إنها لعنة أطفال اليمن.. السعودية تُطرد من مجلس حقوق الإنسان
مجلة تحليلات العصر
الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٠
رغم كل الضغوط التي مارستها السعودية عبر تهديد الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة بعقوبات سياسية واقتصادية في حال عدم تصويتهم لها في شغل مقعد في المجلس، الا ان هذه الدول وجهت صفعة قوية للسعودية وطردوها من المجلس بعد ان رفضت عضويتها، بسبب سجلها الاجرامي في اليمن وانتهاكاتها البشعة لحقوق الانسان، لتكون بذلك الدولة الوحيدة التي ترشحت لشغل مقعد ولم يتم انتخابها.
العالم – يقال ان
منظمات حقوقية رحبت بالنكسة التي لحقت بالسعودية وبمحاولاتها الفاشلة لتحسين صورتها وتلميعها أمام المجتمع الدولي، حيث إعتبر نائب المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية برونو ستاغنو ان ما حصل للسعودية بانه تأنيب كبير لها في ظل قيادة محمد بن سلمان، مؤكدا على ان السعودية هي البلد الوحيد الذي لم يُنتخب، وتجنبها غالبية أعضاء الأمم المتحدة، وهذا ما تستحقه بسبب انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ترتكبها في الخارج.
اما المديرة التنفيذية لمنظمة “الديمقراطية للعالم العربي الآن” سارة ليا ويتسن فقالت:”ما لم تتبن السعودية إصلاحات واسعة كبيرة للإفراج عن المعتقلين السياسيين وإنهاء حربها الرهيبة في اليمن والسماح لمواطنيها بالمشاركة السياسية الحقيقية، فإنها ستظل منبوذة من العالم”.
ليس من السهل وصف السعودية بالدولة المنبوذة في المحافل الدولية، لا لانها ليست منبوذة حقا او ان سجلها في مجال حقوق الانسان ناصع ولا يتضمن اي انتهاكات، بل لانها اعتادت ان تشتري كل شيء بالمال وبالصفقات التجارية والتسليحية والسمسرة والرشى مع الدول المؤثرة في السياحة الدولية للتغطية على سجلها الاسود، وكثيرا ما هددت بقطع تمويلها للمنظمات الدولية اذا ما تجرأت واشارت مجرد اشارة الى سجلها الكارثي في مجال حقوق الانسان.
السعودية تمكنت حتى من شراء دعم الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي وقف في وجه الانتقادات الدولية ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد قتله بشكل فظيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول، وسجنه وتعذيبه للناشاطات السعوديات والاعتداء عليهن، وتنحية جميع معارضيه داخل اسرة ال سعود بذريعة مكافحة الفساد، في مقابل نصف ترليون دولار، وكذلك في مقابل تبنيه “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية ، وتشجيعه مشيخات الخليج الفارسي للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي.
عندما تتعرض السعودية لفضيحة مدوية في محفل دولي، كما تعرضت بالامس في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، حيث لم تحصل سوى على 90 صوتا واُلقي بها خارج المجلس غير مأسوف عليها، رغم ما قدمته من اغراءات ضخمة ، ورغم تهديدها بقطع التمويل وقطع المساعدات، فنعلم ان لعنة اطفال اليمن، هي التي فضحت إبن سلمان وستفضحه اكثر، بل ستنزله عاجلا ام اجلا من عرشه لتلاحقه لعنات التاريخ والشعوب، بعد ان حرمهم ليس من الماء والغذاء والدواء وجعلهم هياكل عظمية ينهش فيها الجوع والامراض، بل حرمهم من الحياة ايضا عندما مزق اجسادهم ودفنهم احياء، بالاسلحة الامريكية الفتاكة التي زودها به ترامب .