إنتصار الثورة الإسلامية في إيران أيقظت الشيعة وأقلقَت السعودية،

كتب اسماعيل النجار
العصر-٧ يناير ١٩٧٨ تاريخٌ مشؤوم بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية والمملكة السعودية وإسرائيل،
هوَ اليوم الذي أستيقظَ فيه العالم على عمامةٍ سوداء ورجلٌ ثمانيني ينزلُ عن سُلُّم الطائرَة يتأبط ذراعه قائدها الفرنسي الجنسية، وينتظره في أسفل السُلُّم كبار رجالات الثورة والملايين في الشوارع تُلَوِّحُ في القبضات رجالٌ ونساء وجميع المُقَل مليئة بالدموع،
يومها إستفاقَ الشيعه في جميع أنحاء العالم من حُلُمٍ ما كانَوا يحلمون بهِ وكأنَّ مُحَمَّداً عليه أفضل الصلاة والسلام بدء بنشر دعوته النبويَة ذاكَ اليوم،
أميركا صُدِمَت وإسرائيل لم تصحو من الصدمةِ بعد، أما القلق الكبير ساورَ حُكام السعودية الوهَّابيين، وأهتزَت فرائصهم من خبر سقوط إيران بيَد أتباع الإمام الخميني العظيم،
على الفور تحركت أميركا وأذنابها في الخليج ومعهم الكيان الصهيوني الغاصب، فكان صدَّام حسين ابو النخوة بالنسبة لهم فأخذَ على عاتقهِ محاربة الدولة الإسلامية الفتية وكان لأميركا وإسرائيل وآل سعود ما أرادوا! وبالرغم من ضراوة الحرب وحجم الخسائر إلَّا أن الإمام الخميني قُدِّسَ سِرُّه لم يقبل بوقف إطلاق النار إلَّا بعد تحرير آخر شبر من إيران إحتلته قوات الغزو التابعة لنظام صدَّام المجرم،
وضعت الرياض خطوطاً حمراء أمام طهران في المنطقة العربية، وحذرَ ملك الأردن عبدالله الثاني من إقامة هلالٍ شيعي يبدأ من طهران يمُر في العراق وسوريا وصولاِ إلى لبنان، حيث تتوفر البيئة الملائمة لهذا الهلال، ونَبَّهَ من إفساح المجال أمام إيران تسليح هؤلاء وتدريبهم ودعمهم مادياً،
لَم تُشكِل الخطوط الحُمر السعودية عائقاً أمام إندفاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية نحو تصدير الثورة التي أستفادت من وجود طلائع قوَّة شيعية شعبية وعسكرية في لبنان إسمها حركة أمل كانَ قد أسسها الإمام المُغَيَّب السيد موسى الصدر بُغيَة الدفاع عن جنوب لبنان من الإعتداءآت الصهيونية المستمرة،
ومنها وُلِدَ حزب الله وكَبِرَ العيال وأصبحوا قبيلة وتواصلوا مع أبناء عمومتهم في سوريا والعراق واليمن،
كبروا وكَبِرَ الخوف السعودي من التمدد الإيراني حتى بلغت هواجسهم حَد الدخول الإيراني إلى داخل المناطق الشرقية وتحريض الشيعه ضد النظام الملكي وهذا ما لا تفكر بهِ إيران بتاتاً،
فبدأت السلطات السعودية بإتخاذ إجراءآت صارمة وقاسية ضد مواطنيهم من اعتقالات طالت كل مَن يتواصل مع الجمهورية الإسلامية حتى لو على مستوى التقليد الشرعي، وحصلت إعدامات واعمال تفريغ للمناطق داخل القطيف والعوامية وهدم حي المسوَرَة وإخلائه من سكانه بحجة توسيع الطرقات وتنفيذ مخططات البلدية الذي جائوا برئيسٍ لها من خارج المنطقة،
كَبُرَ المارد الشيعي وتمَدَّد ولم تعُد تتسعه المنطقة الذي كان محصوراً بها فتخطَّت قدرات الشيعه في اليَمن أكثر من قدرات ١٨ دولة هاجموها على رأسهم أمريكا والسعودية والإمارات وخسروا الحرب أمامها،
وأصبَحَ حزب الله في لبنان قاهر الصهاينة والإرهابيين بكل أنواعهم وصولاً إلى داعش التكفيري،
وشنُّوا حرباً دموية على سوريا وجائوا بمئات الاف المسلحين من مئة دولة بإعتراف مسؤولين أميركيين بهدف اسقاط النظام لأن الرئيس بشار الأسد رفض قطع علاقته بإيران وحزب الله، وصنعوا داعش التي دمرت نصف العراق وثم انهزمت على يد أبنائه الغيارىَ،
فشِلَ المخطط الصهيوسعودي أميركي وبقيَ الهلال ولم ينكسر لكنه متصدعاً بالصراعات الداخلية، فصنعوا العداوة بين الإخوة وحاصروا الشعوب ومع كل ذلك بقيت المقاومات العربية والاسلامية وازداد الخطر على الكيان الصهيوني،
ولا زال الدعم الإيراني يتدفق الى غزة والضفة وسوريا ولبنان والعراق واليمن والجميع يهتف بقوة وبأعلى صوت موجودين في كل ساح لن نترك السلاح،
يوجد فلسطين وليس إسرائيل، يوجد منطقة عربية وليس أعراب ومستعربين، يوجد شعوب منتفضه مُقاوِمَة وليس أنظمة خائنة،
وكل مَن تعامل مع العدوان على سوريا أو ساهم بهِ سيسقونه مشغليه من نفس الكأس وها هم يعبثون بأمن الأردن ووحدته واستقلاله،
لكل خائن نهاية…