إيران تتقدَّم وتتطور والأعراب تتأخر وتتفجَّر
مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

قالوا: بأن البرنامج النووي الإيراني هو القنبلة المتفجِّرة في المنطقة والتي ستأتي عليها وتُدمِّرها.
قلنا: عجيب متى صار برنامج علمي بهذا الحجم هو المشكلة؟ بل الغباء والتأخر الأعرابي هو القنبلة المتفجرة بقطعان التكفير والقتل والتهجير التي صنعوها بأنفسهم لتدمير أمتهم هذه هي الحالقة والمدمرة للبلاد والعباد، صنعها الأمريكان وتلقفها العربان وراحوا يعيثون فساداً في البلدان.
وأما البرنامج النووي الإيراني فهو إعجاز وإنجاز إسلامي سيدفع بالجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى النادي النووي لتكون ثاني دولة فيه، وهذا سيجعلها قوة وحضارة للإسلام والمسلمين، وعلى جميع الأمة الوقوف معها ومساندتها في ذلك وأكثر من ذلك بالوقوف معها لتكون عضواً دئماً في مجلس الأمن الدولي وهذا حقها هي وباكستان النووية أيضاً فلماذا ليس لنا عضو دائم في مجلس الأمن ونحن ربع سكان الأرض؟
وذلك لأنها من حقها أن تكون دولة نووية لتحقيق أغراضها السلمية، ولكن أيضاً من حقِّها أن تحوِّلها إلى عسكرية من باب الدِّفاع عن النفس ومن منطلق قرآني بحت في قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) (الأنفال:60)، وهذا الإعداد واجب ومطلق كما يقول الشيخ محمد السند، فإيران التي وقَّعت والتزمت بكل تعهداتها في الاتفاق (9 +1)، كما يقول السيد القائد الخامنئي مؤخراً، ولكنهم لم يلتزموا بشيء من تعهداتهم، وانسحبت الولايات المتحدة منه، وراحت تضغط على الجمهورية بكل وسيلة، فصبرت وعضَّت على الجراح، وصبر شعبها المقاوم على الجوع والألم، وها هي ترى كل هؤلاء يقفون ضدها، ويُهددونها بالحرب النووية، وبضرب منشآتها الاستراتيجية فهل يُعقل أن تبقى ساكتة، أم واجبها الدفاع عن نفسها وشعبها بكل ما يمكن؟
فمن حق إيران امتلاك القوة التي تردع كل مَنْ يُفكر بالمساس بأمنها ومكتسباتها فهي دولة حقيقية وليست مزرعة كمشيخات وعوائل ودُويلات المنطقة التي تكاد تموت رُعباً من تقدمِّها وتطورها لأنها تتقدم بكثير من البرامج الحضارية وهم يتقدمون وبرنامجهم الوحيد الارتماء في الأحضان الصهيونية، وليس عندهم خطط إلا ما يُخططوه لهم وهم يدفعون كل ما لديهم من أموال ونفط وغاز لتقديم المشورة، وتقديم الحماية، وتقديم السلاح، وتقديم النصائح لهم بالخوف من جارتهم إيران، التي حوَّلوها في عيونهم إلى غول وبعبع مرعب يُريد أن ينقضَّ عليهم عندما تسنح له الفرصة وأن أمهم أمريكا هي التي تحميهم، وابنتها (الغدة السرطانية) هي التي تحرسهم، ولولاهما لكان الغول الإيراني قلب الدنيا عليهم ولأكلهم قبل أن يستيقظوا..
ولك يا عمي فيقوا كل هذه كوابيس وأوهام زرعها الشيطان الأكبر في عقولكم وقلوبكم حتى هي تُخيفكم وليس إيران، لأن إيران ماضية في عملها وتقدمها وتطورها ولا تراكم أصلاً لولا كثرة العوي والنباح من حولها منكم، فقوموا وامسحوا النوم عن عيونكم وافتحوها جيداً فإيران صارت دولة نووية، وسائرة لتكون حضارة عملاقة يكون لها مكانها ومكانتها تحت الشمس ولكن أين أنتم أيها الأغبياء الأغنياء، فإذا لم تفيقوا فقريباً سينتهي النفط وتعودوا إلى الجمال وشرب بول البعير الذي أبدعتم في صناعته وتسويقه وتعليبه، وسيرتد هذا الإرهاب الذي موَّلتموه على رؤوسكم.
فالعدو المشترك هو الأمريكان وابنتهم الغدة السرطانية التي ستقضي عليكم جميعاً، ولكن بعد أن تأخذ كل ما لديكم من ثروات وأموال، فهي التي تُخيفكم، وهي التي ستقتلكم لأنها تعرف كل نقاط ضعفكم، وليس إيران، بل إيران هي التي ستحميكم من عدوِّكم أولاً ومن غبائكم ثانياً، كما حمت قطر منكم قبل سنوات، فلولا وقوفها معها لأكلتموها على الفطور وسكرتم بدماء شعبها كما تسكرون بدماء شعبنا في الشام الجريحة، واليمن البطل، أما شبعتم من الدماء والأشلاء؟
البرنامج النووي الإيراني سيكون عامل إعادة توازن في المنطقة ليُحقق الاستقرار فيها بعد أن اختلَّ توازنها بسبب امتلاك العدو الصهيو.ني ذلك السلاح الفتاك الذي لا يستطيع أن يستخدمه إلا في الإعلام لتخويف الجبناء من أمثالكم، ولذا راحت تُصوِّر نفسها على أنها أقوى جيوش العالم، وما هي إلا أوهى من بيت العنكبوت كما قال سيد المقاومة بعد الانتصار الكبير عليها.
وتلك هي حقيقتها المرة التي تُخيفكم منها لتدفعوا لها وتحموها من جيوشكم وأبنائكم المقاومين الأبطال الذين لولاكم لطردوها من فلسطين منذ نصف قرن من الزمن، فأنتم السبب في وجودها، وقوتها، وحمايتها، فبأموالكم قامت، وعلى غبائكم دامت، فاتركوا الأمة وشبابها وانظروا هل ستبقى تلك الغدة في فلسطين المنكوبة بكم لأشهر فقط؟
فالحقيقة أنكم جبناء وخائفون من خيالكم وليس من البرنامج النووي الإيراني فما عساه أن يضرَّكم هذا البرنامج الحضاري؟ إلا أن يُصدِّر لكم الكهرباء، والماء، وكل أنواع الخيرات والصناعات بدلاً من تلك التي تسمِّمكم بها دولة العدو المتربصة بكم شراً، فإيران لا طمع لها بكم لأنكم ليس بكم طمعاً أصلاً فالطامع بكم خسران، لأنه لا ربحت صفقة أنتم فيها لأنها صفقة عُهر وخيانة.