إقليم الشرق المسلم في خطر…. السبب أهله
مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني
تنحصر ملكية الشرق المسلم في العرب والإيرانيين والأتراك وهناك من يقول أن الكرد أيضا من ضمن الشراكة ،ولا ضير في ذلك فهم أهل فاتح القدس ومحررها من الفرنجة البطل صلاح الدين الأيوبي،وبالتالي فإنه في حال لم يتفق هؤلاء الكونون الأربعة وأصحاب الإقليم الشرعيين ،على الحد الأدنى من المصالح المشتركة ،فإنهم سيلقون بأنفسهم إلى التهلكة ،ويسلّمون الإقليم إلى الصهاينة الدخلاء عليه.
أعلم أن هناك مشكلة عويصة وهي أن العرب العاربة منهم والمستعربة لديهم خلل كبير ،ولديهم 22 لسانا ،وهذه مشكلة لأن هذه الألسن غالبيتها صهيونية ،في حين أن لكل من الأتراك والإيرانيين والأكراد لسان واحد،أو مرجعية واحدة حسب التعبير السياسي،وهذا يعني أن الخلل يكمن في الجانب العربي المتصهين والمتأمرك ومن كان يدور في فلك بريطانيا ،وعقد معها إتفاقيات قايض فيها فلسطين بحكم الجزيرة العربية ،وأعني الملك عبد العزيز بن سعود.
يقول البعض أنه بالإمكان التعامل مع جامعة إيدن العربية ،ولكن المشكلة التي لا يريد أحد الإعتراف بها ،هي أن واقع هذه الجامعة لا يرضي أحدا يريد تحقيق المصلحة العامة ،لأنها مرتهنة للبترو-دولار الخليجي النفطي وتحديدا الإمارات والسعودية ،كما أنها تنتحل إسما غير إسمها الحقيقي وهو أنها جامعة الدول العربية وليست جامعة الشعوب العربية ،وجاء تأسيسها لسهولة إتصال وزير خارجية بريطانيا السير انتوني إيدين الذي أراد أن يحسم أي قضية بإتصال واحد .
واقع الحال في الإقليم المسلم لا يتبيء بخير لأن العلاقات بين مكوناته الأربعة متهتكة إلى حد الإنسلاخ ،وهذا الأمر يسهّل على أعداء الأمة النفاذ إليه بكل سهولة ،فعلى سبيل المثال فإننا نشهد علاقات عربية –إيرانية سيئة ،نجم عنها ظاهريا إستئجار الصهاينة لضرب إيران،وكذلك فإن العلاقات التركية –الإيرانية سيئة أيضا ،وكذلك العلاقات العربية والتركية ،والعلاقات الكردية مع كل من العرب والإيرانيين والأتراك،وهذا ما سهل على مستدمرة يهود الخزر في فلسطين النفاذ مدفوعة الأجر إلى حد التهود ،ولا أحد ينكر العلاقات العميقة بين الكرد ومستدمرة إسرائيل ،وبين مستدمرة إسرائيل والعرب،وهذا ما كنا نحذر منه على الدوام بعد أن تمكن الشعب الإيراني من طرد الشاه المقبور الذي كان وكيلا للسي آي إيه في الإقليم ،وعميلا ممتازا لمستدمرة إسرائيل ،إذ كان عينهم على العراق وبنكا مركزيا لهم وكذلك بئر نفط ينافس في دعمه لهم عربان الجزيرة.