إحباط مؤامرات تحالف العدوان في إعلان إنفصال جنوب اليمن

يكتبها محمد علي الحريشي
العصر-شنت أمريكا وتحالفها العدواني حملات إعلامية معادية ومغرضة ضد وحدة اليمن خلال الأيام الماضية.
فماهي الأهداف وراء شن تلك الحملات؟
مع حلول الذكرى ال: 32 لوحدة اليمن التي تحققت في مثل هذا اليوم من عام 1990،شنت الإدارة الأمريكية وبريطانيا والسعودية والإمارات حملات إعلامية وسياسية مركزة بهدف خلق واقع سياسي جديد في جنوب اليمن، وهذا ماتجلت مظاهره في الحركة النشطة والمتسارعة التي قامت بها أمريكا والتحريض لمكون الحراك الجنوبي الانفصالي لترتيب صفوفه السياسية واعلان أهدافه في استعادة مايسميها « بدولة الجنوب».
ازاد النشاط الأمريكي عقب اختتام جولة المفاوضات اليمنية السعودية التي جرت في صنعاء منتصف شهر رمضان الماضي، تلك الجولة التي حققت تقدما ملحوظا نحو إنهاء العدوان والدخول في مرحلة السلام،
أمريكا كانت تراقب المفاوضات وبعد اطلاعها على نتايج المفاوضات جن جنونها، رات في النتائج انها انتصارا لليمن وهزيمة لمشروع عدوانها ولذلك مارست ضغوطا شديدة على النظام السعودي لتغيير موقفه، وعلى إثر ذلك تحركت لتهيئة الأرضية لتخلط من خلالها الأوراق حتى تجد للنظام السعودي متنفسا ومساحة واسعة للهروب من التزاماته ووعوده التي قطعها على نفسه في شهر رمضان الماضي، هنا رات أمريكا ان الورقة الجنوبية هي الورقة الرابحة وهي التي ستخلط الأوراق فتم دعم دعاة الانفصال للقيام بحركات استفزازية تمس بكيان الدولة اليمنية
الموحدة، المخطط الأمريكي هو بكل اختصار البحث عن ردات الفعل العسكرية من قبل قيادة صنعاء والدخول في اقتتال داخلي ومن هناك سوف تقوم بإدارة الصراع وهذا سوف ينتج عنه انشغال قيادة صنعاء بالمواجهة الجديدة وانصرافها إلى حد ما عن مطالبة النظام السعودي باستئناف الحوار على الأقل في الوقت القريب ومن هنا تكسب أمريكا الوقت لتعيد تموضعها وترتب اوراقها.
هناك عناصر مساعدة استخدمتها لتعزز بها من تحقيق اهدافها وهي زيارة قيادات عسكرية مصرية إلى عدن، تصريحات سفراء بريطانيا وفرنسا المؤيدة للانفصال، دعوة السعودية مايسمى برئيس مجلس القيادة العليمي في قمة الدول العربية في جدة، بيان القمة العربية المستفز لليمن كلها أوراق أمريكية مستفزة تهدف منها خلق ردود أفعال من صنعاء تستفيد من نتائجها، كما هو معهود عن السياسة الأمريكية.
لكن صنعاء استوعبت المخطط ولم تتصرف وماترغب اليه أمريكا وتتمناه بل قامت بإرسال عدة رسايل إلى النظام الأمريكي والنظام السعودي منها الدعم القوي لحركة الجهاد الاسلامي ابان عدوان الخمسة ايام توج الدعم اليمني بالمسيرات الشعبية التي عمت المدن ومراكزالمحافظات اليمنية، الرسالة الثانية التي ازعجت امريكا وتحالفها هي استقبال صنعاء لوفد من كبار مشايخ ووجاهات محافظتي ابين وشبوة تلك الرسالة كان لها الوقع الكبير على الأمريكي والبريطاني والسعودي وهي رد على الأهداف الأمريكية بتحويل الصراع إلى حرب داخلية.
من نتائج فشل الأهداف الأمريكية هي فشل أهداف اجتماع المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن وجمعيته الوطنية بالمكلا والتي خرجت ببيان باهت فاشل ارادت منه التغطية على فشلها، وفي الحقيقة ان المجلس الانتقالي وجمعيته الوطنية ووجها برفض شعبي جنوبي كبير ظهر في مواقف قبائل ومكونات اجتماعية في محافظات لحج (الصبيحة) وابين وشبوة وحضرموت والمهرة
احترقت الورقة الأمريكية وبالتالي احترقت الأوراق السعودية وليس امامها غير طريقين اما الرجوع إلى تفاهمات صنعاء التي تمت في شهر رمضان أو الاستعداد لتلقي ضربات تدمر اقتصادها وهذا الذي لن تتحمله خاصة في ظل سياستها الجديدة التي تتطلب فيها إنهاء مشاكلها مع عدد من الدول التي دخلت معها في صراع،
خاتمة الفشل السعودي ظهر اليوم في الكلمة التي القاها العليمي بمناسبة ذكرى عيد الوحدة ، واضح ان الكلمة تم كتابتها من قبل المخابرات السعودية وهي موجهة إلى صنعاء لكن فات المخرج والمنتج لتلك الكلمة الساذجة شيء واحد وهو عدم مراعاة واحترام النفسية اليمنية التي تكتشف المحاولات السعودية الباهته و لايمكن ان تصنع لها ارضية يمكن ان تناور من خلالها وتدفع بها عن واقعها التعيس الذي وجدت نفسها فيه مغروسة وسط الوحل اليمني
خلاصة الكلام فشلت الأهداف الأمريكية ولم يتحقق منها شيء على صخرة الوعي الشعبيةاليمني وخابت كل محاولات تقسيم اليمن ولم يحدث ماكان تتمناه أمريكا وتبعثرت احلامهم في الهواء.