إدارة أمريكا لملفات عراقية… بين حكومة الكاظمي و حكومة ائتلاف ادارة الدولة
العصر-في مقابلة تلفزيونية لوزير الخارجية فؤاد حسين مع إحدى القنوات الفضائية قبل أيام يمكن لنا رصد بعد النقاط الهامة و التي تمثّل امتداداً لسياسة الحكومة السابقة و التي سنوردها تباعاً كما يلي و التي سنعلق عليها لاحقاً:
١- دعوته للشركات السعودية خاصة و الخليجية عموماً للاستثمار في العراق .
٢- طرحه لمسألة الربط الكهربائي مع كلاً من الشبكة السعودية و الخليجية و أن المباحثات في هذا الشأن تمّت قبل ثلاث سنوات و أن هناك مفاوضات بين الفنيين على الأسعار.
٣- إعلانه عن استيراد الطاقة الكهربائية من الأردن بمقدار ١٥٠ ميغاواط.
٤- إعلانه عن بدء العمل بإنشاء المدينة الصناعية الواقعة داخل الأردن عند الحدود العراقية-الأردنية.
٥- إعلانه الصريح عند مفاوضات مع شركات استثمار و التي ستقوم بإنشاء انبوب بصرة-عقبة ضمن ثلاث مراحل.
التعليق على النقاط :
١- فيما يتعلق بالإنفتاح الاقتصادي مع السعودية فإننا نراه مصداقاً لزيارة حميد الغزي الى السعودية أثناء حكومة الكاظمي و الذي تم وضع فيها أساس لهذه الخطوة دون المطالبة بتعويضات عراقية من حكومة النظام السعودي لعوائل الشهداء الذين ارتقوا نتيجة للعمليات الإرهابية التي قام بها سعوديون في العراق و التي استهدفت المساجد و الحسينيات و الأسواق منذ عام ٢٠٠٤ و ما بعدها، حيث لم يكن المديح الخليجي المفاجئ للعراقيين أثناء دورة الخليج الأخيرة من باب الصدفة ، و إنما لترطيب و تهيئة الاجواء الشعبية لتقبّل هكذا وجود استثماري خليجي على الأراضي العراقية.
٢- فيما يتعلق بالنقطة الثانية التي تدور حول الربط الكهربائي مع السعودية ، فإنه و حسب خبراء اقتصاديون فإن تكلفة 1GW هو ما بين ٩ – ١٢ سنت للوحدة و هو من أغلى الأسعار المتداولة في المنطقة ، حيث مثلاً تبلغ تكلفة 1GW من إيران ٥ سنت للوحدة.
٣- على الرغم من أن تكلفة 1GW من الأردن هي ٥ سنت للوحدة إلاّ أن فؤاد حسين تناسى متعمداً مصدر الغاز الذي تولّد به الأردن ٧٠٪ من طاقتها الكهربائية بمعدل ٣ مليار متر/مكعب سنوياً ، حيث و بحسب المعلومات فإن هذه النسبة تأتي من مستوطنة بيت شيعان الصهيونية على الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث تقع هذه المستوطنة في قبال مدينة إربد الأردنية .
٤- المنطقة الصناعية التي بُدِئَ العمل بها تقع في الأراضي الأردنية هي في الحقيقة تُشيّدْ بأموال عراقية حصراً و هذا ما لم يقُلْه فؤاد حسين ، حيث أن الهدف هو إيجاد فرص عمل للأردنيين بأموال عراقية و من ثمّ يقوم العراق بإدخال هذه البضائع لبيعها في الأسواق الداخلية دون العمل على إيجاد و إنشاء مدن صناعية عراقية.
٥- في وقت بُحّتْ فيه الأصوات حول عبثية أنبوب النفط (بصرة-عقبة) فإن الوزير ضرب بكل الإعتراضات الشعبية على إنشائه بعرض الحائط و قفز ليتحدث عن مفاوضات مع شركات استثمارية ستقوم بتأسيس هذا الأنبوب و الذي سيكلف العراق ما بين ١١-١٤ مليار دولار و يضخ حينها ٢٠٠ الف برميل نفط/ يومياً للأردن و التي ترتبط بشبكة انابيب غازية و نفطية مع الكيان الصهيوني ، بينما تضغط الادارات الاميركية المتعاقبة على الحكومات العراقية المتوالية نحو إماتة مشروع انبوب كركوك-بانياس السورية و الذي يشكل بديلاً لتصدير النفط العراقي .
من كل ما سبق … فإن السياسة الاميركية منذ حكومة المخلوع الكاظمي و خلال ادوات أميركية في حكومة ائتلاف ادارة الدولة تعمل على إدخال العراق في منظومة اقتصادية تحت ضغط الدولار تكون أدواتها في المنطقة هي المستفيدة منها على حساب الانفتاح على الصين و روسيا و إيران الاسلامية.
على القوى الإسلامية المشاركة في الحكومة التي لازلنا نتأمل منها خيراً بألاّ تقع في شراك الأميركي الذي يعمل على بناء مشروعه في المنطقة هذه الذي يرمي الى الاعتراف بالكيان الصهيوني و التطبيع معه في نهاية المطاف ، و يجب على هذه القوى الرجوع الى حواضنها الشعبية و الارتكاز عليها و إيجاد البدائل الاقتصادية التي تعود على الشعب العراقي بالنفع المباشر.