إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت
مجلة تحليلات العصر الدولية - عدنان علامه
في الوقائع وخلال زيارة وزير الصحة اللبنانية حمد حسن إلى سوريا ولقائه نظيره السوري وزير الصحةَ السوري الدكتور حسن الغباش والإعلان عن تقديم سيادة الرئيس حافظ الأسد مكرمة مقدارها 75 طن من الأوكسيجين إلى لبنان بمجرد لقاء نظيره السوري الدكتور الغباش وإعلان الوزير اللبناني أن أكثر من ألف مريض لبناني بالكورونا على اجهزة الأوكسيجين الذي يكفيهم ليوم واحد فقط.
وفجأة صرح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، إلى أنّ “هناك مصنعين كبيرين للأوكسيجين في لبنان يلبّيان الطلب، ولا نقص في هذه المادّة”.
فيا حضرة النقيب فمن الناحية البروتوكولية والأدبية واللياقة؛ من المعيب جداً أن تناقض تصريح وزير الصحة إستدان ليدفع للمستشفيات الخاصة مليارات الدولارات المتراكمة منذ عهد عدة حكومات متعاقبة. ويبدو أن الأوامر السياسية والمصلحة الخاصة قد تغلبت على الرسالة الإنسانية لشفاء مرضى كورونا مهما كان انتماؤهم المذهبي والسياسي والطائفي.
ولا بد من تذكير حضرة النقيب كيف كان يناشد قطاع الطرق ذليلاً مطلع هذا الشهر لتمرير قوارير الأوكسبجين إلى المستشفيات حيث كاد ان ينفذ المخزون من العديد مَن المستشفيات حسب تصريحه. وفجأة أصبحت الوفرة في الأوكسيجين وتأمينها من معملين يسدان حاجة المستشفيات الخاصة.
أقولها بصراحة هناك فئة من اللبنانيين لديهم حقد دفين ضد سوريا ومن يتعامل معها وهؤلاء لم يعتادوا على تنشق الأوكسيجين المشبع بالعزة والكرامة والوطنية والسيادة لإنهم لم يعتادوا عليه.
ولا بد من تذكير نقيب المستشفيات الخاصة التلكؤ والمماطلة في تجهيز أقسام خاصة لمرضى الكورونا في المستشفيات الخاصة.
ولا بد من التذكير بأن الدول التي تدعي حبها ورعايتها للبنان واللبنانيين فإنها تتفرج على لبنان يغرق ويتجه نحو الإنهيار الشامل كما وعدنا كل من بومبيو َوفيلتمان أمام لبنان خيارين : “لبنان امام خيارين الفقر الدائم أو الإزدهار المحتمل ما لم يذعن لبنان للشروط الأمريكية ومنها حكومة تكنوقراط غير حزبية”. وبناء عليه فيبدو أن الرئيس المكلف أذعن للشروط الأمريكية متناسياً بأن من يقول الألف عليه أن يكمل حتى الياء.
إن متابعة الأمور الصحية في الدولة اللبنانية هي من مهام وإختصاص وزير الصحة اللبنانية؛ وقد أثمرت زيارته “شرقاً” إلى الشقيقة سوريا تأمين مكرمة رئاسية مقدراها 75 طن من الأوكسيجين الضروري جداً لمرضى كورونا في مختلف المستشفيات. ومن لديه حساسية من الأوكسيجين السوري فليتصل بنقيب المستشفيات في لبنان ليؤمن له الأوكسيجين البديل.
شكراً سيادة الرئيس بشار الأسد على هذه المكرمة الإنسانية التي تجاوزت وارتفعت عن كل الخلافات السياسية. وشكراً لوزير الصحة السوري الدكتور حسن الغباش على تعاونه والشكر الجزيل لوزير الصحة الدكتور حمد حسن على هذه المبادرة الشجاعة في ظل الضغوط الأمريكية لتخفيف تكاليف إستشفاء مرضى الكورونا على حساب الدولة اللبنانية. وأذكر نقيب المسنشفيات الخاصة بالمثل القائل : “إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت”.