتفل به الاماراتيون، ليس خافيا عن الاماراتيين، حيث اكتب أحد الباحثين الإماراتيين على تويتر قائلا:”الإمارات ترفع نصب شمعدان الهيكل أمام برج خليفة كمشاركة رمزية من سمو الشيخ محمد بن زايد للأصدقاء الإسرائيليين في حقهم في بناء الهيكل المقدس وعاصمتهم أورشليم والاحتفال بعيد الحانوكا اليهودي!!”.
يبدو ان “الاسرائيليين” الذين لم يوجهوا الا الجفاء والكراهية من قبل الشعبين المصري والاردني رغم اتفاقيات “السلام” التي عقدتها مصر والاردن مع الكيان الاسرائيلي، وجدوا صدورا رحبة واحضان دافئة من الاماراتيين، الى الحد الذي كتبت صحيفة “يسرائيل يهوم” إن “أجهزة الأمن الداخلي والمخابرات الإسرائيلية بدأت بتأسيس مقرات لها بدولة الإمارات، تمهيداً لوضع خطط وتدريب عناصر محلية على مواجهة أي عمليات إرهابية تستهدف “اسرائيل” في الدول الخليجية”!!، وتشكيل جبهة اماراتية بحرينية “اسرائيلية” لمواجهة حزب الله، وتصنيفه كـ”منطمة ارهابية”!!.
الامارات التي بدأت بالتضييق على العرب والمسلمين من الدخول اليها، ازالت تأشيرة الدخول اليها امام “اسرائيل” التي بدات بارسال المجرمين والقتلة واصحاب السوابق اليها ، كما جاء ذلك في تقرير هو الثاني للقناة (12) “الاسرائيلية الخاصة، نشرته، يوم الأحد، على موقعها الإلكتروني حول منظمات الجريمة الإسرائيلية في دبي، حيث ذكرت القناة “إنه مع دخول اتفاق التطبيع بين “إسرائيل” والإمارات حيز التنفيذ، فرّ مجرمون “إسرائيليون” بعضهم مطلوب في قضايا قتل وتهريب مخدرات إلى دبي واندمجوا فيها”.
وأكد ضابط كبير في الشرطة “الإسرائيلية” ، كما نقلت القناة، أن بعض المجرمين الذين فروا إلى دبي كانوا ضالعين في تهريب 750 كغم من مخدر الكوكايين من غواتيمالا جرى ضبطها الشهر الماضي في ميناء اشدود جنوبي فلسطين المحتلة ، وكذلك تهريب 3.2 أطنان كوكايين كان يفترض نقلها من بلجكيا إلى “إسرائيل”.
هنا نتساءل اين مشايخ وثوار الناتو، الذين “جاهدوا” في العراق وسوريا وليبيا واليمن و..؟، اين هؤلاء المشايخ والثوار الذين احرقوا الدول العربية وقتلوا المسلمين تنفيذا لفتاوى مشايخ الناتو؟، لماذا صمت مشايخ الناتو عن غزو الصهاينة للامارات والبحرين والسعودية؟، لماذا لم يرفع ثوار الناتو شعار الله اكبر ضد هذاا الغزو كما كانوا يرفعونه عندما يذبحون المسلمين من الوريد الى الوريد؟، هل بقي بعد هذه الخيانات الفاضحة لملوك وامراء ومشايخ الخليج الفارسي، من شك ان مشايخ الناتو وثوار الناتو ليسوا الا بيادق بيد الامريكي والاسرائيلي، وان الذي شهدته سورية لم تكن ثورة، والذي يشهده اليمن لم يكن محاولة لاعادة الشرعية، وما شهدته ليبيا لم يكن محاولة لانقاذها من الدكتاتورية، وما شهده العراق لم يكن من اجل الانتصار لـ”السنة” المهمشين”، بل معارك اشعلها مشايخ ثوار الناتو، من اجل سواد عيون “اسرائيل”، التي لن يكتب لها الحياة الا بموت المجتمعات العربية.