إضطهاد الرهبان العرب في أم الكنائس إلى متى؟
مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني
ظاهرة مقلقة وخطيرة في ذات الوقت، يعاني منها إخوتنا اللاهوتيين الرهبان العرب العروبيين في كنيسة القيامة، “أم الكنائس” المحتلة من قبل الرهبان اليونان منذ أكثر من 500 عام،ووصل بهؤلاء الرهبان المحتلين إلى تجريد الكنيسة العربية الأرثوذكسية من كافة الإمكانيات،إذ قاموا بتسريب العقارات والأراضي ومعظم الوقفيات الكنسية إلى الصهاينة بيعا وتأجيرا طويل الأمد ،وقيل أنه لولا هذه الوقفيات الكنسية لما قامت “إسرائيل”،وقد حرموا الخزينة من العوائد المالية الناجمة عن هذه التسريبات،وتركوا الرعية العربية في فلسطين والأردن ،في حال يرثى له ،من حيث إنعدام الخدمات والإهتمام والرعاية.
لم تقف الأمور عند تسريب الممتلكات للصهاينة ونهب العوائد المالية ،وإهمال الرعية العربية هنا وهناك،بل تتطور الأمر إلى حرمان اللاهوتيين العرب المتمكنين من القيام بدورهم في كنيستهم وترقيتهم ،وتكريمهم كأبناء للكنيسة العربية،ولدينا في هذا السياق نموذجان صارخان لتهميش اللاهوتيين العرب المتمكنين وهما على سبيل المثال لا الحصر:المطران عطا الله حنا مطران سبسطية ،الذي يخوض مع الرهبان اليونان معارك متواصلة شرسة وصلت بهم إلى دس السم له قبل نحو السنتين ولكن الله سلّم ،ونجا من الموت ولا يزال شوكة دامية في حلوق الرهبان اليونان المحتلين.
أما النموذج الثاني فهو اللاهوتي الثائر المتمكن الراهب انطون حنانيا العكاوي الجليلي،الذي يسير على خطى السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام،ويتبع خطواته ،وهذا ما جعله هدفا للتحالف الصهيوني الذي يضم الإنعزاليين في لبنان والرهبان اليونان في القدس المحتلة ،وهو فلسطيني ما يزال يعمل ويحلم بحق العودة وبالتحرير ،وبتطهير الكنسية المقدسية من ربق الإحتلال اليوناني،وهم يطاردونه من مكان إلى مكان ويفرضون عليه العزلة والحرمان والتهميش والإبعاد،رغم أنه يمتلك مواصفات اللاهوت كاملة بل ويزيد بسبب ثقافته وفكره الثوري وهذا ما جاء به السيد المسيح رائد التغيير بالنسبة لخراف بني إسرائيل.
هاجرت عائلة الراهب حنانيا إلى لبنان،ورفض التجنيس والظلم الواقع على الفلسطينيين في لبنان وخاصة الفقراء منهم في المخيمات ،مع أن السلطات اللبنانية قامت بتجنيس الأثرياء الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين وهم حاليا أعلام في مجالات السياسة والإقتصاد هناك،وتركت الفقراء في المخيمات عرضة للخطف والفقر والتهميس والحرمان،وغادر إلى كندا ومكث فيها لعشرات السنين دارسا ،وقد لاحقوه هناك وخاض معهم العديد من المعارك ورفض الحصول على الجنسية الكندية ،وعاد إلى لبنان ولكنه أعداءه كانوا له بالمرصاد،فلجأ إلى سوريا حيث يقيم في دير القديس جاور جيوس صيدنايا ،مهمشا ومحروما ومع ذلك ما يزال مصرا على انتزاع حقوقه الكنسية ومواجهة التحلف الصهيوني .
الراهب حنانيا العكاوي الجليلي نموذج صارخ للتعسف والظلم الذي يمارسه الرهبان اليونان المحتلون لكنيسة القيامة ،ويجب على اخوتنا العرب الأرثوذكس القيام بثورة عارمة ضدهم لتطهير كنيستهم ،وإرجاع هيبتها وإستعادتها من براثن هؤلاء المحتلين،لتعود منارة حرية وعلم وطهارة تليق بمكانتها كأول كنيسة عربية مسيحية أرثوذكسية ،حافظ الفاروق على مسيحيتها بعدم الصلاة فيها عندما جاء إلى بيت المقدس ليتسلم مفاتيح المدينة من البطريارك العربي صفرونيوس.
آن الأوان لينهض العرب الأرثوذكس لدعم وتمكين الراهبين الثوريين العروبيين عطا الله حنا وأنطون حنانيا وآخرين بطبيعة الحال،فهما بحاجة ماسة للدعم بكافة أوجهه ،كي يتمكنا من مواصلة المواجهة.